علمت بي بي سي نيوز أن عددا من المشردين أخرجوا من مدينة إدنبره لفسح المجال للسياح، الذين جاءوا لحضور حفل المغنية تيلور سويفت.

وقالت منظمة شيلتر الخيرية، إن عددا من المشردين، الذين تساعدهم، أرسلوا، بسيارات الأجرة، إلى أبردين وغلاسكو، بسبب نقص في أماكن الاستقبال. وأرسل أحد المشردين إلى مكان استقبال مؤقت في نيوكاسل البعيدة.

ووصفت المنظمة العملية بأنها "ظلم فاحش"، للمشردين بأن يتنافسوا من السياح.

وقال مجلس مدينة إدنبرة إنه يتواصل مع المعنيين لإيجاد "أماكن استقبال بديلة مناسبة لهم".

وستقيم تيلور سويفت ثلاث حفلات في ملعب ماريفيلد في إدنبره يومي 7 و9 يونيو/حزيران. ويتوقع أن تستقبل المدينة مئات الآلاف من المعجبين، ولذلك سيكون التنافس على الفنادق كبيرا.

وقالت المنظمة التي تعنى بالسكن، إن المشردين الذين كانوا في إقامات مؤقتة بالفنادق، أخرجوا من المدينة من أجل توفير الأماكن للسياح، بسبب النقص الذي سببته حفلات تيلور سويفت.

وليس هناك أدلة على أن المشردين أخرجوا من غرف الفنادق التي كانوا فيها.

ويلزم القانون في اسكتلندا السلطات بتوفير إقامة مؤقتة طارئة لكل من فقد بيته، بما في ذلك منح غرفة في فندق.

وقد أعلن المجلس حالة طوارئ في نوفمبر/ تشرين الثاني بسبب ارتفاع كبير في عدد المشردين، ونقص المساكن الاجتماعية، وارتفاع أسعار الإيجار في القطاع الخاص.

وقال إن استعمال الإقامات السياحية لإيواء المشردين دليل على هذه الأزمة الطارئة.

وفي مطلع شهر مايو/أيار، أعلنت الحكومة الاسكتلندية حالة طوارئ سكنية على المستوى الوطني، بعد ضغط من المنظمات وأحزاب المعارضة.

وقالت مديرة شيلتر في اسكتلندا، أليسون واتسون، إن الوضعية في إدنبره دليل آخر على عمق الأزمة المتعلقة بالسكن في البلاد.

"وهذه الأزمة في إدنبرة تجعل المشردين في تنافس من السياح، وهو ظلم فاحش".

"فالعائلة التي تمر بصدمة التشرد، ليس عليها أن تسافر بعيدا عن مكان العمل وعن المدارس، من أجل الحصول على إقامة طوارئ مؤقتة".

وأضافت السيدة واتسون أن "الحكومة الاسكتلندية مطالبة بالتعامل بطريقة مختلفة مع الأزمة".

ونبهت إلى أن المشكلة ستتجدد خلال مهرجان فرينج بالمدينة في أغسطس/ آب إذا لم تتغير الأمور.

وقال مجلس مدينة إدنبرة إنه "مستاء جدا" من إخراج المشردين من أماكن الاستقبال المؤقتة لفسح المجال لمعجبي تيلور سويفت.

وقالت عضو المجلس المكلفة بالسكن، جين ميغر: "هذه أعراض أزمة السكن التي نواجهها في إدنبرة ، ففي بعض الأحيان نضطر إلى استعمال الإقامات السياحية لإيواء المشردين".

"ونعرف أنها لا تكون متاحة خاصة في الصيف، ولكننا نلجأ إليها عند الضرورة القصوى".

"نحن على علم بالوضعية ، ونعمل على إيجاد إقامات بديلة، مناسبة للمعنيين".

وتحدث تلفزيون بي بي سي اسكتلندا مع ألكسندر، الذي أصبح مشردا منذ أربعة أشهر، وعبر عن خوفه من العودة إلى الشارع في نهاية الأسبوع.

ويقيم الشاب البالغ من العمر 20 عاما مؤقتا في فندق في إدنبرة ، ولكنه قال إنه ملزم بالمغادرة الجمعة، وسيعود إلى المجلس ليعلن أنه أصبح مشردا من جديد.

وقال إنه: "يستحيل إيجاد مكان، لأن كل الفنادق محجوزة. وقدر رفعوا الأسعار".

ويحجز المجلس غرف الفنادق للمشردين عند الضرورة القصوى ولفترة قصيرة لا تتجاوز سبعة أيام، في المرة الواحدة.

وليس غريبا أن تكون الفنادق محجوزة بالكامل أثناء الفعاليات، مثل مهرجان إدنبرة ، أو حفلات أخرى. ولكن الناشطين يشيرون إلى أن حفلة تيلور سويفت تسببت في ارتفاع الطلب بطريقة غير عادية.

فالفنادق المتوسطة مثل ترافل لوج و"بروميير إن" محجوزة بالكامل في نهاية الأسبوع. والفنادق الأخرى في ضواحي المدنية رفعت أسعارها إلى 330 جنيه استرليني لليلة الواحدة.

وقال ألكسندر إنه لا يعرف أين سيرسل بعد يوم الجمعة. ويزعم أنه سبق أن أعطي كيس نوم، وطلب منه أن ينام في الشارع في تلك الليلة.

"أعاني من الاكتئاب الحاد. وقد تفاقم هذا الاكتئاب لأنني لا أعرف ما الذي سيحصل لي".

"أنا أكثر من متوتر. أنا خائف، لأنني لا أعرف أين سينتهي بي الأمر يوم الجمعة، وبعدها".

وقال متحدث باسم مجلس مدينة إدنبرة إن المجلس ملزم قانونا بتوفير إقامة للمشردين، وإنه لن يعطي أحدا منه كيسا للنوم.