... لكنها انتصرت بالابتسام..!!
مسامير جاسم المطير 1300
أمواج الخليج العربي اهتمت نهار أمس شديد الاهتمام بما حملته حكومة الكويت الجديدة لكوكبيين نسائيين في التشكيلية الوزارية الجديدة أسعدت الديمقراطيين العرب كلهم بما لملمته هذه الخطوة من رحاب خضراء توقد فيها أملا بالاعتراف بقدرة المرأة الكويتية وكفاءتها في زمن الخريف العربي الذي تحرم فيه المرأة من حقوقها الإنسانية. أفرغت الحكومة حمولتها الثقيلة على شاطئ مجلس النواب لأداء مراسيم القسم بالإخلاص للوطن.
وقفت وزيرة التعليم العالي الجديدة واسمها نورية الصبيح وهي ليبرالية لا تنتمي لأي تكتل لتأدية القسم تعلو على وجهها الجميل ابتسامة الثقة العالية بالنفس وببذور الديمقراطية التي تريد أن تطأ بإقدامها بلاد الكويت الصغيرة الغنية.
لكن في الحال وقف قبالتها احد النواب واسمه (ضيف الله بورمية) تعلو وجهه غضبة يتصورها إسلامية المعنى والجذورــ وما هي كذلك ــ وقف قبالة الوزيرة كأنه ( وكيل الله ) طالبا من الوزيرة أن تضع الحجاب على رأسها قبل أداء القسم مجذفا بقارب ادعاءاته نحو جذور شجرة مجوفة متخيلا أن الحجاب واجب إسلامي وهو علامة الفضيلة ولابد أن يرفرف على شعر رأس الوزيرة نورية الصبيح قسرا موقنا انه بذلك يؤدي مقام المولى العظيم. ثم أثار هذا الطلب القشري تأييدا سريعا من عدد آخر من أعضاء البرلمان الكويتي من الكتلة الإسلامية التي بدا واضحا من كلامهم أنهم لم يحظوا من الإسلام بغير قشوره.
لم تشعر نورية الصبيح بالحيرة لكنها شعرت بالغبن، صدر من فمها صوت الرفض القويم لأفكار ضيف الله تهمي كأنها من افكار سماء الله، رفضت إرجاع الساعة إلى وراء.
أكدت حضور المرأة الكويتية وحقيقتها المتطلعة إلى الحرية ورفضت كل أشكال الضغط والقسر لان القسم َ باسم الله من حقها وحدها.
ثم حدث هرج ومرج داخل البرلمان فتدخل رئيس البرلمان جاسم الخرافي ليوقفه بمقدرة وقناعة . بعد الهرج والمرج الذي افتعله النائب ( ضيف الله بورمية ) أدت وزيرة التربية والتعليم العالي نورية الصبيح القسم الدستوري في جلسة مجلس الأمة أمس بهدوء وثقة بحيث تبددت محاولات النائب السيد ضيف الله بورمية الذي آثر ألا تمر هذه اللحظة من دون تسجيل موقف قد يفيده انتخابيا في المستقبل.
ما تعودتُ يوما، أيها السيدات والسادة القراء الأعزاء، أن امتدح وزيرا أو مسئولا بل تعودتُ أن أهجو كل خطأ حكومي، لكنني وجدت نفسي انحني أمام شجاعة هذه المرأة الليبرالية التي ستواصل غنائها من اجل حقوق المرأة وهي تمسك بمقبض ورتاج وزارة التربية الكويتية.
تحية إلى نورية الصبيح،
تحية إلى كل زهرة تنمو وتنتشر في الصحراء الكويتية لتكون كزهور كاراكاس وأورجواي ولاهاي وجنيف لأن المرأة هي المرأة خلقها الله في كل مكان، ولأن سفينة الحرية والديمقراطية هي ذاتها في كل البحار بناها عقل الإنسان بمواصفات متحدة،
تحية، بالمناسبة، إلى حاملات شعلة الحرية النسوية العربية : إلى المغربية فاطمة المرنيسي، والمصرية نوال السعداوي، والتونسية رجاء بن سلامة، والعراقية ميسون الدملوجي، والى كل امرأة ليبرالية تحرك الليل النسوي المظلم وأصواته الصارخة بوجوه الذكورية الفزعة من حرية المرأة وحقوقها العادلة.
بصرة لاهاي في
التعليقات