محمد موسى من دبي :فاز مشروع فيلم (الذاكرة المثقوبة) للمخرجة الأردنية ساندرا ماضي بجائزة ملتقى العربية الاول لصناعة الأفلام الوثائقية والذي اختتمت ايامه الثلاثة الامس في الخامس عشر من شهر أيار / مايو. جوائز قناة العربية سوف تتكون من دعم مالي وفني لأصحاب المشاريع لانجاز افلامهم في أول تجربة لتلفزيون عربي في دعم صناعة السينما التسجيلية العربية.
جوائز (العربية) منحت الى مشاريع ستة حيث تناصف فيلمان الجائزة الخامسة،قناة العربية منحت أيضا جوائز تشجيعية لفكرتي عمل لمشتركتين من السعودية والسودان.

من اليمين محمد السويد ، ناصر الصرامي ،فادي اسماعيل
الفائزون الستة اختيروا من 22 مشروعا اختارتها العربية للأشتراك في ورش العمل التي أشرف عليها خبراء اعلاميون اوروبيون وممثلان لمحطتان تلفزيونيتان كبيرتان هما البي بي سي البريطانية و(الارته) الفرنسية الالمانية المشتركة. المشتركون الاثنان والعشرون (والذي كان مخطط لهم ان يكونوا خمسة وعشرين لولا تخلف ثلاثة من المشتركين) اختيروا من ضمن اكثر من 300 مشروع ارسل الى العربية بعد ان أعلنت قناة العربية عن مشروعها للملتقى ونيتها لدعم خمسة مشاريع فيلمية وعرض تلك المشاريع بعد إنجازها على قناة العربية الفضائية.
ورش العمل التي خضع لها المشتركون الاثنان والعشرون كانت تتركز على طريقة تقديم المشاريع الفنية للمنتجين بحضور ممثلين عن البي بي سي ومحطة الار تية الذين قدما بصفتهما خبيرين نقدهما وملاحظاتهما لمشاريع المشتركين وهو الامر الذي أخرج الملتقى من مشروع فني خاص لاختيار افكار لأفلام تسجيلية الى نوع من التدريب الفني لكل المشتركين وتقليد يقدم لاول مرة في عالم المشاريع الفنية التسجيلية العربية.

أفكار المشتركين في الملتقى تنوعت كثيرا وغلبت عليها الهموم الأجتماعية التي افرزتها الأوضاع السياسية المعقدة للعالم العربي، مشروع واحد فقط اهتم بتنويعات وتقاليد المزاح العربي كان ضمن المشروعات المقدمة واختير في النهاية ضمن المشاريع الفائزة، فيلم (على الطريقة اللبنانية) للمخرجة داليا خوري الذي فاز بالجائزة الثالثة يبتعد كثيرا عن المواضيع (الثقيلة ) لمعظم للمشتركين !، مشروع الجائزة الأولى مثلا يريد ان يركز على وحدة المقاتلين الفلسطينيين المصابين من حروب سابقة باصابات بدنية ونفسية والذين يقضون ايامهم في مبنى بائس في عمان يراجعون بالم شديد تاريخا لم ينصفه واقع حياتهم الآن وواقع الحياة السياسية للفلسطينيين وفلسطين!
الهم الاجتماعي كان حاضرا ايضا في اعمال عديدة منها مشروع المخرج السوري وضاح الفهد والذي يتعرض لحياة اختين فاتهما قطار الزواج لاسباب لا تخلو ايضا من السياسة والحيوات الفردية التي تتاثر بها. هناك ايضا شهادات ضد الفقر واثره الكبير في المجتمعات والافراد في مشروع شاكر الخلفي من المغرب والذي فاز فيلمه (مهن ضد القانون) بالجائزة الرابعة.

في الحفل الخاص لتوزيع الجوائز على المشتركين تحدث علي الحديثي مدير ادارة الام بي سي عن أهمية الملتقى ،وقالquot;ان الملتقى كان فكرة مهمة ومبادرة جديدة نحو تشجيع الافكار الخلاقة والابداعية لدى الشباب العربي.مشيرا إلى انه سيتم العمل على تطويره باستمرار ليصل الى الطموحات المرجوة من حدث عربي ابداعي بهذا الحجم،وتمنى الاستاذ الحديثي التوفيق للفائزين ولكل المشاركين في العمل والتفوق في مجال مهم يتمثل في صناعة الافلام الوثائقية والتسجيلية التى اصبحت اليوم محطة مهمة ومتطلبا يبحث عنه المشاهدون.وقال مدير عام قناة العربية (بخلاف المعهود في المهرجانات والمناسبات الوثائقية فان قناة العربية اختارت ان تبدأ مع العاملين في هذا القطاع الحيوي من الصفر، اى من الفكرة ومتابعة تنفيذها حتى عرض العمل على الشاشة)
وقال نائب رئيس مجلس ادارة مجموعة الام بي سي الاعلامية :ان هذه المبادرة ستصبح مركزا ومناسبة مستمرة لتشجيع الشباب العربي على التعاطي مع انتاج الأفلام الوثائقية كواحد من ابرز مجالات الابداع والابتكار الاعلامي.

