قال معلقاً على برنامج (بس مات وطن) التلفزيوني الذي تهكم بحسن نصر الله: ( هيدي أكيد quot;مؤامرة quot;من كوفي عنان بعد ما انتأدوا سماحتو .. ما بدا حكي)! . هكذا هم أغلب اللبنانيين، فالعالم، كل العالم، لا هم له ولا تفكير إلا في لبنان، ذلك البلد الذي يشغل ما يقرب من 10 آلاف كيلو مربع من الكرة الأرضية فقط، غير أنه في نظر اللبناني يشغل ذهن العالم كله، والهم الأول للجميع، من واشنطن وحتى بوركينا فاسوا، مروراً بقصر الرئاسة في جزر القمر! . الرئيس بوش إذا استيقظ صباحاً كل يوم طلب الملف اللبناني، ليتأكد من أن (المؤامرة) على لبنان واللبنانيين مُحكمة، وتسير على ما يرام، وليس هناك من (يلعب بدينتو هون وهون)، أي يسترق السمع هنا أو هناك! . والرئيس الفرنسي همه الأول و الأخير أن يحمي (الموارنه)، ويتأكد من أن امورهم على خير ما يرام! . السعودية (بدها الحريري)، ولديها الاستعداد أن (تدعمو) و تضحي بكل (علاقاتها) مع الدول العربية، ونفطها، والاوبك أيضاً، حتى يصل (الشيخ سعد) و (كتلتو) إلى التحكم بالقرار اللبناني. و (لهيدا) السبب طار البيك وليد جنبلاط، (حليفو) للحريري، إلى الرياض للتنسيق!
هذه قصة اللبنانيين بمنتهى الاختصار. فهم ينتقلون من أزمة إلى أزمة، ومن قضية إلى قضيه، ومن (وطة) إلى (ورطه) ليس لأن هذه البلاد (حارة كل من إيدو إلو)، ومفككة بين 18 طائفة، أو قبيلة، أو حزب، وأن صراعها الديمقراطي أقرب إلى حرب (داحس والغبراء) منه إلى الديمقراطية الحقيقية، وإنما لأن العالم (ياخيي) بيتآمر على لبنان! .
برنامج (بس مات وطن) الذي بثته مؤسسة الإرسال اللبنانية LBC ويقدمه شربل خليل، أهاج الشيعة اللبنانيين، فالأمر لا يخلوا في رأيهم من (مؤامرة)، ومواجهتها، وفضحها، (بدا) أن يخرج اللبنانيون إلى الشارع، ويرفعوا الشعارات، وينددوا بالمؤامرة الصهيوأمريكية، التي يديرها الرئيس بوش من البيت الأبيض على السيد حسن نصر الله، بالتنسيق مع مدير الإل بي سي مباشرة بيار الضاهر . وفي تحرك لا يخلو من رمزية كما تقول الاخبار، بدأت الحشود المنددة بالمؤامرة على المقاومة ورمزها حسن نصر الله في (الضاحية)، وتحديداً من اوتوستراد الرئيس حافظ الأسد، ذلك الرجل إلي دعم شيعة لبنان حتى آخر رمق، والذي مازال يمثل (غولاً) كما يقول المحللون اللبنانيون لأي رئيس أمريكي، بدهائه وذكائه و (لعانتو) التي حيرت الأمريكبين .. ولأن السيد حسن نصر الله من أولياء الله الصالحين، ولا تهمه نفسه، و(الأنا) لا تشكل في خطاباته أية قيمة، ولأن (الإيثار) منهج (سماحتو) حفظه الله إتباعاً لقوله تعالى: ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، و(لأنو) بيهتم (كتير،كتير،كتير) بوحدة الصف اللبناني، ومستقبل لبنان، و(لأنو) يعرف أبعاد المؤامرة التي تحاك على لبنان عامة، وعلى (سلاح المقاومة) خاصة، طلب من الجماهير الهدوء، وتفويت الفرصة على (أعداء لبنان) من أن ينالوا من رموز لبنان، وبالذات تلك الرموز التي (هزمت) إسرائيل، وطردتها شر طردة من الجنوب المحتل، و(هلا) المحرر! . وهيك انتهت (الأصة)، وإلى (أصة) أخرى نترككم تترقبون!
لبنان ndash; أيها السادة ndash;مسرحية محزنة ماثلة للعيان، ما تزال فصولها تتوالى، للتخلف العربي عندما يرتدي رجاله الزي الأوربي و ربطة العنق الانيقة، ونساؤه آخر صيحات الموضة، ولكنه في عمقه، وفي بنيته التحتية الثقافية، لا يختلف عن تفكير الإنسان القبلي العربي القديم، الذي يكون على استعداد من أجل شيخ (القبيلة) أحياناً، ومن أجل كاهن (الطائفة) في أحايين أخرى، أن يتحالف مع الشيطان . ولأن جيب القائد الرمز ونفوذه أولاً، ومصلحة (الطائفة) ثانياً، يبقى الوطن اللبناني، والإنسان اللبناني، مجرد وسيلة وذريعة وطريق ذو اتجاه واحد لا غير نحو تحقيق هذه الأولويات. ويعلق صديق لبناني : (هيك بدا السياسه)!