أتمنى أن تنسحب إسرائيل من الأرض العربيه المحتله مرة واحده..
أتمنى أن تطبق إسرائيل قرار 242 لينتهي هذا الصراع وليبدأ الإنسان العربي حياته بأمن ورخاء كما تعيش الأمم الأخرى..
أتمنى أن تتوحد المنطقه العربيه سياسيا.. وإقتصاديا..
أتمنى تحقيق جزء قليل من هذه الأمنيات.. أن يستطيع الإنسان العربي التنقل بيسر وسهوله في المنطقه العربيه كلها للحصول على وظيفه في أي من الدول العربيه تضمن له ولإسرته الحياه الكريمه.. لأنني موقنه بأنها أساس الإستقرار السياسي للمنطقه كلها..
أمنيات فشلت وكل من حولي على مر السنوات من تحقيقها كلها مرة واحده تحت غطاء المعركة الأهم... وبالتالي توصلت إلى قناعه أن أطلب الممكن بدل المستحيل وأن المعركه الوحيده للإنسان هي معركة أن يعيش بأمن وإستقرار وحرية تضمن حاية كرامته الإنسانيه .. حتى تتحقق هذه الأمنيات بالتدريج يوما ما..
الممكن هو ما حدا بالحكومة المصريه.. والأردنيه علنا (سرا العديد من الدول العربيه عقدت مثل هذا الصلح وتجاوزته بعلاقات إقتصاديه كبيره ) بعقد صلح مع إسرائيل وأن ترضى بفك المسارات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. كل منها لحماية مصلحة مواطنه وبلده.. ولا أحد يستطيع إلقاء أي لوم على أي من هذه الحكومات لخيارها هذا.. فالمصالح برغم ترابطها وتشابكها إلا أن حاجات وضرورات الشعوب تبقى متفاوته.. فمثلا في الوقت الذي تستطيع فيه دولة مثل السعوديه شراء كل ما يلزم شعبها من ضروروات وكماليات.. لا تستطيع دوله مصر إلا أن تعتمد على المعونات الخارجيه.. لا يستطيع الشعب المصري بأكمله أن يعيش بدون المساعدات الإقتصاديه للحصول على الضرورات الغذائيه.. ولا يتستطيع الشعب الأردني الحياة بدون هذه المعونات أيضا..
من هنا نرى مدى التفاوت في ردات فعلالحكومات العربيه المختلفه على ما يحدث في لبنان.. وإن إشتركوا جميعا بالتنديد الكامل للقصف الإسرائيلي العشوائي واللا إنساني على قرى الجنوب اللبناني.. إلا أنهم جميعا يعلمون بان زمن الشعارات القوميه والوحدويه لا يتناسب وحاجاتهم الإقتصاديه.. وأيضا بأن هذا التيار الإسلامي المتطرف يهدد وجودهم.. ويهدد السلم العالمي بأجمعه... في ذات الوقت تتصاعد فيه موجات الغضب الشعبي العربي.. وموجات التأييد العربي للمقاومه اللبنانيه ممثلة بحزب الله.. والمقاومه الفلسطينيه بحماس بدون رويه أو رؤية واضحه لتبعات الحرب التي ينادون بها ويشجعونها والتي قد تطال أبناؤهم إن استمرت .. وانتقلت عدواها إلى الدول العربيه المجاوره..
من هنا نجد التباين والإختلاف الواضح بين التأييد العربي.. والتأييد الشعبي الدولي.. التنديد الدولي لا يصاحبه أي تأييد لحزب الله ولا للعقيده التي يحملها حزب الله أو أي من الفصائل المتطرفه. وهي محو الدوله الإسرائيليه من الوجود.. وتكفيرهم جميعا... وإنما يركّز فقط على التنديد بالحرب ورفضها كطريقه لحل النزاعات.. وأنه حتى وهو يرفض ويشجب العدوانيه الإسرائيليه فلن يتخلى عن حق إسرائيل في الوجود وفي الحياه.. ويؤيد حق الشعب الفلسطيني في دولته المستقله...
من هنا أؤكد على حق البنانيين وحدهم بقرار كيفية إنهاء هذه الحرب.. بدون أي تلاعب خارجي سواء من دولة عربيه أو من أخرى.. قرار إنهاء الحرب لا يعني النصر ولا الهزيمه للبنان .. ولكنه يعني أنهم اختاروا الطرق الديبلومياسه الدوليه.. اختاروا الحياة لشعبهم بدل الموت.. واختاروا فك المسارين السوري واللبناني.. لأنهم اختاروا الممكن بدل المستحيل.. خاصة في ذات الوقت الذي تقرر فيه الحكومه الإسرائيليه توسيع عملياتها العسكريه البريه داخل الأراضي اللبنانيه.. إنتشار الجيش اللبناني الممثل لسيادة الدوله هو الطريق الوحيد لقطع الطريق على آلة الحرب الإسرائيليه لتفريغ الجنوب اللبناني من بقية سكانه .. وهو الطريق الوحيد أيضا لحماية مياه نهر الليطاني من الأطماع الإسرائيليه..إعتماد اتفاقية الهدنه التي عقدتها الدول العربيه مجتمعة مع إسرائيل عام 49.. تجرد إسرائيل قانونيا من أية حجة للإعتداء على لبنان .. وضع هذه المزارع تحت إشراف الأمم المتحده لحين ترسيم الحدود هو الخطوة الأولى لإعادتها إلى السياده اللبنانيه ويتطلب من سوريا عدم التلكؤ في تسليم أوراق الملكيه التي تثبت بأن هذه الأراضي أراضي لبنانيه.
ترى هل يغلب صوت العقل والمنطق على صوت الصواريخ بعد إحراز توازن رعب في كل القلوب... قبل أن يبدأ تسلل من القاعده ومن جهات متطرفة أخرى تحت ذريعة حماية لبنان.....هل يرضى حزب الله بتسليم أسلحته ومعداته إلى الجيش اللبناني حماية لمستقبل أبناء كل لبنان..
من حق لبنان واللبنانيين أن يتجهوا لحماية أرضهم وبلدهم من كل أحلام ايرانيه تتسلق على جثث أطفالهم ومن كل الشعارات الرنانه الأخرى...وإثبات ما هو معروف عنهم بحبهم للحياه بدل ثقافة الموت التي تتلذذ إسرائيل بسماعها.. وتعطيها المبرر والغطاء الدولي لعدوانها..