quot;الدكتور كمال سيد قادر في قفص الاتهام ينتظر عفوكمquot;

تقول الحكمة، ولا أتذكر إذا كانت حقا للسيد المسيح عليه السلام: quot;ليس الإحسان أن تُحسن إلى مَن أحسنَ إليكَ ولكن الإحسان أن تُحسنَ إلى مَن أساءَ إليك وهذا هو قمة الإحسانquot;.

أنطلق في مناشدتي من تلك الحكمة وأتوجه إلى الرئيس مسعود البرزاني وأنا على ثقة تامة من أن الضمير صوت هادىء يخبره بأن ملايين الناس ينظرون إليه من قلب كردستان ومن الغربة المؤلمة، وهو صاحب الكلمة في الوطن الحبيب، وله القدرة على العفو عند المقدرة بحق الكاتب الكردي المغترب (كمال سيد قادر) الذي كتب كلمات مؤلمة وحزينة فقادته إلى قفص الاتهام محكوما عليه بالسجن ثلاثين عاما. ونحن لسنا هنا بصدد تلك الكلمات غير اللائقة، إنما نحن بصدد مناشدة قلب كبير وصدر واسع لرئيس يحمل في جوارحه حب كردستان وشعبها، ويملك زمام الأمور، وله الكلمة الأولى، وقد وهبه الله تعالى تلك القدرة، في أن ينعم بكرمه الكاتب (كمال سيد قادر)، ليثبت للجماهير الكردستانية من أنه أكبر من أن يخضع للتسلط والهوان، فيطلق سراحه ويبرهن أنه حقا ذلك القائد الذي اختاره الشعب رئيسا. وهذا يجعله أكثر تبجيلا وأعظم مركزا من أن يفكر بالثأر ضد مواطن كردي مغترب.

سيدي الرئيس: لقد عملتُ مع سيادتك مباشرة، قبل سنين في كردستان، وواجهنا قصف الطائرات والمدافع معا، وكنتُ إلى جانبك كاتبا وبيشمه ركه وتلميذا إلى آخر لحظة من لحظات الثورة. وعرفت سيادتك شخصيا، متسامحا، وفيا وصادقا وأمينا. وفهمتك عَفُوا ومحبوبا وخلوقا، ولذلك فإنني أتوجه إليك، وكلي أمل من أنك ستعفو عن الكاتب (كمال سيد قادر)، فصورة الرئيس في منطقه، ولسان العاقل وراء قلبه، فاجعل عفوك وعقلك مفتاحا لحريته، وستذكرك الأجيال بالخير.

قمة الإحسان هو أن يحسن السيد الرئيس البرزاني إلى مَن أساء إليه. ونحن نعلم أن كثيرا من المواطنين أخطؤوا وأساؤوا إليك وإلى الشعب فعفوت عنهم، وهم اليوم في مسؤوليات عالية تحت قيادتك، فليشمل عفوك (كمال سيد قادر) أيضا، لأن محبة الشعب لك يجب أن تطغى على خوف الشعب منك، ليغمرك الشعب بدعاء الخير والإحسان إنشاء الله.
وأختتم مناشدتي بقول أعز من قائل ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)).
وتقبلوا جزيل شكري وعظيم احترامي والله يرعاكم.

الدكتور خالد يونس خالد، السويد
[email protected]

* الكاتب مدير مركز الدراسات بالسويد