فنتازيا عربية

اذا كان جمال عبد الناصر ـ الذي مازال البعض يرفع صوره ـ قد انتصر في حرب 67 بأن ظل قابعاً علي كرسيه ومحافظاً على نظامه على الرغم من دمار جيش مصر.. وإذا كان صدام حسين ـ الذي ما زال البعض يهتف باسمه ـ قد انتصر على إسرائيل بتدمير العراق وإيران ثم الكويت، وظل منتصراً حتى وهو داخل الحفرة ومازال منتصراً وهو داخل القفص، وإذا كان أسامة ابن لادن والملا عمر قد انتصرا على أمريكا والعالم بأن دمرا أفغانستان وشوها الإسلام وبأن ظلا مختفيين عن أعين العالم لما يقرب من الخمس سنوات. إذا كان كل هؤلاء الأبطال قد فعلوا كل ذلك، فإن حسن نصر الله لا يقل عنهم بطولة، ولا يقل عنهم جماهيرية، لذا فهاهو يطل علينا بالأمس معلناً انتصاره على إسرائيل وهادياً ذلك النصر للشعب اللبناني اوبالاحرى إلى أطلال الشعب اللبناني، وقد أتى ذلك النصر بفضل صموده الذي لا يقل عن صمود الذين ذكرناهم في صدر المقال. فقد صمد (في حفره او خنادقه) حتى دمار لبنان، وصمد حتى دُكت بنيته التحتية، وصمد حتى فقد مئات بنيه أرواحهم، وصمد حتى فقد الآلاف بيوتهم ومأواهم، وصمد حتى فقد الملايين أمنهم واستقرارهم، وصمد حتى كلف صموده لبنان مليارات الدولارات، صمد كل ذلك الصمود وهاهو يعلن نصره المؤزر بلغة يُستشف منها بأنه سوف يكتفي بهذا النصر المؤزر، ويتنازل ويتكرم ويتعطف ويفتح المجال أمام إسرائيل وأمريكا، للحلول السلمية حتى يُخرجهم من المأزق الذي أدخلهم فيه والهزيمة النكراء التي كبدهم إياها. لكل ذلك نرجو من الجميع ان يعترفوا بهذا النصر، ولا يرددوا أي تحفظات او تشكيكات، ويسمحوا لأجهزة إعلامنا ان تتغنى بهذا النصر، وان يسمحوا لمناضلينا وصامدينا ان يخرجوا في مظاهراتهم تعبيراً عن هذا النصر،بعد ان كانوا قد خرجوا في مظاهراتهم في مظاهاهراتهم المؤيدة لنصر الله والشاجبة والمنددة بكل العالم. ونرجو أيضا ان لا يخُضه احد ويشوش عليه نصره، حتى يتكرم ويعيد الجنديين لأهلهم مشكوراً، وبالتالي يرفع يده عما تبقى من لبنان، فهو الوحيد الذي بيده الحل وإخراج لبنان من البئر الذي أوقعه فيه، بإطلاق الجنديين ليتيح للمجتمع الدولي لكي ينقذ ما يمكن إنقاذه.

[email protected]