بسم الله الرحمان الرحيم
حقوق الانسان بمفهومها الشامل تعني: الحق في الحياة ndash; الحق في العمل وكسب لقمة العيش، الحق في التنقل، الحق في الحرية، الحق في السكن، الحق في التعليم، الحق في الحماية الصحية، الحق في توفير الضمانات الاجتماعية للتصدي للفقر والمرض والبطالة والشيخوخة، الحق في الجنسية، (وفي ازدواجيتها.... بل ان قانون الجنسية المغربية يسمح حتى بتعددها... والأمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى.... ) الحق في التعبير، الحق في الاعلام، الحق في تولي الوظائف العمومية، الحق في أن يكون ناخبا ومنتخبا، الحق في الأمن على السلامة العقلية والبدنية، الحق في الزواج الشرعي، الحق في صيانة الشرف والعرض والمال والولد، الحق في اكتساب الثروة بالطرق المشروعة، الحق في المحاكمة العادلة سواء كان مدعيا أومدعى عليه، شاكيا أو مشتكى به، الحق في ربط صداقات غير غير مشبوهة، الحق في ارسال وتلقي الرسائل البريدية والالكترونية والفاكسية والمكالمات الهاتفية، وعدم هتك سرية المراسلات أو مصادرتها، الحق في حيازة جواز السفر، وعدم التصنت على المحادثات الهاتفية، ما لم يأذن القانون والقضاء بذلك في حالات استثنائية.... الحق في منع فرض quot;العلبة الصوتيةquot; قسرا بحيث لا يرن الهاتف أصلا.... ولا يعلم من حاول الاتصال به.... ويكذب المجيب الآلي : يتعذر الاتصال بمخاطبك لأن هاتفه مقفل أو خارج التغطية... افتراءا عليه.... الحق في تأسيس والانتماء الى الجمعيات أو الأحزاب السياسية... الحق في الحصول على البطاقة رقم 2 من السجل العدلي التي تعتبر نسخة للنص الكامل لمختلف البطائق رقم 1 ( المادة 665 ق. م. ج) والتي تظل لصيقة بصاحب البطاقة طيلة حياته ( المادة 630 ق. م. ج) ما لم يحصل على مقرر بالغائها.... أوبرد الاعتبار اليه... أو بالعفوعنه.... لكي لا يحرم الانسان من حقه الأساسي في الدفاع عن نفسه... ولكي لا يظل في دار غفلونquot;... مظلوما مقهورا... مهمشا... ضحية اغتيال بطيء... ممنوعا من طلب تصحيح بيان مضمن في السجل العدلي والتشطيب على ما ورد فيه خطأ أو تعسفا... quot; المادة 671 من ق. م. ج... quot; محروما من طلب رد الاعتبار اليه... ومن طلب العفوعنه.... إذا كان له مايبرره... وفق ماينص عليه قانون المسطرة الجنائية (في المواد: من 687 إلى 706).
وإلى جانب هذه الحقوق.... هناك حقوقا أخرى قد يكون طالها السهو... وبامكان القارئ اللبيب استحضارها.
أما حقوق الإنسان بمفهومها القانوني: فإنها تعني لدى الدولة التي تنص في أنظمتها على أن القرآن الكريم والسنة النبوية، هما بمثابة دستورها، ولدى الدولة التي تنعت نفسها بالديمقراطية وتتخذ قانونا أساسيا لها دستورا، أن لاجريمة ولاعقوبة إلا بنص شرعي أو بنص قانوني... والدول التي تزعم أنها متحضرة ومتقدمة وعريقة في الأصالة، يحلولها أن تتغنى بأنها quot;دولة الحق والقانونquot;.
فإذا نظرنا إلى الشريعة الإسلامية، وجدنا مخالفات الشرع والحدود مفصلة فيها غير مبهمة، وإذا ألقينا نظرة على الدساتير الموضوعة، وجدناها خلوا مما يصطلح على تسميته بـquot; اللائحة السوداءquot;... !!! التي هي من وضع أصحاب القلوب السوداء... !ويترتب عليها ما يسمى quot;التتريكquot; وquot; التهميشquot;.... والاقصاء.... والحصار.... والتجريد لا من الحقوق الوطنية فقط... بل التجريد من حقوق الإنسان ! بما في ذلك تشتيت شمل الأسرة... والمنع من الدفاع عن حقوقه الشخصية.... وإختراق حياته العاطفية ومنعه حتى من أن يحب أو يكون محبوبا..... !!
