مكبّلٌ أنت،
وكأنّك ترمي بأفكاركَ عند مفترقِ الطرق.
كيف تجعلُ العالمَ يذوبُ في كفّك
كما لو كان جليداً؟
إنّك تحلمُ بمدىً لا تعرفُ منتهاه
حين تغتالُ ضباعكَ الميتة..
هكذا تغورُ في مخيلتكَ الأفكارُ المرئية،
لتضيعَ من جديدٍ في ظلامٍ باردٍ كالصقيع،
فلن تسدَّ الألسنةُ النائحةُ غيابك،
ولا يتسلّق النهارُ جسدك،
لكيما تنمو عروقُكَ كربيعٍ شتائيّ.
لماذا تتهاوى أغصانُكَ في لحظةٍ واحدة،
ويخدشُ الضوءُ عينيك؟
فأينما تمضِ يصطبغْ فجركَ بالحمرة..
لا نجمة تتبعكَ سوى بومةٍ تنعق في الخرائب..
ففي كلِّ مرّةٍ تقولُ وداعاً،
هذا لأنّكَ ماضٍٍ إلى السماء،
وأنت تنامُ على كفِّ غيمةٍ سديمية.