يبدو أن السيد نصر الله أمين عام حزب الله الللبناني أضطرّ إلى أن (يفعّل) الخيار الشمشوني: (علي ّ وعلى أعدائي يارب) بعد أن وصل في معارضته الى طريق مسدود، بعد أن فشل (الاعتصام) في زعزعة حكومة السنيورة واسقاطها.
لا يحتاج المواطن اللبناني غير المتحزّب الى معايير إختيارية ليحكم على أيّ الفريقين أقوى وأقدر على المواجهة. السنيورة معه تقريبا كل العالم : أمريكا، أوربا، الشرق بكامله، والدول العربية وعلى رأسها القوتين العربيتين الأعظم : السعودية ومصر؛ وفي المقابل فالمعارضة ليس معها سوى إيران وسوريا! حزب الله وملحقاته من الأحزاب اللبنانية لا يملك إلا الإقرار بالهزيمة، وبالتالي الإقرار بفشل الإعتصام، أو الذهاب أكثر في المواجهة، نحو الخيار الشمشوني.
ولأنّ حزب الله هو من حيث المبدأ والمطلق حزب ديني (طائفي)، لا يهمه الوطن بقدر ما تهمه (الطائفة) ونصرتها ولو كان ذلك على حساب الوظن، وإنسان الوطن. لذلك، وتحت ستار الديمقراطية، ومبرر الاضراب العان، تحاول كوادر حزب الله وكذلك كوادر الأحزاب الأخرى (الملحقات) بالحزب، أن تفرض (الاضراب) بالقوة، وبقطع الطرق، على المجتمع المدني في لبنان، متجهة بالبلد إلى المواجهة، وإلى الإفلاس الإقتصادي.
والسؤال الذي يدور في ذهني وأنا أرى هذه الممارسات التي لاتمت للديمقراطية بصلة والتي تنقلها لنا شاشات المحطات الفضائية من لبنان، هل ثمّة بين الساسة المعارضين اللبنانيين من رجل رشيد، يستطيع أن يقول لحسن نصر الله؛ لا، فالبلد، بكل مقدراته، وكل مدخراته على حافة الإفلاس وشفا الهاوية.
الانسان (المؤدلج) هو دائماً توّاقٌ للتضحية، وإذابت (الأنا) و (الوطن) و (الأخر) في سبيل نصرة (الأيديولوجيا). ما يجري في لبنان بين الموالاة والمعارضة ليس معركة كسر عظم فحسب، وإنما تفجير لصاحب العظم ومن يقف حوله.
والسؤال: أليس في المعارضة من رجل رشيد أيها اللبنانيون؟.