صعقت عندما عرفت أن الأخ الزعيم معمر القذافي وعائلته يعتبرون من ضمن أفقر الأسر في ليبيا !! فقد نقلت وكالات الاخبار أن الحكومة الليبية قررت صرف ما يعادل مئة ألف دولار أمريكي لكل عائلة ليبية فقيرة، ولاجل ذلك حصروا قرابة مئة ألف عائلة في ليبيا تستحق المساعدة، وشرعت الحكومة في تسليم هؤلاء المستحقين مستحقاتهم، وبدأت بالصرف لخمسمئة عائلة وتفاجأ الجميع بأن اسرة العقيد معمر القذافي من ضمن هؤلاء الخمسمائة!!
هل سمعتم او تخيلتم عبث سياسي أكثر من هذا !
ان هؤلاء الحكام الذين جرونا الى حقب الظلام يصرون على الاستغباء السياسي، وعلى التعامل مع الشعوب العربية وكأنهم ماشية لا تفقه ولا تفهم.. فمن يمكن أن يصدق بأن العقيد القذافي الذي بسط سيطرته على ليبيا التي تعد من أغنى الدول العربية قرابة ثلاثين عاما لا زال يحتاج الى تلك المساعدات.
والله حزنت جدا لما آل اليه حال العقيد القذافي واسرته.. واعتقد بأننا كعرب نشامى مطالبون بأن تنعاضد ونتكاتف مع الأخ العقيد في محنته.. وننشئ الصناديق التمويلية لانقاذ عائلته.. والا من أين سيصرف الساعدي على نموره التي يمتلكها.. وكيف سيغطي سيف الاسلام القذافي تكاليف شرائه لعدد من اندية اوربا.. وكيف سيدفعون لمرداونا الملايين ليلعب معهم كرة القدم.. ومن أين ستتسوق الاخت عائشة في متاجر باريس !!
والأهم من ذلك كيف سيفرض الاخ القذافي نفوذه على افريقيا السوداء.. بدون سلاح المال.. وكيف سيروج فكره وافكاره سواء في الكتاب الاخضر او في باقي كتبه الابداعية التي تحمل منهجه وفكره لانقاذ العالم من الضياع!!
لا استطيع ان افهم كيف تم اقناع القذافي بهذه الفكرة العبقرية، بأن يكون من ضمن قائمة افقر مواطني ليبيا، وكيف أصلا يكون في ليبيا فقراء وهي من المفترض أن تكون واحدة من اغنى دول العالم لما تملكه من نفط وثروات طبيعية وخيرات أكثر من دول الخليج !!
في التاريخ المعاصر تروي الألسن وتختزن بعض الكتب العديد من الحكايات والروايات والقصص الغريبة حول الأخ العقيد معمر القذافي.. وهي تعد من النوادر ذات الطابع الخفيف التي قد لا تعيب صاحبها مثل أن يفاجئ ضابط الجوازات في مطار القاهرة بوصول العقيد القذافي على متن احدى الطائرات القادمة من ليبيا وانه يقف بالطابور ليختم جوازه بحجة أنه قادم لمصر بزيارة شخصية وليس بمهمة رسمية فيربك اجهزة الأمن، وهي رواية اوردتها السيدة جيهان السادات في مذكراتها.
هذا عدا آرائه وخطبه وقفشاته خفيفة الدم، والتي لا بأس بها.. ولكن أن يأتي الأخ القذافي ليقنعنا بأنه وعائلته من افقر مواطني ليبيا وانهم يستحقون المساعدة.. فهذه قضية مبالغ بها جداجداجدا.
لا أعرف متى يوقن الحكام العرب من هم على شاكلت القذافي بأن مثل هذه الألاعيب أبدا لا تنطلي على الشعوب، وأنهم يجب أن يخاطبوا العاقل بما يعقل، وأن مثل هذه الأفكار والاطروحات ممكن أن تحقق نتيجة سلبية.. وأن الشعوب الآن بحاجة الى من يقودها ويأخذ بيدها ويصارحها ويكشف لها الحقائق ويبصر أعينها الى النور.. وأن يتحدث معها بشفافية ووضوح بدلا من أن يتعامل معها بسذاجة وألاعيب أصبحت مكشوفة.
انها مزحة ثقيلة.. كان يجب أن لا ينزلق فيها رجل يحكم بلدا لاكثر من ثلاثين عاما.. ولا زال يفكر بهذ الطريقة العشوائية.. ودمتم سالمين.
التعليقات