quot; مرحي يا أبناء الفصحي quot; أوبريت غنائي سيتم عرضه في افتتاح المؤتمر العالمي الذي يقام تحت عنوان لغة الطفل العربي في عصر العولمة تحت رعاية السيد عمرو موسي الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس المجلس العربي للطفولة والتنميةrlm;17rlm; فبراير الحالي ويستمرrlm;3rlm; أيام بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربيةrlm;.rlm;

يتزامن المؤتمر مع الاحتفالية الدولية باليوم العالمي للغة الذي تطلقه منظمة اليونسكو وينظمه المجلس العربي للطفولة والتنمية بالتعاون مع جامعة الدول العربية وبرنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الإنمائية الاجفند ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة الأسيسكوrlm;.rlm;

يتضمن الأوبريت الذي كتبه الشاعر دrlm;.rlm;حسن طلب ولحنه الموسيقار منير الوسيمي حال اللغة العربية واخرجه المخرج الكبير انتصار عبد الفتاح، من خلال حوار بين quot; الأم quot; التي تمثل اللغة العربية وأبنائها من مختلف البلاد العربية، حيث يدور الحوار حول هموم وهواجس الأطفال بشأن واقع اللغة العربية ومستقبلها مع طرح العديد من التساؤلات من الأطفال للام تتطرق للواقع العربي الحالي .
ويلجأ الأطفال من خلال الاوبريت إلى quot; اللغة العربية quot; كونها الدرع الحامي والسبيل لإنقاذهم مما هم فيه، ويطلبون منها حماية هويتهم التي تعد سبيلهم للحفاظ على الكيان العربي لبلادهم العربية .

وتقول بعض كلمات الاوبريت الغنائي :

أما نحن فمن قلب الأهوال سعينا .. فركبنا الأخطار وقاسينا
ودخان القصف يخيم يا أم .. حوالينا
لا يتركنا نعرف هل أصبحنا ؟ أم أمسينا ؟
جئنا نحمل عهدا وسلاما
من أطفال القدس وغزة .. من بيروت .. ومن بغداد، مهاد العزة والأمجاد ..

ويناقش المؤتمر من خلالrlm;40rlm; بحثا دور اللغة العربية ووظائفها في تشكيل الهوية العربيةrlm;.rlm; ويشارك فيه عدد من الخبراء العرب والدوليين والباحثين في مختلف مجالات اللغة.ويهدف إلى تعرف واقع اللغة العربية في الوقت الراهن وبخاصة داخل مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام والثقافة، وتحديد أدوارها ووظائفها في تشكيل هوية الطفل العربي، بالإضافة إلى وضع اللغة العربية في مجتمع المعرفة، ورصد السبل والآليات التي تمكن اللغة العربية من التجديد والانفتاح على الثقافات الأجنبية، كما سيتم خلال المؤتمر استعراض بعض الخبرات الأجنبية في مواجهة الأخطار التى تواجه لغاتها القومية.
وتشير د.سهير عبد الفتاح خبيرة المجلس ومنسق عام المؤتمر إلى أن المؤتمر يسعى إلى دعوة شركاء من المؤسسات الدولية والإقليمية المعنية، ومن المقرر أن يخرج المؤتمر بمشروع خطة استراتيجية لتمكين الطفل العربي من استخدام لغته القومية بكفاءة وبما يلبي احتياجات العصر، مع احترام حق الأقليات في استخدام لغاتها الأم.
وتأتي أهمية موضوع المؤتمر من تناوله لموضوع اللغة التي تعد المظهر الاساسي للذات الثقافية في ظل ظروف العولمة وما استتبعها من تداعيات، إذ أن التقديرات العالمية تشير إلى أن عدد لغات العالم يتراوح ما بين 6000 ndash; 7000 لغة نصفها مهدد بالانقراض في السنوات القادمة و90% منها سينقرض خلال هذا القرن، الأمر الذي يدعو إلى إقرار حماية اللغات القومية لصون التنوع اللغوي كجزء من التراث الروحي للثقافات المختلفة، وهو مايتفق أيضا مع مبادئ اتفاقية حقوق الطفل التي تقر ضرورة احترام هوية الطفل ولغته.


