خلال العامين الماضيين نظم نشطاء من الأقباط المصريين سلسلة من المؤتمرات الدولية في عواصم العالم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :
مؤتمر زيورخ سبتمبر 2004
مؤتمر واشنطن نوفمبر 2005
مؤتمر مونتريال مارس 2006
مؤتمر نيوجيرسي ( يونية 2006 )
و يتساءل كثيرون من شتى التوجهات السياسية والدينية والأيدلوجيـة المختلفة (أقباطاً ومسلمين)، لماذا تقام هذه المؤتمرات القبطية وما جدوى هذه المؤتمرات وما هدفها .
هل هي تجمعات لعمل رحلات ترفيهية على حساب المؤتمر ؟
آم استمرار للبكاء ولطم الخدود ؟
هل هذه المؤتمرات طائفية أم وطنية ؟
من الممول الحقيقي لهذه المؤتمرات ؟
ما موقف النخبة الليبرالية من هذه المؤتمرات ؟
وسنحاول في هذه السطور الإجابة على سؤال حول سبب انعقاد مؤتمرات الأقباط الدولية في الفترة الأخيرة .
أقيمت المؤتمرات في الفترة الأخيرة بعد زيادة الاضطهاد والتنكيل بأقباط مصر بل وصل حال الأقباط إلى حد انتهاك شرفهم بتواطؤ كامل من كل أجهزة الدولة وبمباركة القيادة السياسية، لأن كل دول الشرق الأوسط تحـــكمها ديكتاتوريات بطريقة (One Man Show) ، فقام أقباط المهجر الوطنيون مع اخوة متعاطفين من المسلمين الوطنيين والليبراليين بعقد سلسلة من المؤتمرات العالمية التي شرحت وأظهرت للعالم اجمع إلى أي مدى تنتهك آدمية الإنسان المصري عامة والقبطي خاصة وكيف إننا ذاهبون إلى تصفية الوجود القبطي في وطنهم الأم مصر ( 12 مليون مواطن بالداخل ) .

..................
ننتقل بعد ذلك إلى جدوى هذه المؤتمرات .
تنقسم جدوى المؤتمرات على صعيدين داخلي وخارجي
على الصعيد الداخلي
bull;تثبت لأقباط الداخل امتداد الجسد الواحد وان أهلهم في الخارج يحاربون لرفع الظلم عنهم .
bull;تثبت عزيمتهم في الدفاع عن حقوقهم المسلوبة والمسروقة عيانا بيانا .
bull;تقوم بعمل تواصل بين الداخل والخارج من خلال تواجد نشطاء الداخل مع نشطاء الخارج وعرض ماسي اضطهاد الأقباط التي تزايدت بصورة فاحشة خلال ال25 سنة الأخيرة لحكم مبارك .
على الصعيد الخارجي
bull;تقوم المؤتمرات بنشر إعلامي لكل ماسي وألام واضطهاد الأقباط عالميا .
bull;تقوم بفضح السلطة السياسة في مصر وخاصة انهم ( لا يخشون الفحشاء بل يخشون الفضيحة ) .
bull;كسب تعاطف منظمات حقوق الإنسان والحريات الدينية عالميا ..................................
- هل هذه المؤتمرات للطم الخدود ؟
ومن واقع مشاركتي كمنظم وعامل نشط في كل هذه المؤتمرات، أؤكد أنها ليست كذلك بل هي لشرح الواقع المرير والمعاناة النفسية والجسدية والاجتماعية والسياسية والدينية لأقباط مصر ( بالصوت والصورة والمستندات ) من حاكم مستبد ظالم يعمل ضد مصر وشعبها الأصيل ، وبهذا نستطيع عمل خطة استراتيجية في المستقبل لكيفية رفع هذا الظلم عن أهلنا وتصدير الثورة القبطية البيضاء كما ذكر الدكتور شاكر النابلسى في مقاله ( ثورة الأقباط البيضاء بايلاف يوم 27/4/2006 ).

.....................
- هل هذا العمل طائفي أم وطني ؟
مما لاشك فيه أن هذا عمل وطني 100 % للأسباب التالية
bull;انضمام اخوة مسلمين لنا في العمـل (انضمام كتاب ومفكرين مسلمين مستنيرين لهذه المؤتمرات ) .
bull;العمل مع منظمات المجتمع المدني الجادة في مصر
bull;ضم قضــــايا أخرى لقضية الأقباط مــــــــــــثل (القرآنيين والنوبيين والشيعة في مصر).
bull;انضمام أسماء لامعة في الثقافة والفكر في العالم العربي مثل ( الأستاذ العفيف الأخضر من تونس والدكتور شاكر النابلسى من الأردن والدكتورة وفاء سلطان سورية الجنسية والدكتور احمد ابو مطر فلسطينى الجنسية والشيخ السيد ضياء الموسوى من البحريين والأستاذ وليد فارس من لبنان والدكتور احمد صبحي منصور من مصر ) وغيرهم كثيرين .
أخيراً نصل إلى السؤال حول الممول الحقيقي لهذه المؤتمرات ، وهنا أؤكد أن ممولي هذه المؤتمرات هم أشخاص وطنيون من الدرجة الأولى اشتعلت قلوبهم محبة لوطنهم، وتصدوا لحمل هذه الأمانة تجاه أهلهم وذويهم، كل حسب إمكانياته المادية والإدارية لحمل عبء العمل الوطني والقبطي ليكتبوا تاريخهم بحروف من نور وسط تاريخ مظلم من الاضطهاد والتنكيل الوهابي بأهلهم لرفع الظلم والإجحاف عنهم وعن بلدهم باذلين من اجل هذا كل غال ونفيس، وشعارهم ( ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط ) .
وأخيراً أؤكد أن واجبنا نحن المصريون الشرفاء في الداخل والخارج (أقباط ومسلمين) العمل معا ليل نهار لفضح هذا النظام المستبد، والعمل على الخلاص منه وعودة مصر لجذورها الأصيلة وهويتها المصرية وليست الصحراوية، وحتى تعود مصر للمصريين ويصبح الشعار المعبر عن واقع الحال هو quot;الدين لله والوطن للجميعquot;، ولن يتسنى ذلك إلا بالخلاص من الغربان (الإخوان) والسلفيين التكفيريين، وينقشع هذا الليل البغيض الطويل ويعود النور والنقاء والحب لمصر وأبنائها .

* ناشط قبطي، ومسؤول الإعلام بمنظمة quot;الأقباط متحدونquot;