أعتقد و أتذكر جيدا أنه بعد قيام سلطات محافظة البصرة قبل شهور مضت بإصدار بيانها الشامل والواضح عن إجرامية ودجل وإرهاب عصابة (ثأر الله) وتابعتها (بقية الله)!!، وإرتباطاتهما اللوجستية التامة بمخططات الحرس الثوري الإيراني التخريبية والمصدرة للإرهاب ولبضاعة الطائفية النتنة، فإن ذلك أكبر وأوضح وأشفى رد على الذين إتهمونا وبالغوا في إتهامنا بالتشبع بالروح الطائفية وبالعداء للشيعة!! ومناصبتهم والتشنيع عليهم!!وبث الأراجيف والإشاعات الكاذبة ضدهم؟ كما أنه الرد الأكبر والأشمل والأوضح والأكثر بلاغة على نفي بعض الأطراف في الحكومة العراقية ذاتها لوجود مؤثرات وتدخلات وحملات تخريب إيرانية يراها حتى المبصرون بينما عجزت بعض الأطراف و التيارات في حكومتنا العراقية الرشيدة عن الشعور بها!.. وتلك لعمر الله قاصمة الظهر؟، لم نكن يوما من حملة بضاعة الطائفية ولا المبشرين بها؟ ولم نكن يوما من المعجبين بتفخيم الصراعات والخلافات الفقهية والفكرية والسياسية التي تعود جذورها لأربعة عشر قرنا بالتمام والكمال؟ كما أننا ومن خلال تحركاتنا السياسية والإعلامية خلال مرحلة مقاومة النظام البعثي الفاشي البائد رفضنا كل ممارساته الطائفية الواضحة وركبنا في نفس زورق الإخوة الشيعة وشربنا من نفس كأس المعاناة في ظل ظروف لم تكن لتجبرنا على إتخاذ ذلك الموقف وسلوك ذلك الطريق؟ وكان بإستطاعتنا الإستفادة من الواقع الطائفي ومن حالات الإصطفاف والتراجع للحصول على إمتيازات معينة كانت ميسرة ومتاحة لمن يريد ذلك؟ وتواجدنا في كل محطات وفواصل الصراع مع الإخوة الشيعة حتى صنفنا البعض بهوية التعصب الطائفي؟ وحاول البعض رمينا ونعتنا بشتى الإتهامات المجانية والرخيصة، وتحملنا مرارات الإعتقال والمطاردة والإبعاد من بعض الأقطار العربية لوقوفنا المساند والصريح لنضال الإخوة شيعة العراق ولم نكن نطلب جزاءا ولا شكورا، بل وأظهرنا صورنا وأسماؤنا الصريحة وتحدينا النظام في أقوى أيامه، وفي الزمان الذي كانت مواقع الدفاع الشرس عنه منتشرة في طول العالم وعرضه، وطيلة ربع قرن كامل لم تفتر عزيمتنا أو يكل سعينا أو تتراجع آمالنا عن مناطحة ذلك النظام رغم ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس، ومع ذلك إنتصر الحق وإنهزم الباطل، وسحق البعث تحت أقدام قوى الحرية وشيع لمثواه الأخير بأحذية العراقيين ولعناتهم، وكان لا بد للذئاب المتربصة أن تظهر وحشيتها وتكشر عن أنيابها فتسلل غلمان المخابرات الإيرانية المذعورة من حالة الحرية العراقية، وتمسكوا بتصدير البضاعة الطائفية النتنة التي هي سلاحهم البائس الوحيد في مواجهة الحداثة والتحرر والتسامح والإنفتاح، وأطلقوا غلمانهم ليعيثوا في أرض العراق فسادا بحجة الشعارات الدينية وأحاديث المظلومية والدفاع عن مذهب أهل البيت!! ولم يكن ذلك صحيحا بالمطلق! فلقد عانى شيعة أهل البيت من العراقيين أشنع معاناة عنصرية وتفريقية خلال تواجدهم تحت رحمة وسلطان حكومة الولي الفقيه التي كانت متخصصة في (تطفيش) العراقيين وإرسالهم لبحار الموت الجنوبية والتشفي بمعاناتهم والتفرج عليها والمتاجرة بالنفط العراقي المسروق مع البعثيين وأبناؤهم!!