مسامير جاسم المطير 1301

ربما يسألني سائل ماذا إذاً في وزارة الثقافة إذا لم تكن فيها ثقافة..؟ هذا سؤال شرعي ومشروع ولا بد من الإجابة عليه فورا..! والعياذ بالله من فتاوى فقهية quot; ثقافية quot; أو quot; إسلامية quot; قد تأتي وقد لا تأتي من وزارة صار فيها جامع للصلاة ..!
قبل ذلك أقول أن الكتابة عن quot; نهارات quot; وزارة الثقافة يحتاج إلى quot; إلف ليلة وليلة quot; . صحيح أن وزارة الثقافة هي بمثابة quot; فاكهة الوطن quot; كما يشاع في ارض بابل والرافدين لكن لا تنسوا أن الفاكهة فيها بذور وقشور وأشواك أيضا..!
فأولا : تحولت الوزارة إلى quot; معسكر quot; للتباهي بأحدث أنواع المسدسات والكلاشنكوفات لحمايتها من المافيات والميليشيات الخارجية والداخلية، بعد أن استحالت جميع الأوراق البيضاء الموجودة في مكاتبها إلى أوراق سود كالفحم..! لأن أعدادا هائلة من quot; البعوض الأسود quot; قد ترك وساخته عليها إذ كل قائد حزبي وغير حزبي بداخلها مشغول بتلميع سلاح الحماية والرعاية..!!
ثانيا : إن المثقفين الطيبين العاملين في وزارة الثقافة لا يستطيعون أن يوجهوا نقدا لتقصير وأخطاء هذه الوزارة وإذا ما فعل أي مثقف فأنه قد يتعرض للتصفية من قبل ميليشيا السيد X أو من قبل أية ميليشيا أخرى لذلك فلا تجد الآن في quot; زمن الديمقراطية العراقية quot; أي نقد يوجه لخطة الوزارة لأن أكثرية الموظفين يعيشون في وضع لا يؤهلهم لغير القول: ( إن كل ما يفعله الوزير هو الجميل وهو الخطير )..!!
ثالثا: لقد صار طعم كعكة وزارة الثقافة لذيذا حتى أن مستشاريها ــ لا استثني أحداً ــ لم يعودوا يشعرون بسوء الهضم ..! النقد الوحيد الذي وجه إلى الوزارة من رجل مسئول من غير quot; طبقة quot; المثقفين.. هو من النائب خلف العليان ــ ربما لأنه يملك حصانة برلمانية ــ حين وصف الوزارة بـquot; التافهة quot; وهو يخاف أو لا يخاف من نتائج هذا التصريح.. لا ادري.. فالله هو العليم بكل شيء..!
رابعا: تحول ديوان الوزارة إلى quot; مركز تسفيرات quot; لموظفيها الكبار من والى مختلف أنحاء العالم.. فسفرات مولانا وسيدنا الوزير كثيرة وسفرات معاونيه ومستشاريه متكررة وكثيرة أيضاً..! صاروا يتسلقون سلالم الطائرات ليلا ونهارا في عمّان ومكسيكو سيتي وبوسطن وبروكسل وعُمان وهم لا يحملون في حقائبهم خلال ايفاداتهم أية رسالة ثقافية ولا مشاريع فنية وكأنهم لا يمثلون ثقافة العراق بل جهله أو تجهيله.. وعندما يعودون من هذه الأيفادات فأنهم لا يملكون شيئا من الثقافة سوى التشديد على دوام الموظفين والموظفات وإلغاء الندوات والتضييق على كل النشاطات..!
خامسا : لا ادري لماذا توقفت إنتاجية ( دار الشئون الثقافية ) وهي تضم كفاءة ثقافية عالية وعمال طباعة مجربين كانوا في مقدمة الركب الطباعي وقد كانت مطابع الدار من اكبر مطابع الشرقين الأدنى والأعلى ذات يوم.. فهل زحفت quot; أرضة quot; النمل الأبيض على أعمدة وأوتاد هذه المطابع تنخر فيها لتصبح عاجزة كما هو حال العواجيز في ديوان الوزارة.. ؟ هل أصبحت لا تستطيع أن تنتج كتابا أو رواية أو مسرحية أو ديوان شعر..؟ هل أصبحت هي أيضا بحاجة إلى إخراجها من الخدمة وإحالتها إلى التقاعد حيث لا توجد أية خطة لدى الوزارة لتجديدها..!
سادسا: كبار رجال وزارة الثقافة ــ عليها الصلاة والسلام ــ يربضون على كراسيهم الفضية بالوزارة في انتظار أن تتطور الفنون السينمائية والمسرحية والتشكيلية لوحدها وان تصبح الثقافة العراقية بيد معاهد التعليم الإسلامية لأن العراق يعيش الآن في عصر ثقافي قائم على جماجم القرابين البشرية في شوارع بغداد بينما القادة الثقافيون بالوزارة لا يخبزون خبزها ولا يطحنون طحينها لأنهم منشغلون باستكمال أوراق أحالتهم على التقاعد لتجنب صواريخ الإرهابيين الذين أرسلوا رسالتهم التهديدية للثقافة والمثقفين حين فجروا المتنبي وشارعه بينما أصحابنا قادة الوزارة يلهثون وراء أهدافهم الشخصية ــ لديّ معلومات عن ثلاثة قادة ــ بإنجاز معاملات تقاعدهم لضمان رواتبهم في المستقبل سواء كانوا قد قرروا أن يعيشوا داخل العراق أو خارجه ليظل الموظفون الصغار أسرى المتاعب الهائلة وآلام الثقافة التي لا تحتمل..!
سابعا : جاء في جريدة البينة العراقية ما يلي: يبدو أن المسئولين في وزارة الثقافة يمارسون صنفا جديدا من صنوف الإرهاب حيث يتصدون من خلال مواقعهم الرسمية إلى تعطيل كل قرارات حكومة السيد المالكي حول عودة المفصولين السياسيين التي تتضمن شكلا من أشكال الإنصاف للذين وقع عليهم ظلم الطاغية المقبور صدام وزبانيته..!!
المقالة طويلة لكن هل يوجد حر في قيادة الوزارة تكفيه الإشارة..؟

مسمار الكلام:
بعض الأطباء الفاشلين يكشفون على المريض ويقرؤون تحاليل الدم ويعرفون نقص وظائف الغدد لكنهم يقولون: هذا المريض ليس مريضا.. انه تعبان..!!

بصرة لاهاي