من جانبه عبر ناصر الصرامي مدير الاعلام بقناة العربية عن سعادته بنجاح اعمال الملتقى في نسخته الاولى هذا العام،وقال(ان النجاح الذي تحقق تعكسه نوعية الاعمال المتنافية،وكذلك الاعمال الفائزة والتى جاءت من كافة الدول العربية،وهى اعمال راقية واعية ومبتكرة في موضوعاتها، راقية وخلاقة في معالجاتها الفنية، وهو ما اكده خبراء دوليون متخصصون في الاعمال الوثائقية، اضافة الى خبراء متخصصين في عمليات الانتاج وتطويرها،قدموا خلال الملتقى ورش عمل ومحاضرات في مجال صناعة الافلام الوثائقية،واستعراض آخر ما توصلت إليه تقنيات تسويق الأفكار والمقترحات،وتنفيذها في فترة زمنية قياسية، وكيفية إعداد ملفات الانتاج ومن ثم تحويل المشاريع من الورق الى الشاشة. quot;

من الحفل ويظهر ناصر الصرامي مع ممثلي البي بي سي وقناة ارته الاوروبية

المنظمون لملتقى العربية الأول لصناعة الأفلام الوثائقية عقدوا في ختام الملتقى مؤتمرا صحافيا للاجابة على اسئلة الصحافيين الذين حضروا الملتقى. في المؤتمر الصحافي حضر السيد فادي اسماعيل مدير شركة (O3) وهي الشركة المتعاونة مع تلفزيون العربية في الحصول على الأفلام الوثائقية كذلك حضر المؤتمر السيد محمد سويد كاحد المنظمين والسيد ناصر الصرامي كمدير اعلامي للمتلقى.
المنظمون للملتقى اكدوا مجددا ان الغرض من التظاهرة ليس فقط الحصول على أفكار لمشاريع فنية تعرض على قناة العربية بل هو المحاولة لتكريس تقليد فني يهتم بالسينما التسجيلية وصناعة السينما التسجيلية التي تفتقر في العالم العربي الى موارد انتاجية كافية او تقاليد صناعة واضحة.
المنظمون أوضحوا ان قناة العربية سوف تشرف ماديا ومعنويا على أنتاج المشاريع الفائزة وسوف لن تتدخل كثيرا في الأفكار المقدمة لكنها سوف تقترح تعديلات معينة للأعمال بما يهيئها للعرض التلفزيوني القادم. المشاريع سوف تحصل على مبلغ لا يتجاوز الخمسة والعشرين الف دولار كحد اقصى لانتاج المشاريع، وهو مبلغ يصفه السيد فادي اسماعيل مدير شركة (O3) بالمناسب لانتاج فيلم تسجيلي خاصة اذا توفر الحماس والجدية الكافيان لاصحاب المشاريع في ابتكار حلول انتاجية مناسبة لمشاكل التنفيذ التي تنتظرهم.
ناصر الصرامي المدير الإعلامي للمشروع أوضح ان المشروع سوف يعاد السنة القادمة بافكار جديدة وأعداد اكبر للمشتركين وان العربية سعيدة جدا بالنتائج وسعيدة بتقديمها هذا التقليد الذي يقدم لاول مرة وباشراف مجموعة من افضل المنتجين الاوروبيين.
كان لا بد للمؤتمر الصحافي ان يمر على مشاكل صناعة الأفلام التسجيلية العربية والتي لا زال الانتاج فيها متاخرا كثيرا عن الانتاج الاوروبي والعالمي.غياب المنتجين المتخصصين المتحمسين وخضوع عرض الفيلم الوثائقي على شاشات الفضائيات الى شروط المعلن الذي لا يفضل في العادة عرض اعلانه التجاري مع الفيلم التسجيلي هما اكبر مشاكل صناعة الأفلام الوثاقية في العالم العربي والتي تجعل حجم الاستثمار فيها مجتمعة اقل من حجم الاستثمار لدولة اوروبية صغيرة مثل الدنمارك مثلا!!

علي الحديثي مع الفائزين


جوائز ملتقى العربية الأول للأفلام الوثائقية.

1- مشروع فيلم الذاكرة المثقوبة للمخرجة ساندرا ماضي من الأردن.
2- مشروع فيلم قرية الانتحاريين للمخرجة ماغي مورجان من مصر.
3- مشروع فيلم على الطريقة اللبنانية للمخرجة داليا الخوري من لبنان.
4- مشروع فيلم مهن ضد القانون للمخرجشكير الخلينيمن المغرب.
اما الجائزة الخامسة فجاءت مناصفة بين مشروعين هما ( ذاكرة للتصالح) للمخرجة لارا سابا من لبنان ومشروع (رحيل القمر) للمخرج وضاح فهد من سوريا.

كما قدم الملتقى جوائز تشجيعية لمشروع (نزوة شيطانية) لميساء المانع من السعودية ومشروع (السوق العربي) لسارة عبد الحميد من السودان

من الحفل

من الحفل