واللائحة السوداء، غالبا ما تضم أناسا شرفاء... ابتلاهم الله بأعداء وحساد نافذين... استطاعوا بمكرهم الذي تزول منه الجبال أن يدسوا فيها اسم شخص بريء.... رفض الإنصياع لجبروتهم أو لطغيانهم أو لنزواتهم.... أوأمر بمعروف.... أو نهى عن منكر.... أو فضل التقليل من الإختلاط بالناس، في مجتمع نصفه على الأقل ضالع في quot;التبركيكquot;.... والنميمة.... والوشايات الكاذبة التي حرمها الله تعالى في الأية الكريمة quot; ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموهquot;.
quot;فالتتريكquot; يعني اعتبار الإنسان الحي ميتا والاستيلاء على جميع أمواله وممتلكاته واعتبارها تركة.... ! وهو حي يرزق.... محروم من أملاكه... بل ممنوع عليه أن يعمل وأن يكسب ما يسد به رمقه... !! يهدد من يرغب في مساعدته.... ويكافؤ من ساهم في قمعه وظلمه... !
اللائحة السوداء.... غير مشروعة وغير قانونية... تساهم في وضعها أياد اجرامية أجنبية ملطخة بدماء الأبرياء.... عن طريق تلطيخ السجل العدلي للمظلوم بما يسمى quot; باعلامات السلطات الأجنبية عن أحكام بالادانة quot; التي تقوم مقام البطاقة رقم 1، وتحفظ في السجل العدلي اما بأصلها واما بتضمين محتوياتها.... في نطاق quot; التبادل الدولي للبطائق رقم 1quot; وتضمن وجوبا في البطائق رقم 2 والمخصصة للقضاة والسلطات العسكرية، ولا يشار الى هذه الاشعارات في البطائق الحاملة رقم 3 والتي تسلم للمعنيين بالأمر الضحايا الأبرياء... ( عملا بالمادتين 676 و677 من قانون المسطرة الجنائية) ( تبت يدا أبي لهب وتب.... ).
انهم متألهون في الأرض... لأنهم يتعدون على اختصاصات الله تعالى الرزاق.... الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر له... الذي له مقاليد السموات والأرض، المحيي والمميت... فهم يتحكمون في مصائر وفي أرزاق وفي حياة عباد الله... لأنهم يستعينون بشياطين الإنس والجن لتتبع حركات ضحاياهم، وإحصاء أنفاسهم وخطواتهم... لمنعهم من تحقيق أي أمنية ولافشال كل خطة يقدمون عليها للافلات من جحيم الحصار الظالم الغاشم المضروب عليهم، ولكسر القيود والأغلال المكبلون بها... ( فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟).
ان مسلسل الظلم تعرفه البشرية منذ أن خلق الله آدم وحواء.... مارسته أمم سادت ثم بادت... وهذه سنة الله في خلقه (( ليبلوكم أيكم أحسن عملا ) ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
وهكذا يبدأ مسلسل الظلم على يد شخص طبيعي ( انسان متجرد من انسانيته) ينتظر المظلوم قدوم الفرج بموت جلاده... ولكنه يفاجأ بتوارث الظلم من شخص طبيعي واراه التراب، الى شخص اعتباري ( ما هو الا عبارة عن مجموعة من الأشخاص الطبيعيين) مازالوا فوق التراب.... ولكن مصير الجميع الى زوال.... الى فناء.... الى ما تحت التراب.... ( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام) ( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء، لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار) ( صدق الله العظيم) ( الآية 16 من سورة غافر).
وجاء في الحديث القدسي quot; اشتد غضبي على من ظلم من لا ناصر له غيريquot; وقال عليه الصلاة والسلام quot; الظلم ظلمات يوم القيامة quot; quot; والساكت عن الحق شيطان أخرسquot;.
وهكذا نخلص الى أن اللائحة السوداء : ظلم مقنن، لذا أدينه وأشجبه، وأطالب برفعه عن جميع المظلومين. اللهم اشهد أني قد بلغت.
التعليقات