دهشت بعد نشر مقالي (الثورة الحمراء 1) الذي أوجزت فيه بعض الآلام والمآسي التي يعيشها الأقباط في مصر، وأوضحت فيها كيف تناول الدكتور شاكر النابلسي ما وصفه بتعبير: quot;ثورة الأقباط البيضاءquot;، في إشارة إلى سلسلة المؤتمرات السياسية التي عقدها نشطاء الأقباط في المهجر خلال العامين الماضيين، ومن أبرزها:
مؤتمر زيورخ في سبتمبر 2004
مؤتمر واشنطن في نوفمبر 2005
مؤتمر مونتريال في فبراير 2006
مؤتمر نيويورك في يونية 2006
وخلال هذه المؤتمرات تعرف العالم على مشاكل وآلام الأقباط، واطلعت منظمات حقوق الإنسان الدولية حجم الاضطهاد والإذلال الذي يعانيه الأقباط في مصر بتخطيط ومباركة أجهزة الدولة المختلفة بمباركة من رئيس الجمهورية والأزهر ومنظري الإخوان مثل (سليم العوا وطارق البشري وفهمي هويدي ومحمد عمارة ويوسف القرضاوي والدكتور احمد المجذوب، فضلاً عن مهدى عاكف مرشد الإخوان وصاحب الطزات الشهيرة) بالإضافة إلى قيادات متنفذة في مواقع شتى داخل النظام الحاكم.
وشرحنا فيها كيف أن جهاز أمن الدولة منذ استلامه ملف الأقباط في عهد السادات زاد الاضطهاد والتنكيل واصبح الشغل الشاغل للقيادات الأمنية المزايدة مع الإخوان الغربان في اضطهاد الأقباط لكسب تأييد الغوغاء، واعتبار الأقباط جسما غريباً يجب القضاء علية بالأساليب البوليسية الشهيرة.
وشرحت أن نتيجة لهذا الاضطهاد سوف تكون هناك ثورة داخلية للأقباط ولن تكون بيضاء كما ذكر الدكتور شاكر النابلسي، بل ستكون ثورة حمراء بلون الدم.
والواقع أن للأقباط عدد من الثورات السابقة ومنها على سبيل المثال:
ثورة الأقباط بعد حرق كنيسة الخانكة
بعد حرق كنيسة الخانكة في ديسمبر سنة 1971 قام عدد من الأباء الكهنة حوالي 95 كاهن بالسير في شارع الخانكة معلنين رفضهم للاضطهاد وحرق كنائسهم بتواطؤ من الدولة بقيادة الرئيس المؤمن السادات ! الذي قنن التطرف بالمادة الثانية في الدستور بعد ذلك في سنة 1980 ونال جزأه من الإخوان المسلمين وتم ذبحة يوم عرسه على الطريقة الإسلامية وتم مجازاتة على طريقة (سنمار).
فضيحة صحيفة النبأ
قام بها الآف من أقباط مصر بالكاتدرائية بالعباسية في 17/6/2001 ويوم 18/6/2001فى أسيوط بجنوب مصر بعد نشر صور ( بورنوجراف ) مفبركه في جريدة النبأ عن راهب مشلوح منذ سنة 1996 مدعيين كذبا أن هذه الأعمال اللأخلاقية تمت في دير المحرق بمصر (للنيل من مقدسات الأقباط وعقيدة المسيحيين) وبعد وفاة صاحب الجريدة ممدوح مهران عن عمر يناهز 57 عاما نعاه الأزهر متذكرا ما أسماه quot;أفضاله في الدعوة الإسلاميةquot;، كأن التهكم على عقيدة المسيحيين هي من صميم نشر الدعوة في عرف الأزهر.
حادث وفاء قسطنطين
قام بها الأقباط بالتجمهر في الكاتدرائية فى 8/12/2004بعد ثبوت الأساليب اللاأخلاقية لجهاز أمن الدولة وضلوعهم في الأسلمة الجبرية بأساليب قذرة تدل على انحطاط أخلاقي مقابل المبالغ المالية المتدفقة من جماعات الإسلام السياسي ودول الخليج النفطية.
