قرأت خبرا مفاده أن ثمة قس أشهر اسلامه بعد أن قرأ القرآن الكريم، ويقول أنه قبل أن يقرأ القرآن توقع أن يجد فيه نصوصا عن السيدة عائشة أو السيدة خديجة أو بنات النبي عليه الصلاة السلام، لكنه فوجئ بأن المرأة الوحيدة التي أفرد لها القرآن سورة كاملة هي السيدة العذراء وبنص يفوق بجماله النص الانجيلي بمراحل.

ولو قررنا بدورنا أن نطلع على الانجيل الذي لا تكتمل عقيدتنا الاسلامية اذا لم نؤمن به حيث يأمرنا الاسلام بالايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله، لو أطلعنا على الانجيل سنجد أن رسالته كما القرآن رسالة خير وعدل تدعو لما يدعو اليه القرآن الكريم، ومما جاء فيه quot;اذا أردت أن تدخل الحياة فاعمل بالوصايا :لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد الزور، أكرم أباك وأمك، وأحب قريبك كنفسك quot;أليست هذه هي المبادئ الأساسية ذاتها التي ينادي بها القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ؟وأيضا ما جاء في موقع آخر: quot;لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسدها السوس والصدأ وينقب عنها اللصوص ويسرقون، بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسدها سوس ولا ينقب عنها لصوص ولا يسرقون quot;أليس هذا مطابق أيضا لما جاء في القرآن؟ وهناك مواقع كثيرة أخرى لا مجال لسردها في مقال تبين هذا الارتباط الكبير بين الانجيل والقرآن لأنهما ببساطة من مصدر واحد، فمتى نكف عن تسمية أتباع الاديان الأخرى بالكفار؟

أن نقرأ الانجيل ويقرأوا القرآن هو خطوة في تخفيف سوء التفاهم والاحتقانبيننا وبين الآخر والتفريق بين المعنى الحقيقي للدين كقوة روحية تدفع الانسان الى المحبة والتسامح وعمارة الأرض وبين من حولوه الى وسيلة لمحاربة الخالق بحجة الدفاع عن دينه.

فقد اختلط مؤخرا مفهوم الدين و(سمعته) بسلوكيات أتباعه، فلا ابن لادن والقاعدة يمثلون رسالة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم والذي كانت وصيته لنا quot;أفشوا السلام بينكم quot;تماما مثلما أن بوش ورامسفيلد وشلتهم لا يمثلون رسالة سيد المحبة المسيح عليه السلام.
[email protected]