يستعد الحجاج اليوم الأربعاء لبدء مناسك الحج الرئيسة بالتوجه إلى منى حيث يبيتون وهم يرتدون لباس الإحرام الأبيض في خيام قبل التوجه للوقوف على جبل عرفات من شروق الشمس حتى غروبها الخميس، ثم النفرة ليلاً الى مزدلفة. وبعد رمي الجمرة الكبرى والاحتفال بالاضحى يوم الجمعة، يبدأ الحجاج شعائر رمي الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى) في منى السبت. ويتولى أكثر من 100 ألف عنصر توفير الأمن للحجاج إضافة الى 15 ألف عضو في الفرق الطبية. وتم تثبيت 600 كاميرا للمراقبة في منطقة رمي الجمرات فيما وضعت 1852 كاميرا للمراقبة داخل الحرم المكي وفي محيطه.

الرياض: بدأت الحافلات بالوقوف عند مساكن الحجاج في مكة المكرمة، استعدادًا لنقلهم إلى منى، بعد أن وضعت قوات أمن الحج خطة اعتمدت على نشر أفراد قواتها في الشوارع والميادين لتنظيم السير. وانتشر رجال الأمن بشكل مكثف في الساحات المحيطة بمشعر منى، تساندهم دوريات أمنية تركز على توفير مظلة الأمن، وتحقيق السلامة واليسر على الطرق التي يسلكها حجاج بيت الله الحرام، إضافة إلى تنظيم حركة المشاة.

وشهدت مكة المكرمة أعمالاً مستمرة من اجل تنفيذ مشاريع لتوسعة الحرم والمسعى ومنطقة الجمرات لتجنب حصول تدافع للحجاج وتسهيل اداء المناسك. وفيما انتهت اعمال التوسعة في المسعى بين الصفى والمروى وفي منطقة الجمرات، تستمر الاعمال للانتهاء من توسعة الحرم وانشاء القطار بين المشاعر المقدسة قبل حلول موسم الحج العام المقبل.

وخصصت وزارة الصحة عددًا من سيارات الإسعاف الصغيرة المجهزة بأحدث المعدات الطبية للتنفس الاصطناعي وأجهزة الإنعاش القلبي الرئوي لتقديم الخدمات الطارئة الفورية، تساندها سيارات إسعاف كبيرة، علاوة على اكتمال استعدادات المستشفيات والمراكز الصحية في منى لاستقبال المراجعين وتقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم.

ويتوقع ان يؤدي مناسك الحج هذا العام اكثر من مليونين ونصف المليون حاج. وقال عبد الغني وهو فني يعمل في مشروع تطوير الحرم quot;عملنا طوال الوقت لانجاز التوسعة والحمد الله انتهينا من الخطوة الرئيسية بازالة البيوت والمباني في الجهة الشمالية والان كل شيء جاهز لتركيب المظلاتquot;.

وعملت مئات الاليات والرافعات في سباق مع الزمن في الحفريات وتهيئة المنطقة الشمالية من الحرم لانجاز المشروع قبل موسم الحج العام القادم حيث من المفترض ان يتسع الحرم بعد اكتمال التوسعة لحوالى مليون شخص وفقًا لمرشد في الرئاسة العامة لخدمة الحرم. واكد الامير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية السعودي ورئيس لجنة الحج العليا في مؤتمر صحافي مساء الاحد ان المملكة تجري تحسينات وتطوير في كل سنة quot;افضل من السنة التي سبقتهاquot;.

إلى ذلك أعلنت وزارة الصحة أنه تم تشديد الإجراءات الاحترازية اللازمة من خلال توفير التطعيمات والبرامج التوعوية للحجاج من فيروس مرض الإنفلونزا المكسيكية. وكشفت أنها خصصت 21 مستشفى في المدينة المنورة إضافة إلى 7 مستشفيات في مكة المكرمة في المنطقة المركزية و7 أخرى في منطقة المشاعر، منها: 4 في منى و3 في عرفات، موضحًا أن جميعها جهزت بأحدث التجهيزات الطبية والكوادر المؤهلة لإتمام خطة عمل هذا العام إلى جانب 36 مركزًا للرعاية الصحية الأولية في المنطقة المركزية و46 في عرفات، و28 في منى.