كنائس الإسكندرية
ثار الأقباط يوم 14/4/2006 بعد صيحة المجنون (أو العاقل) محمود صلاح الدين عبد الرازق 28سنة (الذي يبدو أنه جرت برمجته لقتل الأقباط فى الكنائس ومنهم الشهيد نصحي عطا جرجس ذبحا بالسكين ووقف الأمن حارسا له للجاني رافعا مسدسة ضد الأقباط الثائرين الذين أرادوا القبض على القاتل ! وتمكن من الاعتداء على أربع كنائس في مدة قصيرة وهي
كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس الحضرة
كنيسة القديس مرقس الرسول والبابا بطرس خاتم الشهداء بالمنتزه
كنيسة السيدة العذراء والقديس يوحنا الحبيب في جناكليس
كنيسة الشهيد العظيم مار جرجس باسبورتينج
وثار الأقباط في جنازته ضد الظلم الذي استباح مقدساتهم وأرواحهم تحت رعاية وتأمر الأمن !.
والعجيب إنني وجدت مقالتي منشورة في عدد كبير من الصفات الإلكترونية المرموقة وأيضا العنكبوتية مثل ولاد بلدنا وعليها كم كبير من السباب والشتائم لي ولأمي ولأبى رحمه الله، وهذا كله لم يسبب لي آلماً، بل سبب سعادة لأنني فضحت هؤلا الطغاة الظالمين الذين استباحوا شرف وعرض ودماء الأقباط، بل ما سبب لي الألم هو وجود بعض الكتاب الأقباط ذوي النظرة الضيقة ومحدودي الإدراك، الذين لم يفهموا معنى ثورة الأقباط الحمراء التي اعنيها ونسوا أو تناسوا أن الأقباط شعب مسالم وان المسيحية ليست ديانة قتل وسفك دماء للأخريين، بل هي ديانة محبة وسلام ولكنها أيضا ديانة قوة في الحق، والسيد المسيح حينما لُطمه واحد من خدام رئيس الكهنة أثناء محاكمته كان رده قويا حينما التفت إليه وقائلا quot;إن كنت قد تكلمت رديا فاشهد على الردي، وان حسنا فلماذا تضربنيquot; إنجيل يوحنا الإصحاح 18 أية 23.
والثورة الحمراء هي نتيجة طبيعية لكثرة الظلم الواقع على الأقباط من السلطة والإخوان وأجهزة الأمن، وسيخرج مئات الآلاف من الأقباط في مظاهرات سلمية من أمام كنائسهم ومعهم الكهنة، ويسيروا في شوارع مصر ليقدموا اعتراضهم للحاكم، أو لمن يرثه في حكم مصر يعلنون رفضهم للظلم والقتل والإذلال من الدولة الاوتوقراطية التي جعلتهم مواطنين من الدرجة الثانية وستروى ارض مصر بدماء الأقباط الذين سيذبحون من الغوغاء والمتأسلمين والغربان مثلما حدث أيام الخليفة المأمون في القرن التاسع الميلادي حيث سُفكت دماء مئات الآلاف من الأقباط، كما سفكت أيضا دماء أقباط كثيرين على يد خلفاء آخرين ليضيفوا لتاريخهم المجيد صفحة منيرة من الاستشهاد بدمائهم ويضعوا نهاية للظلم والطغيان، ويضيفوا مئات الآلاف من الشهداء لكنيستهم (كنيسة الشهداء) وسيتم ذبح الأقباط وستسفك دماؤهم بواسطة الغوغاء المهووسين دينيا والمخدرين إخوانيا، لكن لن تضيع دماء هؤلاء الشهداء الأقباط لأنها ثورة بدمائهم ضد الطغيان والاستبداد والهوس الديني الذي خرب بلدهم مصر و غير نفوس كثير جدا من المصريين.
أخيرا آخى القبطي أخي المسلم هل عرفت ألان كيف ستكون ثورة الأقباط الحمراء ؟
ستكون بدماء الأقباط أنفسهم على يد الغوغاء والدهماء لينال الأقباط المواطنة الكاملة ولتذهب غربان الظلام والدولة الاوتوقراطية وتعود شمس مصر لتنشر الحب والخير والجمال من جديد بنهاية دولة الحاكم بأمره، وزوال دولة الغربان ومن على شاكلتهم.
اللهم أمين
التعليقات