أقدمت الدبلوماسية الإيرانية على خطوتين سياسيتين مهمتين هذا الأسبوع. الأولى والأهم: تتعلق بزيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى المملكة العربية السعودية، والثانية: ترتبط بقبول طهران الجلوس على طاولة التشاور في مؤتمر ببغداد حول الأزمة العراقية (المقرر عقده بعد أيام قليلة) جنبا إلى جنب الولايات المتحدة ودول أخرى من ضمنها الكويت. هاتان الخطوتان قد تحققان انجازا مهما على صعيد حلحلة قضايا في المنطقة، وبالذات في العراق ولبنان، لكنهما في المقابل إن لم تُستثمرا بطريقة quot;ذكيةquot; وquot;واقعيةquot; قد تعيدان الأمور إلى مرحلة جديدة حرجة أيضا.
وعلى الرغم من تداخل مواقف غالبية قضايا المنطقة مع بعضها البعض بحيث لا يمكن تجريد تأثير إحداها على الأخرى، كتداخل موقف طهران في الشأن العراقي مع موقفها من الأزمة اللبنانية والقضية الفلسطينية، كما أن آخرين يعتقدون أنه قد يصار أيضا إلى حلحلة الملف النووي الإيراني في هذا الإطار، غير أنه يبدو أن الأزمة العراقية باتت هي مفتاح الحل الرئيسي. وقد أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أمس أن بلاده ترى إمكانية تسويه المشاكل التي تواجهها منطقه الشرق الأوسط وفلسطين والعراق من خلال مشاركة الجهات المعنية بالأزمة, موضحا أن هذه المشاركة تعتبر عاملا هاما لنجاح المؤتمرات التي تعقد لهذا الغرض.
ويبدو الإصرار العربي حاضرا من أجل إنجاح مؤتمر بغداد. يأتي ذلك بموازاة الحرص السعودي على تحقيق اختراق لصالح الموقف العربي إثر زيارة نجاد. فقد حثت اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالعراق أمس على إنجاح المؤتمر، كما حثت الدول العربية على إسقاط ديونها عن العراق وجددت دعوتها الدول العربية إلى إعادة فتح سفارتها في بغداد. وكانت اللجنة عقدت اجتماعا بحضور وزراء خارجية الدول الأعضاء لمناقشة الخطوات والإجراءات التي يمكن اتخاذها للتصدي للوضع في العراق وإعداد تقرير يرفع إلى القمة العربية المقبلة في الرياض. وتدعو بعض الدول العربية الحكومة العراقية إلى اتخاذ خطوات ملموسة لدفع عملية الوفاق العراقي منها التعامل بحزم مع قضية الطائفية وحل الميليشيات المسلحة وتعديل الدستور والحفاظ على وحدة العراق ووقف دوامة العنف.
من جانبه كان نجاد أدلى بتصريحات للتلفزيون الإيراني لدى عودته من الرياض أكد فيها أن البلدين بحثا آخر تطورات الوضع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية وتعهدا بزيادة جهودهما لتحقيق quot;الوحدة بداخل العالم الإسلامي والحيلولة دون ظهور انقسامات بين الطوائف الإسلاميةquot;. وعقب المباحثات مع خادم الحرمين، أكد الرئيس الإيراني أن طهران والرياض ملتزمتان بالمساعدة على تلبية احتياجات العالم الإسلامي. وفي بيان بثه موقع ديوان الرئاسة الإيراني على شبكة الانترنت قال نجاد إن quot;الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسعودية بصفتهما دولتين إسلاميتين مؤثرتين لهما مسئوليات كثيرة ومشتركة إزاء العالم الإسلامي ومنطقه الشرق الأوسط الحساسةquot;.
وبالتزامن مع القمة السعودية الإيرانية، قال رئيس مجلس النواب اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري في تصريحات صحفية نشرت أمس إنه يتوقع الإعلان عن تسوية للازمة الراهنة في بلاده خلال quot;48 ساعة على الأرجحquot;. وعلق بري آمالا كبيرة على القمة السعودية الإيرانية في السماح quot;بانفراجاتquot; لبنانية وعربية. وأكد أيضا أن quot;حظوظ النجاح هذه المرة أكبر من أي وقت مضىquot;، محذرا في الوقت نفسه من أن عواقب الفشل ستكون أيضا أكبر.
- آخر تحديث :
التعليقات