من جانبه يبحث المؤتمر إمكانية تعلم العلوم الحديثة باللغة العربية والإطلاع على الخبرات الأجنبية في هذا المجال وفتح نوافذ التواصل مع هذه الثقافات، بالإضافة إلى استعراض عدد من التجارب الدولية المختلفة في فرنسا كوريا الجنوبية والصين وهولندا وإيران، فيما أقرت اللجنة شعار المؤتمر وهو من تصميم من الفنان المصري ثروت البحر والذي يعتمد على جماليات الخط العربي، بالإضافة إلى إقامة عدد من ورش عمل للأطفال، وإجراء دراسات تعتمد على مجموعة من الاستبيانات التي تخاطب مراحل عمرية مختلفة تغطى مختلف الأقطار العربية، ويتم من خلالها التعرف على علاقة الأطفال باللغة العربية وكيفية التعامل بها والحفاظ عليها .
جدير بالذكر أن هذا المؤتمر يأتي تواصلا لجهود المجلس العربي للطفولة والتنمية في مجال تنمية الطفل العربي، وإدراكا لأهمية موضوع اللغة العربية والتحديات والأخطار التي تواجهها، وسعيا نحو تعزيز دور اللغة العربية في بناء الهوية العربية بشكل إيجابي ومتفاعل مع معطيات العصر وبما يحقق الانفتاح على الثقافات الأخرى، والتزاما بالمواثيق والاتفاقيات الدولية والإقليمية نحو احترام لغة الطفل وهويته، وتفعيلا لتوصيات المؤتمر الذي سبق وان عقده المجلس بعنوان quot;الطفل العربي في مهب التأثيرات الثقافية المختلفةquot; خلال الفترة من 25-27 سبتمبر 2005 بمكتبة الإسكندرية.


اننا نعيش مع أول جيل من أطفالنا العرب، نما مُعتبراً الكومبيوتر شيئاً مسلماً به، تماماً كما كبر جيل آبائه مُعتبراً ان التلفزيون هو من المسلمات في المنزل. وكما أنه أول جيل يكبر معتبراً الانترنت والفضائيات والمحمول من المسلمات. لكنّ يبدو أن الإعلام والتعليم وأغلب مؤسساتنا لا تفكر في مثل هذه الأمور، فقبل أعوام قليلة ومع انفجار هوجة الفيديو كليب في فضائياتنا العربية سجل الطفل العربي نقطة قوية عبر أغنية laquo;بابا فينraquo;، التي أظهرته قادراً على الوقوف نداً وأكثر في وجه الكبار... ولم يتنبه المهتمون بمستقبل هذه الأمة انه هدر إعلامي واعلاني لأول جيل الكتروني عربياً.
في المقابل هناك بعض النماذج المتقدمة في أوروبا تحديدا، والتي تنبهت إلي خطورة مايحدث وماسوف يحدث في مقبل الأيام، فقد سارع الرئيس الفرنسي جاك شيراك منذ النذر الأولي للعولمة، وأستن قانونا للحفاظ علي اللغة والهوية الفرنسية بألا يزيد المنتج الأجنبي عن 35% سواء في الإعلان أو التعليم أو الثقافة،
وفي ألمانيا أنتشرت الإعلانات وأفلام الكارتون والألعاب التي ترسخ اللغة القومية في عقول الأطفال، منها إعلان عن طفل رضيع يمسك بقدميه ويديه quot; ببرونة quot;، وهو في حال تأمل عميق، وبجواره علبة لبن أطفال مكتوب عليها باللغة الألمانية اسم الفيلسوف الألماني العظيم quot; كانط quot;، وكتابه quot; نقد العقل الخالص quot; .
أما في أسبانيا، والتي يتحدث لغتها ثلث العالم تقريبا الآن، أثبتت الفيلسوفة الإسبانية المعاصرة نتاسيا ميجالو أن الرصيد الباقي من الدهشة، التي هي أصل الفلسفة والتفلسف وكل تقدم أحرزته البشرية، يكمن في الطفولة، وفي المحافظة علي براءة هذه الطفولة .
فقد تم جرد كل ما في السماء وما فوق الأرض وما في باطنها عبر 2500 سنة، ولم يعد هناك مايثير الدهشة أو الخيال، فقط الطفل وحده هو القادر علي ذلك الآن .
الأهم من ذلك أن التنوع اللغوي، برأيها، كفيل بإستمرار الدهشة وإثرائها وتعدد زوايا الرؤي المختلفة، أوقل كفبل بإستمرار البشرية في حال تألقها وتكاملها ونضجها، فنحن نفكر باللغة ونحلم بها ونحب ونحيا أيضا.

[email protected]