ولكن ما ذا سيقول الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء العراقي السيد جواد نوري المالكي في لقائهما المرتقب الذي قد لا يعيره العراقيون ذات أهمية كبيرة، لأن ما يعييشونه ويعانونه لا يفسح فرصة ولو بسيطة لمثل هذا الإهتمام، أقول: ربما وليس بالتأكيد...
أحدس أن السيد بوش سوف يعد السيد المالكي باستمرار الدعم الأمريكي المطلق للشعب العراقي حتى النصر الأخير، وهنا سوف يمتعض السيد المالكي بعض الشي، فإين هذا الدعم المزعوم، وما زال القرار العسكري والأمني بيد ( كيسي ) وليس بيد المالكي! ولا اعتقد أن المالكي سوف يكتفي بكلمة شكر، أو هزة رأس، بل سوف يصارح بوش تفصيلا في هذه النقطة بالذات.
أحدس أن السيد بوش سوف يجيد بقوة وشجاعة خلاّقية السيد المالكي، وربما يكرر ما قالته وزيرة خارجيته، من أنها نظرت في عيني السيد المالكي فاكتشفت أنه قوي، وهنا سيتوقف السيد المالكي قليلا ليرد على السيد بوش بما معناه: سيدي دعنا من هذا الكلام، خاصة وإن عيني تبدو عليها الوداعة أكثر من أي شي أخر، نعم، أنا قوي الجنان، ولكن سيدي ما قيمة هذه القوة وهي بلا عدة، وبلا عدد؟ نعم، أنا قوي، وقد خربتني تجارب نضالية قاسية، وخبرت حياة صعبة شاقة، ولكني أعزل، والسبب الإدارة الأمريكية سيد بوش، فأرجو أن نصوب الكلام حول هذه المسألة وليس شيئا أخر.
أحدس أن السيد بوش سوف يقول للمالكي ما معناه: ولكن لم تعمل لحد هذه اللحظة على حل المليشيات المسلحة يا سيد مالكي! هنا حقا سوف ينتفض السيد رئيس الوزراء، وأتصور سيرد على بوش بما معناه: سيد بوش إن حل المليشيات ليست قضية عسكرية بحتة، ولعلمك أن الذي تتحدث إليه قرأ عن تجارب مليشاوية كثيرة، حل المليشيات يا سيد بوش في عراقي الجريح قضية معقدة للغاية، هي قضية قوة ودبلوماسة وإعمار وأموال ومعلومات أمنية وحدود وإختراقات وإيجاد فرص عمل... ليس عندنا مليشيات، عندنا فكر مليشاوي، وعندنا ثقافة مليشياوية، وعندنا مافيات مليشياوية، وعندنا صيرورة مليشياوية، وعندنا مليشيات يمينية ومليشيات يسارية وعندنا مليشيات دينية، وعندنا مليشيات متصارعة ومليشيات متحالفة... مشكلة سيدي الرئيس... مشكلة... أنت تحلم يا بوش... إن حل المليشيات يحتاج وقتا طويلا، وجهدا مكثفا، وخلق فرص عمل، وإعمار في المنطاق الهادئة، وصيانة حدود، وإستمالة رموز مليشياوية قيادية... وأنتم لستم على إستعداد للتعاون معنا وفق هذه المعايير والمقاييس والمتطلبات، بل بالعكس، لمسنا منكم ما من شأنه تعقيد هذه المشكلة، بدليل أن ضابطكم يطلقون سراح مليشياوين خطيرين أستطعنا القاء القبض عليهم.
أحدس أن السيد بوش سوف يقول للمالكي ما معناه: لماذا توافق على وزراء فاشلين، فقد سمعت انك مزمع على تغيير وزاري شامل، بسبب الإداء السيئ لبعض لوزراء، وهم كثر... وجواب السيد المالكي جاهز، تلك هي اللعبة الديمقراطية، وليس لي حيلة أزاء اللعبة الديمقراطية، ولكن بوش سوف يقول له: الديمقراطية في خدمة الشعب وليس الشعب في خدمة الديمقراطية يا سيد مالكي.