وأضافت: quot;لا خوف من انتشار المرض، نظرًا لبدء الاستعداد باكرًا وأخذ الاحتياطات اللازمةquot;، مؤكدة أنه لم تسجل حتى اليوم (أمس) إلا أربع وفيات لحجاج لم يلتزموا باحترازات. ونشرت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مواقع عدة لإرشاد ضيوف الرحمن والإجابة عن استفساراتهم، إضافة إلى توزيع عشرات الآلاف من الكتيبات والنشرات بلغات عدة، فضلاً عن تنظيم المحاضرات والندوات فيما وضعت مكبرات صوت تبث من خلالها مواد توعية إرشادية لضيوف الرحمن.

وعقد في مقر الأمن العام في مشعر منى أمس المؤتمر الصحافي الأول لأعمال حج هذا العام، لتناول استعدادات الحج والرد على استفسارات الوسائل الإعلامية حول خطط التفويج والطوارئ.
وأكد المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي اكتمال تنفيذ المرحلة الأولى من الخطط ذات العلاقة بالحجاج، وكشف وجود أكثر من 20 ألفًا من رجال الأمن مهمتهم إدارة وتنظيم الحركة إلى الجمرات وحول أحواض الرجم للمحافظة على السلامة، من خلال المحافظة على التوازن في كثافة الحجاج في المواقع المختلفة التي يؤدى فيها النسك.

وحول احتمال انخفاض عدد الحجاج هذا العام مقارنة بالعام الماضي قال اللواء التركي: quot;من المبكر الحكم على النتائج وتحديد إجمالي أعداد الحجاج، وهناك أرقام رسمية مؤكدة ستصدرquot;، مشيرًا إلى أن عدد التصاريح بما فيها الحجاج غير النظاميين يصدر في يوم عيد الأضحى المبارك من طريق مصلحة الإحصاءات العامة.

من جهته، قال حبيب بن مصطفى زين العابدين وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية انه تم الانتهاء من مشروع quot;منشاة الجمراتquot;. واضاف زين العابدين وهو امين عام حي التطوير في مكة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة في حديث لوكالة الأنباء الفرنسية ان هذه المنشأة هي كناية عن جسور من خمسة طوابق اضافة الى نفقين تساعد الحجاج على رمي الجمرات من دون وقوع حوادث او ازدحامات.

وخصصت اربع مستويات للحجاج الذين تم توزيعهم وفقًا للمناطق التي يفدون منها اضافت الى طابق لكبار الشخصيات. ونفذ المشروع بوساطة شركات محلية سعودية بتكلفة 4.2 مليار ريال سعودي (1.12 مليار دولار). وتصل القدرة الاستيعابية لمنشأة الجمرات الى مئة الف حاج في الساعة. كما يجري العمل في سباق مع الزمن لاتمام مشروع قطار المشاعر المقدسة الذي سيربط في مرحلته الاولى بين منى وعرفات.

ويتوقع زين العابدين الانتهاء من هذه المرحلة الاولى من مشروع القطار الذي تنفذه شركة quot;القطارات الصينية الحكوميةquot; قبل موسم الحج العام القادم. وتبلغ كلفة مشروع قطار المشاعر المقدسة ككل 65.6 مليارات ريال (77.1 مليار دولار)، على ان يصبح شغالا 100% بعد ثلاث سنوات.

وسينقل هذا القطار الحجاج بين عرفات ومزدلفة ومنى ومكة بمعدل 72 الف حاج كل ساعة وفي الاتجاهين. واشار زين العابدين الى quot;المرحلة الثانية للقطار ستكون بين الحرم بمكة ومنى وعرفاتquot;. وعملت الامانة العامة لتطوير مكة والمشاعر المقدسة على تسوية مليون متر مربع وضمها لعرفات على ان تضاف مساحة مماثلة في العام القادم. وقال زين العابدين quot;قمنا بمشاريع تطويرية بقيمة 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار) خلال السنوات الـ 14 الاخيرةquot;.