، كما كانت الحالة الطائفية في مدينة البصرة العراقية بعد التحرير تنبأ بشكل واضح عن حجم وخطورة ودرجة التسلل الإستخباري الإيراني المغطى بالبراقع الطائفية الفضفاضة، وكتبنا عن ذلك؟ وأشرنا مرارا وتكرارا بالإسم والعنوان لدور (عصابة ثأر الله) و بقية العصابات و الدكاكين الطائفية المتخلفة و المستحدثة ذات الجذور البعثية من أيام (فدائيو صدام)!! و (الحرس الخاص) والتي تتمثل حاليا في (جيش المهدي) الذي يتسلح بدعم إيراني واضح و يمارس الإرهاب الطائفي و التخريب و القتل ضد عناصر السلطة العراقية الحالية ذاتها؟ و ما جرائم الديوانية و العمارة و البصرة و غيرها إلا الدليل الموثق، فلم ننل من جواب سوى الإتهام بالطائفية ومعاداة أهل البيت!! وهي تهم رخيصة ومفضوحة ولكن للأسف لها سوقها بين أوساط البسطاء من العراقيين؟؟، لقد كان واضحا إن ملف الإغتيالات السياسية والإرهابية، وتعكير الحالة الأمنية، وفرض الإرهاب الديني بشكله الطائفي المتخلف مسألة تقف خلفها قطعان الحرس الثوري الخبيرة بمثل هذه الأمور التي جربتها من قبل في دول الخليج العربي! خلال مراحل الصراع الماضية وهو ما تحاول المخابرات الإيرانية تكراره اليوم كجزء من ستراتيجيتها الدفاعية في الخليج وما إرسال التهديدات الوقحة للكويت و البحرين إلا الجزء الظاهر من جبال الحقد و التخطيط الأسود، أتذكر جيدا أنه قبل أكثر من عام تم إغتيال أحد ضباط وزارة الداخلية وهو ضابط عراقي شهم من (سنة) العراق الأنقياء والحريصين على أمن وحرية العراق و بطريقة جبانة يراد منها إشعال فتنة طائفية نتنة! وقتها تحركت الجهات المسؤولة والحريصة على دماء العراقيين لتقمع الفتنة في مهدها وتبين فيما بعد أن تنظيم طائفي إيراني كان يقف خلف الجريمة ولكن التفاصيل قد كتمت عن الرأي العام لقوة اللوبي الإيراني في العراق؟؟؟... والحمدلله الذي أظهر الحقيقة وأكد ما كتبناه ولنا الشرف في ذلك.. ويقينا فإن المعلومات المكتشفة لا تمثل إلا النزر اليسير من فجائع الحقيقة المرة... ثعابين إيران السامة منتشرة في جحور عراقية عديدة... ولكن ماحصل من كشف للقتلة والمجرمين المتدثرين ببراقع الشعارات الطائفية هو الخطوة الأولى في الطريق الصحيح لتنظيف العراق من أدران الطائفية والإرهاب. وهي مهمة ليست باليسيرة في ظل إستنفار النظام الإيراني الشامل و الذي يمتلك هوامش عديدة للحركة ليس في العراق المهشم فقط بل في مواقع خليجية عديدة خصوصا وأن تاريخ التآمر الإيراني على أمن و حرية وسلام دول المنطقة وشعوبها هو تاريخ حافل ومفصل و موثق بجرائم لا تعد و لا تحصى... وما يحصل في البصرة وعموم العراق حاليا هو البروفة التمهيدية لما تريد الأجهزة السرية الإيرانية أن تفعله في الخليج العربي.... ولكن لن ينجح الماكرون و الحاقدون وستموت الفتنة في مهدها...!.
- آخر تحديث :
التعليقات