قررت ماكدونالدز إعادة النظر في استراتيجية التسعير الخاصة بها، بعد أن أدى تراجع إقبال العملاء إلى تقليص مبيعات شركة الوجبات السريعة العملاقة.
وشهدت منافذ البيع التي فتحت قبل عام على الأقل انخفاضاً في المبيعات بنسبة 1 في المئة خلال الفترة من أبريل/نيسان إلى يونيو/حزيران مقارنة بالعام السابق، وهو أول انخفاض من نوعه منذ وباء كورونا.
جاء الانخفاض على الرغم من أن سلسلة الهامبرغر تقدم عروض خصم نقدي لمحاولة استعادة العملاء المهتمين بالسعر، وكذلك الذين قاطعوا ماكدونالدز بسبب حرب إسرائيل في غزة.
وقال الرئيس كريس كيمبزينسكي إن النتائج السيئة أجبرت الشركة على "إعادة التفكير الشامل" في التسعير.
وأبلغ كيمبزينسكي المستثمرين بأن الشركة ستعتمد على الخصومات لمحاولة وقف انخفاض المبيعات.
وأشار المسؤولون الإداريون إلى العروض الترويجية الأخيرة، مثل وجبة "هابي ميل" بقيمة 5 دولارات في الولايات المتحدة، وحملة في المملكة المتحدة تمكّن الزبائن من اختيار ثلاثة عناصر مقابل 3 جنيهات إسترلينية.
ومن المتوقع تمديد تلك العروض في الأشهر المقبلة. وقالت الشركة إنها تعمل مع أصحاب الامتياز على جهود أخرى متعلقة بـ "القِيمة".
وارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 3 في المئة بعد التحديث، حيث قال كيمبزينسكي إن ماكدونالدز لديها القدرة على إنجاح الاستراتيجية.
وقال: "نحن نعرف كيف نحقق ذلك. لقد قمنا بتدوين الاستراتيجية، ونعمل مع أصحاب الامتياز لدينا لإجراء التعديلات اللازمة".
هل تستطيع ماكدونالدز إنهاء جدل المقاطعة، بعد استعادة فروعها في إسرائيل؟
وقد واجهت ماكدونالدز رد فعل عنيف من العملاء بعد رفع الأسعار بشكل كبير أثناء وباء كورونا.
وفي الشهر الماضي، رد رئيس عملياتها في الولايات المتحدة رسمياً على الشكاوى برسالة مفتوحة للعملاء، قائلاً إن وسائل التواصل الاجتماعي ترسم صورة غير دقيقة.
وقال إن متوسط سعر "بيغ ماك" في الولايات المتحدة، الذي يبلغ الآن 5.29 دولاراً (4.11 جنيهاً إسترلينياً)، ارتفع بنسبة 21 في المئة منذ عام 2019، بما يتماشى تقريباً مع وتيرة التضخم، وارتفعت العديد من العناصر بأقل من ذلك.
ومع ذلك، وفي مكالمة مع مستثمرين، اعترف كيمبزينسكي بأن الشركة لديها عمل ينبغي إنجازه لاستعادة سمعتها كقِيمة.
واعترف كيمبزينسكي بأن الزيادة في الأسعار، التي فُرِضت استجابةً للتضخم، "دفعت المستهلكين إلى إعادة النظر في عاداتهم الشرائية".
وقال إنه على الرغم من أن بعض الأسواق كانت قادرة على التكيف، إلا أنه في أسواق أخرى، "كان من الضروري إعادة التفكير بشكل أكثر شمولاً".
وقالت المحللة سارا سيناتوري من "بنك أمريكا" إن ماكدونالدز زادت أسعار العناصر الرئيسية بشكل أسرع من نظيراتها، مضيفة "المستهلكون أذكياء، وعلى دراية بذلك".
وأوضحت قائلة: "قد تكون الوجبة التي أطلقتها الشركة بقيمة 5 دولارات بداية لتغيير المفاهيم، لكننا لم نشهد حتى الآن تغييراً في التوجه من حيث المعاملات، وهذا ما يحتاجون إلى رؤيته".
وتعد ماكدونالدز أحدث شركة عملاقة تحذر من تباطؤ إنفاق المستهلكين، الذي تعاني منه الاقتصادات الكبرى مثل الصين.
وقالت الشركة إن الإيرادات الإجمالية، والتي تشمل المبيعات في المتاجر التي افتُتحت حديثاً، كانت ثابتة على أساس سنوي. وانخفضت الأرباح بنسبة 12 في المئة.
وأضافت ماكدونالدز أن العملاء من ذوي الدخل المنخفض تضرروا بشكل خاص، وأن خسارة هؤلاء المشترين لم تُعوَّض من خلال تداول الأسر الأكثر ثراءً.
وقالت الشركة إن الطلب في مطاعمها انخفض في الولايات المتحدة، كما أثر الضعف في فرنسا وحروب الأسعار في الصين أيضاً على المبيعات.
وتعد فرنسا من بين الدول التي حاصرتها دعوات المقاطعة التي أشعلتها حرب إسرائيل في غزة. كما تأثرت شركات أمريكية أخرى، منها ستاربكس.
ويقول أحد المسؤولين في ماكدونالدز: "أصبح المستهلكون أكثر تمييزاً بشأن مكان وتوقيت وماهية طعامهم، وأود أن أقول إننا لا نتوقع تغييرات كبيرة في هذه البيئة على المدى القريب خلال التقييمات الربع سنوية".
التعليقات