في (البصرة) ثغر العراق المتهدم ومأساته المعاصرة والغابرة تدور رحى مؤامرات غريبة وعجيبة لا ينقطع مداها، ولا تنقطع سبل وطرق أساليبها من خلال وقوع البصرة بالكامل تحت نفوذ وهيمنة العصابات الطائفية والدينية التي تتخفى تحت راية الديمقراطية والحزبية وكما هو معلوم وواضح للجميع حتى للمبصرين بأن مرجعيات تلكم العصابات هي مرجعيات إيرانية محضة مرتبطة بالمخابرات (إطلاعات) أو بجهاز مخابرات الحرس الثوري الإيراني الذي بات اليوم هو الجهاز المتخصص والفاعل في شؤون العراق والخليج العربي وهي مهمته التاريخية التي تركت مؤثراتها في العديد من الأحداث الدموية في السعودية أو البحرين أو الكويت وجميع هذه الدول وغيرها تعج بخلايا إيرانية نائمة تنتظر الفرصة المناسبة للتحرك وتصفية العديد من ملفات الحساب المؤجلة مع دول المنطقة!.
البصرة اليوم وبعد الفشل الواضح في عملية إعادة البناء و تحول الوضع السياسي فيها لعملية سلب و نهب شاملة تتسابق من أجلها الأحزاب الدينية و الطائفية التي تسلطت على عباد الله بسبب أوهام النزعة الطائفية و حالة الإحباط من الأوضاع السابقة و الحروب العبثية التي دمرت البصرة فهي كانت المسرح الدموي الرئيس للحرب البعثية ضد إيران (قادسية صدام) وحيث تركت مدافع آيات الله الثقيلة و صواريخهم الموجهة آثارها (الرسالية) على جميع البنى التحتية المتهدمة أصلا و التي لم تكن تلق أي إهتمام من النظام البائد بسبب نظرة رئيس ذلك النظام السلبية لأهل البصرة و التي تعتبرهم حسب وصفه اللفظي المباشر : { تمر خايس }!! أي تمر متعفن!!، ومن يقارن طبيعة البناء في البصرة بجوارها الخليجي يلاحظ المأساة الفظيعة!!، كما كانت البصرة أيضا مسرحا تعبويا مهما لجريمة غزو الكويت بإعتبارها القاعدة العسكرية المتقدمة التي كانت تغذي قوات الإحتلال كما عانى أهلها أشد المعاناة من هزيمة (أم المعارك) ومن نتائج وآثار الإنتفاضة الشعبية التي أعقبت تلك الهزيمة و التي حولت البصرة لمقلب زبالة كبير و لم تتخلص من تلك الحالة رغم مرور أربعة أعوام على التخلص من قبضة النظام البائد وكانت أعوام حافلة باليأس و الإحباط ول تثمر سوى عن نمو الجماعات الطفيلية الطائفية و نكوص أهل الرأي الحر من الكفاءات العراقية و البصرية المستقلة و الحرة و الحريصة على مصلحة البلد و المتسامية فوق الصراع الطائفي و الخلاف الفقهي و الذي لا يعبر إلا عن حالة تخلف إجتماعي مريضة تأبى إلا أن تبقى شاهدا من شواهد تخلف العرب و المسلمين التاريخي و الموروث، و يبدو أن طريق الدين و الطائفة و إستغلالهما من قبل أهل (الفذلكة الدينية) و الطائفية هي أقصر الطرق لخداع الناس و الوصول للهدف وهي لعبة فهمتها الجماهير البصرية جيدا و لكن بعد أن لات وقت مندم كما يقول المثل العربي الشهير و الملاحظ أن جميع الأحزاب الدينية و الطائفية في البصرة و غيرها خرجت أساسا من تحت عباءة حزب البعث البائد فقيادات الحزب الأقوى في البصرة وهو (حزب الفضيلة) هي قيادات بعثية معروفة مارست التطبيل و التزمير و النفاق للحزب البائد و لصدام شخصيا في كتب و مقالات معروفة و مؤرشفة!! و العديد من قيادات الفضيلة التي ينتمي لها محافظ البصرة و غالبية أعضاء مجلس المحافظة كانوا مجرد وكلاء أمن في مخابرات النظام المقبور!! و نفس الحال ينطبق على قيادات التيار الصدري وهي قيادات تافهة تمارس الأعمال الإجرامية تحت عباءة شعارات الطائفة قبل أن تحولها (نعمة الإحتلال البريطاني) لوزراء و نواب و لصوص من نمط راقي و خاص باتوا فوق القانون و المساءلة و أضحوا يمارسون جرائم هيمنة تفوقت حتى على أساليب العصابات البعثية!! و لم لا.. فهؤلاء مدربون جيدا منذ أيام عملهم في صفوف البعث البائد؟ و يمتلكون الحرفية الكاملة في هذا المجال، أما اليوم فيبدو أن الصراع بين القوى الطائفية قد إنتقل للسطح و للعلنية و للشوارع مباشرة بعد القرار الإيراني السري بتصعيد المواجهة مع دول التحالف في العراق كجزء من حالة الدفاع الستراتيجي المعروفة من خلال تحريك عملائها في البصرة و ما أكثرهم و أشد بأسهم من أجل نشر الفوضى المطلقة و خلق أوضاع داخلية مضطربة تحقق أهداف أسيادهم في إيران وهو بالضبط ما كشفه بيان و منشور أصدرته الكفاءات المستقلة في البصرة حدد بالأسماء و المعلومات طبيعة المعركة الفوضوية القادمة و سعي غلمان الولي الإيراني الفقيه لنشر التخريب من خلال تطبيق خطة للسيطرة و التحرك تبعد منافسيهم في النهب (حزب الفضيلة) و تسلم السلطة في المدينة بالكامل لعصاباتهم التي تحركها الخيوط الإيرانية في الأهواز المجاورة.. وهي خطة تخريبية مشتركة بين ما يسمى تنظيم (ثأر الله) الطائفي الإرهابي بقيادة يوسف الموسوي و تنظيم المجلس الأعلى للثورة الإيرانية في العراق (جماعة بدر) و من خلال إستغلال صلاة الجمعة و تأثيرات بعض خطباء المنابر الطائفية من المرتبطين بالمشروع السري الإيراني لإختراق السلم الأهلي و القيام بسلسلة طويلة من أعمال النهب و السرقة و حرق السيارات و إطلاق النار على المواطنين و السطو على المصارف و البنوك خصوصا و أن جهاز الشرطة فاسد و مخترق بالكامل من الميليشيات و العصابات الإيرانية حسب التقويم العلني الذي أعلنه في وقت سابق محافظ البصرة (محمد مصبح الوائلي) و الذي تهدف الجماعات المنافسة لتصفيته و مشهورة عبارة زعيم عصابة (ثأر الله) التهديدية و التي توعد فيها بذبح المحافظ ب (تنكة مزنجرة) أي قطعة قصدير متأكسدة!! من هنا تتبين طبيعة النفوس الإجرامية و الفاشية التي تقود العمل الديني و الطائفي في المحافظة!!... العصابات الطائفية المدعومة إيرانيا تستعد لحرق البصرة و نهبها و تدمير بقاياها، و الحكومة المركزية في بغداد عاجزة عن الفعل المباح و لا تتمكن من فرض كلمتها و لا رأيها فيما السيد نوري المالكي مشغول بسفرياته الخارجية و بتصريحاته العنترية بينما عمائم الفتنة و ثعابين الإرهاب الطائفي تعمل حثيثا لحرق بصرة الخليل و سيبويه و السياب، بصرة الحضارة و العطاء الحضاري، بصرة الخراب و البؤس الطائفي المريض المتسلط بقوة السلاح الإيراني و نكوص قوى الحرية... فهل سنرى خطة حقيقية لفرض القانون في البصرة الذبيحة من خلال طرد عصابات القتل و الموت الطائفية.. أم أننا سنرى قريبا البصرة وهي تحترق بينما نيرون الصدر و الموسوي و الفضيلة و الرذيلة و بدر تتفرج على أطلالها!!... لقد طاب الموت ياأبناء البصرة الأحرار و أنتم تواجهون قراصنة العصر الطائفي المريض بكل شجاعة.

[email protected]