إلى محمد أحمد السويدي

الجدارُ يميلُ وأسندهُ
كم يميلُ وأسندهُ ؟
وأحاورهُ هل تعبتَ؟ يدي تعبتْ
وأحدقُ فيه: الشقوقُ الخبيئة ُ،
نزفُ الكُوى،
صرخات الفراغ ِ ......
الجدار يسير معي وينامُ ويأكلُ من زمني
ويعاتبني حين أخطأ، ما أكثر الخطأ العفويّ
وما أكثر الاعتذارات، حين أكون بعيدا عن الآخرين
لكي أستريح قليلا، يكون معي
ويسافر أيضا
وتعرفه سلطات المطارات حين يميلُ أمام المفتش ِ
أسندهُ ويميلُ
الجدارُ ثقيلٌ لهُ ألفُ باب ٍ، ولكنه مغلقٌ
حين أجلس في مقعد ٍ عند مقهى الرصيف
يسدّ الطريقَ، ويمنع أية َ رائحة ٍ أن تمر إليّ َ
ويمنعني أن أرى المقعدَ الجانبيّ َ
وأن أتحدثَ عن أيّ شيءٍ بملء فمي ....
ويسدّ الشهية َ للطيباتْ
ويسدّ المدى مثلَ صوت ٍٍ يجيء من العالم الخارجيّ
ولكنه مغلقٌ ....
كم تمنيتُ أدخل فيه وأجلسُ في ظله ِ هادئا
مثلَ كل الذين إلى ظلهم يجلسونَ
متى ما يشاءون، أو لا يشاءونَ،
كم مرَّ وقتٌ تلفتُّ فيه فلم أعرف ِ الوقتَ
يومين.. أو سنتين ِ
الجدارُ مضى..
كيف يمضي جدارٌ بلا قدمين ِ
ويأخذ أسماءنا
والخطوط التي أتلفتها ثقوبُ المعارك؟
الجدارُ الجميل
الجدار الملون بالذكريات
جدار الطفولة والأصدقاء
الجدار الذي لم يزل يتخفى به سيف فاتك ..
الجدارُ... يدي في الفراغ
وهذا المدى كلهُ قبرُ مالك؟