أيها الماضي
أهو الليل الذي تقتفي أثره
أم هي الأغنية الضائعة؟
كلما رنت
أجراسك
أسلمتُ روحي للأسى.
من أي زاوية تبث شعاعك الليلة،
ومن أي رؤيا ستنبثق؟
صور مموهة وأباطيل
تهبط من عالمك الوهمي
على الجرح
فتنكأه .
كأني مرتدٍ لحيرتي الأبدية وأقتفي
ظلك،
ألهث وراء جنوني
وخيبتي مطوية تحت جنحك،
هل أنا حامل منفاي فيك
وأنت تجرني إلى المنأى،
أم أنا، مثلك، قطرة دمع
تهبط في بئر عقيم؟
مر ليلك جارف
أبوابه تتدفق منها قطعان ذئاب
ساغبة
بينما موسيقى الزمن تتقطع
أوتارها
مثلما عاصفة منهكة
تضع أثقالها
على كاهلي.

في عمق غربة سحيقة،
مر ليلك،
يعوي، من شدة عزلته،
وهو واقف على شرفة تلطمها الريح.
من أي دوار صرت تخفي
موتك؟
من أي عالم مهزوم
صرت تأتي؟
مكتملاً بهوتك وأطيافك المرة
بعثرت حلمي
ووضعتني،
منفرداً،
في أقصى حبة رمل
أغني ليلك الأبدي
شارتي لغتي
وصورك المبثوثة في الرماد.