الصورة السياسية والمستقبلية القاتمة في العراق تحولت لشر مستطير ماله من نهاية ولا من قرار في ظل تكالب القوى السياسية العراقية وتصارعها على الوهم والمناصب الزائلة وحالة الشره غير المسبوقة في الشفط والنهب والهيمنة ومحاولات النهب والإستفادة المالية التي تجاوزت كل الحدود المعقولة والمعروفة حتى إن عملية ( إعادة إعمار العراق ) قد تحولت لكارثة حقيقية للشعب العراقي ولكنها بالمقابل قد أضحت نعمة كبرى لقطط العراق السمينة التي أتخمت وتحاول ليس إلتهام ذلك المشروع الذي لم يترجم ميدانيا بشكل كامل وواضح وناجح بل إلتهام العراق بأكمله وتحويله لمحمية طائفية ولإقطاعية للعمائم المحدثة والمستحدثة التي تبيع الوهم والتخلف والأفكار الخرافية الغيبية للجماهير الفقيرة والمجوعة تاريخيا منذ أيام الإشتراكية البعثية البائدة التي أفقرت البلاد والعباد وشوهت كل القيم والسلوكيات الإجتماعية ووضعت الأسس الكفيلة بتدمير العراق ووفقا للصيغة التي نراها حاليا، لقد كنا ومنذ أيام التجربة الإيرانية التي عشنا شخصيا جانبا بسيطا منها تفاعلنا من خلاله مع مشاكل الشباب العراقي وقتها، وأطلعنا على أسرار وسلوكيات وتصرفات وشره أهل العمائم السياسية الذين يمارسون سياسات النفاق المطلق ويتمسكون ظاهريا بسلوكيات وتعاليم ومثل أهل بيت النبوة الكرام بينما هم في حقيقتهم فئات طفيلية تعتمد في وجودها على مص دماء الجماهير والضحك على ذقونهم وتحويل مأساة أهل البيت لمصالح سياسية ومالية!! وهي العملية التي كانت مخفية سابقا عن الجماهير وسط ضباب دعوات المظلومية التاريخية لشيعة أهل البيت ؟ وحيث توالت الأيام لتكشف الحقائق وتزيح الأقنعة عن الحقيقة العارية بل والمخزية في عريها وتفاهتها وهوانها، خصوصا وأن تلك العمائم هي اليوم قد تخلصت من عقدة المظلومية وأصبحت الحاكمة بأمرها، ومركز الثقل السياسي والإقتصادي والإجتماعي!! بل وتحولت لطبقة سياسية شبه معصومة ومقدسة لا تستسيغ النقد ولا العتب، ثم جاءت الوثائق الجديدة لتزيد الطين بلة ولتؤشر على الحقيقة المفجعة والمتمثلة في الإغراق في عمليات النهب والشفط والسمسرة وتحويل البترول العراقي لمصلحة عائلة وفئة معينة وهي فضيحة كبرى تجاوزت حتى على فضيحة قيام نظام البعث الصدامي البائد بتوزيع حصص النفط العراقي وكوباته على الأحزاب والجماعات والشخصيات الحليفة والصديقة والمؤيدة له! فهل قدر الشعب العراقي وطالعه السيء هو أن يخضع لشلل اللصوص والحرامية من قوميين أو متدينيين وهميين أو عشائر الإقطاع الطائفي الجديدة/ القديمة؟!.
إن الوثائق الأخيرة والمنشورة الأخيرة حول قيام السيد ( عمار الحكيم ) أو طفل العراق المعجزة الجديد! والمسؤول عن ما يسمى بمؤسسة ( شهيد المحراب ) بتعهده بمسؤولية بيع النفط العراقي في الخارج وبموافقة ضمنية وصريحة من السفير الأميركي زلماي خليل زادة الذي إتهمته الأحزاب الشيعية في العراق بتعصبه المذهبي بل وأسبغت عليه صفة ( الوهابية )!! هي فضيحة كبرى وغير مسبوقة نتمنى أن يفتح فيها تحقيق على أوسع مستوى لتبيان الحقيقة وتحديد المسؤوليات، ومعرفة الحقائق الكاملة، ودرأ الشبهات، ومحاسبة المقصرين، ولإثبات حقيقة أو زيف تلك الوثائق المنشورة!! وطبعا نحن لا نتوقع قيام البرلمان العراقي بأي تحقيق؟ لأنه برلمان يعتمد على ( بركات السادة) ويقر بقدسية البشر!! ونحن لا نقدس أحدا خصوصا وأن نبينا الكريم ( ص) قد علمنا مكارم الأخلاق بحديثه الكريم والقائل:
{ والله.. لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها }!! كما أننا من المؤمنين بعدالة وسمو وزهد إمام المتقين ( علي بن أبي طالب ) كرم الله وجهه الكريم والذي أحرق يد أخيه ( عقيل ) لأنه أراد مالا من بيت مال المسلمين غير المخصص له!! ثم يأتي اليوم من يلوك ويتاجر بمناقب بيت النبوة ليمارس عملية السطو والنهب الكبرى ؟... فهل الفيدرالية المطلوبة هي فيدرالية الشفط والنهب ؟ وهل بهذه الطريقة تبنى الدول ؟ أم أن تسلط الغلمان والمردة قد بات من حقائق العراق الجديد ؟.. وللموضوع صلة....
- آخر تحديث :
التعليقات