حل ميتافيزيقي للمعضلة العراقية!!!.

صورة الدمار العراقية المتجسدة بعد أربعة أعوام من تغيير نظام البعث البائد و قيام الديمقراطية الطائفية المشوهة المريضة و ملحقاتها من الفيدرالية الهزلية و بقية المصطلحات السياسية التي أبتذلت في التجربة العراقية حتى فقدت معناها و مبناها لم يفهم الشعب العراقي من مفرداتها شيئا سوى الرغبة الشعبية العارمة بالهروب و الخروج من الجحيم العراقي بغير رجعة!! وفي ظاهرة هي الأكبر في تاريخ الهجرات البشرية في العالم! بل أنها أوسع مدى و أكثر زخما من (تغريبة بني هلال)!!، فبعد عقود طويلة و موجعة من حروب نظام البعث الداخلية و الخارجية، و بعد غزوات (القادسية) و (أم المعارك) و (الحواسم) أضحت البلاد و العباد بأسرها تحت طائلة و نيران (الحرب الدولية ضد الإرهاب) وهي حرب قذرة ذات أبعاد ستراتيجية إتخذت من العراق ميدانا عمليا للرماية بالذخيرة الحية و منطقة للقتل و ساحة ثمينة لصيد الفئران!!، و منطقة حرة للقتل بشتى أنواع الأسلحة و لو كانت من الصنف المحرم دوليا!! و كما حصل ذلك فعلا في الفلوجة و من المؤكد حدوثه في أماكن أخرى قريبا!! فساحة الصراع في العراق ذات مساحات عبثية شاملة وقد أخذت تلكم المساحات بالتوسع مع تسابق فرق القتل المتنقلة من مختلف الصنوف الطائفية شيعية كانت أم سنية في مهرجانات الذبح الحلال و القتل الشامل و التي أمتدت لتطال المنطقة الخضراء الآمنة كما يقال!! لتخترق فصائل الإنتحاريين و بهائم التفخيخ كل أسوار الحماية المزعومة لتغتال في رابعة النهار من تريد إغتياله و لو كان نائبا لرئيس الوزراء كما حدث مع السيد سلام الزوبعي و في داخل بيته!!، إذن لا وجود لشيء إسمه الأمن و الأمان في العراق بأسره وحتى في المناطق التي لا تشهد وجودا فاعلا للقاعدة أو للجماعات التكفيرية مثل مدينة البصرة أضحت الحياة فيها جحيما لا يطاق بسبب صراع إنكشارية الأحزاب الطائفية على الثروة و البترول و التهريب و التسابق في العمالة لإرضاء أولياء الأمور في قم و طهران، فالعراق اليوم قد أضحى و طبقا للتصنيفات الدولية في مقدمة (الدول الفاشلة)!! و لا يزاحمه على قمة صدارة الفشل سوى قبائل الصومال ولربما الهوتو و التوتسي في مجاهل أفريقيا، و حيث أصبح الإنسان العراقي أرخص رأسمال و باتت حالة الهروب الشعبي العراقية هي واحدة من أكبر حملات الهروب الشعبي في التاريخ!! فالشعب العراقي بأسره بات يطلب اللجوء ؟ و دول المنطقة بأسرها ضاقت إمكانياتها بما وسعت عن إمكانية إستيعاب الملايين العراقية النازحة!! لأن هجم النزوح و الهروب غير مسبوق في تاريخ البشرية المعاصر و لأن فضيحة هروب العراقيين هي أكبر مؤشر على فشل الحالة السياسية الراهنة في العراق بعد أربعة أعوام من التغيير لم ينتج عنها للأسف سوى مظاهر مزيفة و براقة لديمقراطية مشوهة عمادها الطائفية و العشائرية! و قوامها التهرؤ و الفساد السياسي و الإداري و سيادة الإرهاب و أهله حتى داخل قاعة البرلمان المحروس! و الأهم من كل شيء هرب كوادر الدولة العراقية و أطرها الإدارية كلما لاحت لهم فرصة الهرب السريع و المضمون و لعل قوافل الضباط و المهندسين من الهاربين لا تعد و لا تحصى و هي مرشحة لمزيد من التفاعل و بما يؤكد حقيقة فشل الدولة العراقية، و لكن ملف اللاجئين العراقيين قد تجاوز حدود الفضيحة بكثير و أضحى غاية الحلم العراقي أن يكون لاجئا و لو في بنغلاديش! أو بوركينا فاسو ؟ ولن نتكلم عن الدول المجاورة كسوريا و الأردن و الإمارات و إيران و حتى مصر التي بلغ التوافد عليها حدودا قياسية و هو الأمر الذي حرك السلطات الأميركية للتحرك على دول الجوار العراقي من أجل إيجاد حل لأزمة مستعصية ساهمت جميع الأطراف في إستفحالها! و أعتقد أن مسألة إستيعاب أكثر من عشرين مليون عراقي (وهم الراغبون في ترك العراق) على أقل تقدير مسألة غير معقولة و لا يمكن إيجاد الحلول الناجعة لها في الإقليم المجاور ؟ لذلك أعتقد و ليس من باب المزحة بأن نظرية المرحوم عبد الحليم حافظ و القائلة بأن (اللي شبكنا يخلصنا)!! هي الناجحة لتجاوز الأزمة ؟؟ و للتوضيح أكثر فإنني أقترح و كحل مؤقت نظريا أن تقوم الولايات المتحدة بنقل و إسكان الشعوب العراقية في أراضيها التي تستوعب ملايين كثيرة و أن تضع الأكراد مثلا في الولايات الشمالية!! و أن تأخذ أهل الجنوب و تسكنهم في الولايات الجنوبية و على الحدود مع المكسيك من أجل إشباع هواية أهل التهريب خصوصا و أن ميليشيات حزبي الفضيلة و التيار الصدري ستكون ضمن جموع المنقولين!! و هؤلاء لا يحبون الحياة الخالية من التهريب و مشتقاته أما من يبقى في العراق فسيكون مكشوف من الناحية العسكرية و لن يستطيع التخفي وسط المواطنين الذين ستقل أعدادهم و بذلك يمكن السيطرة الحكومية على الموقف!! و الخوف من النتائج السلبية لتلك الخطة هي إحتمال أن تكون الحكومة العراقية في طليعة قوافل المرحلين للولايات المتحدة للتخلص من وجع الرأس و من صواريخ الهاون و أحزمة النسف و بقية الأدوات الإرهابية!! أما نفط العراق فله رب يحميه!! و يمكن الصرف من عوائده على المقيمين العراقيين هناك!! و بهذا الحل السحري يمكن تجنيب الشعب العراقي ويلات الحرب على الإرهاب و توابعه...! قد يكون الحل السالف الذكر ميتافيزيقيا!! و لا غرابة في ذلك لأن كل شيء في العراق اليوم قائم على الهلوسة و الحلول الغيبية و الميتافيزيقية.... فما رأيكم .. دام فضلكم ؟.

[email protected]