أحدس أن السيد بوش سوف يقول للمالكي: أمامك مشروع المصالحة الوطنية، فهو جوهر إنجازاتك ولكن لحد هذه اللحظة لم نر شيئا، وجواب السيد المالكي هو الآخر هنا جاهز كما أتصور، فسوف يجيبه تقرييا: نحن ماضون بمشروع المصالحة الوطنية، وووزير الحوار الوطني جمع عشرات المحامين والقضاة والمثقفين الكبار والصحفيين المحنكين وبعض كوادر الا حزاب العر اقية العريقة، وأعدك خيرا... هنا يستدرك بوش ليقول ما معناه: والبعثيون؟ أين وصلت معهم؟ ينتفض السيد المالكي هنا مرة أخرى، ليؤكد للسيد بوش أن لا عودة للبعثيين ( الصداميين )، ولكن يذكره في الوقت نفسه، إن حكومته فاقت حكومة البعثي المجرم العميل السارق أياد علاوي على مستوى التساهل مع البعثيين، حتى لم يعد أكثر من 1500 بعثي فقط عرضة للمساءلة، وبذلك سوف يفرح علاوي طربا، ولا أعتقد يا سيد بوش أن سبب ذلك غائب عليك.
أحدس أن السيد بوش سوف يقول للمالكي ما معناه: ليس من مصلحة أمريكا أن تبقى في العراق، ولا يمكن لشعب يرضى أن تبقى أرضه محتلة، ولكن نعدك أننا سوف ننسحب حالما نكتشف إن العراق ليس في حاجة إلى قواتنا، ولذلك وكما ترى أيها السيد الرئيس أن قواتنا تعمل ليل نهار على تدريب القوات العسكرية العراقية، ذلك كي تحل محل قواتنا، أليس ذلك صحيح
؟ هنا يبتسم السيد المالكي، ليقول له بصراحة أكثر: أن القوات المتعددة الجنسيات ليست جادة بما فيه الكفاية لتدريب القوات المسلحة العراقية، وهي مهمتمة بجيشها السري أكثر من إهتمامها بالقوات المسلحة العراقية، وإذا كانت أمريكا جادة حقا في مثل هذه المهمة فليس عسيرا عليها، ولكي نضع القضية في إطار العمل التجريبي والعملي، لنتفق الآن على خطة لتسريع تدريب القوات المسلحة العراقية تحت أمرتي، وبأشراف من ضباطي الذين أعتمد عليهم وأثق بهم، ولتخصص الولايات المتحدة الأمريكية أموالا كافية لتدريب الألاف من الضباط في الدول العربية أو الأسلامية المحايدة...
أليس هو أقتراح عملي يا سيد بوش؟
أحدس أن السيد بوش سوف يقترح على السيد المالكي تقوية الأجهزة الإستخبارتية والامنية، تاليا، منظومة معلومات دقيقة ونافذة، ولا يخامرني شك أن السيد المالكي سوف يرد ببساطة على بوش، بأن ذلك يحتاج إلى عدة متطورة، وهذه العدة عندكم وليس عندنا، وإذا كانت عندنا فهي تحت تصرف ( كيسي )، وليست تحت تصرفي، على أ ن السيد بوش سوف يذكِّر المالكي بأنه سمع قبل أيام من أحد أعضاء مجلس البرلمان العراقي وهو من المحسوبين على السيد المالكي... سمع من العضو البرلماني هذا قوله: أن على بوش أن لا يعتمد على منظومة المعلومات التي يضعها على مائدته في البيت الأبيض وزير دفاعه السابق رامسلفيد عن العراق، لأن تلك المعلومات مضللة وكاذبة، وذلك في كلام له عن مجيء وزير دفاع جديد حيث يجب على بوش أن لا يقع ضحية أكاذيب ومعلومات كاذبة من مرة أخى! ووجه التذكير هو أن مثل هذه المعلومات لا يحصل عليها أحد، وهي سرية للغاية، بل ومحرمة، فكيف توصل سيادة النائب المذكور إلى هذه الخزانة من المعلومات المحفوظة في أروقة وزارة الدفاع الأمريكية أو البيت الابيض أو البنتاكون؟ ولم يتأخر بوش بإعلام السيد المالكي، بأن أجهزة المعلومات في جهاز الاستخبارات الامريكية لم تأبه لتصريح هذا النائب، إذ تبين لها أنه شاعر!! ولكن كل ذلك لم يخل من إبتسامة خبيثة على شفتي الرئيس الأمريكي جورج دابل يو بوش!