عزلة في فمّ الشارع
والضحى، والليل اذا سجى،ما ودّعك ربك ...
كما ترى .. زجاج أيامكَ لا يفضي
وكما ترى .. تسحل أحلامك خلفك مثل متسول
كيس النفايات - أعني العمر ndash; نسبة الى المنفى
أو نسبة اليك
أو نسبة الى السطوح
... وهي أعمق مدى للشحرورة والقمر
المعزولين في فم الغيوم


- يحمل البندقية
لم يحمل وجهه ليصفح عن أحد
يحمل الورقة البيضاء
لم يحمل القول ليمحو صمته المفرط ..
يجهل شكل أصابعه، لأنه ndash; ببساطة ndash;
لا يطلق خرطوشة أحلامه على البيوت المرّة

ولأنّه ساذج ونبيّ ..
أخرج من فتحة الشبّاك
ورقة قديمة ودوّنها من جديد ..

)- في الظهيرة
فكّر هذا القدريّ بالأنتحار
هيّأ أنشوطته
، كانت رباط عنق،
أن أرثيك ياوالدي
فلن تكفيك حماقة اللغة ولا زهوها
سوف أرحل بعيداً عنكم
بعيدا جدا عن هنا
ولن أترك خلفي
سوى بصقاتك في وجهي
وبصماتي عند مخفر الشرطة (

هكذا ..
عندما يحاصره الوقت
يطلق الرصاص على الوردة،
هكذا ..
عندما تحاصره اليمامة
ينزوي وحده ويبكي
حتى لو أن المطر أمتدّ طويلا في طرقات ملابسه

- عندما سأله أبنه عن الحياة ..
أجابه عن الجوع الأبيض
وعندما يسأله السائق عن نشرة الأخبار
يجيبه عن المرأة ..

في الغالب بعد الأجابة
يجوع الأبن في كفّ أبيه،
والسائق لا يدرك من من المرأة غير المرآ ة


quot;هل شاهدتم حنقي من مكتشف سيارات الأجرة ؟
.. يا للشبه الشديد بين أبنائي والغلط quot;

- المماحي .. فكرة ملائكية
وهي فكرة حزينة على أي حال،
وهي فكرة بقّّال يسترد الديون
وهي فكرة مخذول يعالج الشمس
وهي فكرة إعدام ..
المماحي .. إعدام .. اذاً

عزلة في فم الشارع
عبد الباسط عبد الصمد يتسرب الى جيب المغنّي
زمن الهدير يتربص بزمن المحاسب نهاية الشهر ..

أعرف اني آخر القادرين على خدش اللغة،
ذلك لأنّي أخر من يستعير من الممحاة ثرثرة الشطب
على الجمل الصالحة للنشر

أمحو أصابعك عن قميصي
أمحو البلاد عن البلاد
أمحو السؤال عن الجسد
أمحو المطر عن المشهد
أمحو خرابك في خرابي
أمحو أبي بأبنائي
أمحو هزالي بالقنابل
أمحو حبيبتي بأعدائي
أمحو المسافة بالتسكع في جهلي ..


- أعرف أني أخر القادرين على خدش اللغة،
أرسم قاربا من أوراق التين،
ثم أحذف غربة الموج،
أجعل المنفى شجرة
والمعاطف أنصاف رجال
أجمّد الجُمل ثم أطلقها تحت صفّارة الطائرات الكثيفة
البلدة في عطر من لايعرفون الحرب ..
نزهتان الى القنابل
أمحو نزهة فيك
ثم أمحو نزهة فيك
الطائرات الكثيفة محو أيضا،
ولكنه شاخص مثل أحزانك في تجاعيدي

- أنا مرّ ..
أنا سهو كبير يبكي ولا ينمحي ..