يبدو أن المتأسلمين أخذوا على عاتقهم مسئولية إشعال نيران الفتنة الطائفية كلما خمدت.وقد تكون ضحيتها مصر، وسيكون الخاسر فيها المسلمون قبل المسيحيون، فمسلسل الاعتداء على الأقباط ، لا يريد له المتأسلمون أن ينتهي، فالإعتداءات متواصلة دونما سبب، فكل ما يسعي إليه أقباط مصر، هو أن ينالوا حقوقهم الدينية والمدنية، ويعاملوا كمواطنين في بلدهم، لا كأهل ذمة، وأن يتساووا في جميع المناصب مع أخوتهم المسلمين، وهذه الحقوق كفلتها لهم جميع المواثيق الدولية، التي وقعت عليها مصر.
وآخر اعتداء حدث يوم الجمعة الماضي الموافق 11/4/2007، في قرية quot;بهماquot; التابعة لمركز quot;العياطquot; في محافظة الجيزة، إثر تسرب إشاعة عن نيه المسيحيين في توسيع كنيسة، لهم، فتجمع حوالي ما يقرب من 500 متأسلماً، وقاموا بالهجوم على الأقباط المسالمين في ديارهم ومحالهم التجارية، مهللين ومكبرين، سعداء بالفتح الجديد quot;والغزوةquot; المباركة التي تم فيها حرق حوالي 27 منزلاً ومتجراً لأخوتنا المسيحيين، وكذلك تم سلب ونهب ما وجدوه من أموال أو ذهب، ولما لا وشيوخ الإرهاب يفتون لهم بأن أموالهم غنيمة ، وأحمد الله أنهم لم يأخذوا نسائهم سبابا بعد غزوتهم البشعة، كما أسفر الحادث عن جرح وإصابة عدد كبير من المسيحيين .

لماذا يوم الجمعة؟؟!!
كنت في أحد المؤتمرات في مدينة زيورخ، وفي حديث جانبي مع إحدي الصحفيات القبطيات، سألتني: نحن في مصر نخاف على أرواحنا وأموالنا كل يوم جمعة، لماذا؟ فقلت لها:تعرفين أن جرثومة التأسلم الآن منتشرة في مصر، في إعلامنا وتعليمنا وخطب الجمعة، واستطاع المتأسلمون تحويل خطبة يوم الجمعة من درس ديني أخلاقي يسمو بروح الإنسان لخالقه، وتجعله أكثر تسامحاً ورقياً مع أخيه الإنسان، إلى درس في الكراهية والحقد على الآخر، وتكفيره،والدعوة للحرب على quot;أولاد القردة والخنازيرquot; اليهود والنصارى، من أجل ذلك يخرج المسلم من الجامع وهو عبارة عن قنبلة موقوته تنفجر في أول مسيحي يلقاه في الطريق، وهذا سر خطورة يوم الجمعة، ولا أعرف لماذا لم نري مسيحياً واحداً خرج من الكنيسة يوم الأحد، وأحرق بيت مسلم، أو اعتدي على مسلم وقتله؟ ولماذا كل من يرتكب جرائم القتل والحرق ضد أخوتنا في الله والوطن الأقباط، يكون دائماً مختل عقلياً، لقد استطاع المتأسمون توظيف الدين لأغراضهم السياسية، وأذكر في حواري مع مؤرخ مصر الحديثة، د. رفعت السعيد أن قال لي:quot;إن الإخوان المسلمين يعتبرون الأقباط quot;الحيطه المايلةquot; بمعي أنه عندما تضغط الحكومة على الإخوان وتقبض على بعضهم، يقوم أحد اتباعهم بالإعتداء على كنيسة أو على المسيحيين لتحريك الرأي العالمي لترفع الحكومة الضغط على الإخوان المسلمينquot; إذن الأقباط ورقة ضغط في يد الإخوان المتأسلمين للضغط بها على الحكومة للإفراج عن جماعتهم.

هل كان هناك تدبير لهذا الحادث؟
طبعاً الأمن المصري غائب دائماً في مثل هذه الحوادث، وإن حضر يحضر بعد خراب مالطه، وبعد أن يكون المتأسلمون قد انفردوا بالمسيحيين وشبعوا فيهم ضرباً وسلباً ونهباً، وعندما يأتي يكون كل شيء قد انتهي، وأذكر أنه في حادثة محرم بك، وأنا في الإسكندرية، حكي لي أحد المسلمين ولا يعرف انني كاتب، أن رجل الأمن الموكل بحماية الكنيسة، قال للمعتدين، اذهبوا واهجموا من الباب الخلفي وأنا هنا لن أتدخل، الأمن نفسه متخونج،هذا لا يعني أنه منخرط في الإخوان المسلمين، بل تكّون فكره المتطرف في مدارس الدولة التي يسيطرون عليها، وفي الإعلام الذي يبثون عبره سموم الفتنة الطائفية. أطالب كل من رئيس الجمهورية السيد حسني مبارك، وكذلك رئيس الجكومة، ووزير الداخلية بتطبيق اتفاقية حماية الأقليات، التي وقعت عليها مصر، والتي تنص على حماية حياة وحريات وأمن وأموال ومعابد الأقليات، وأطالب الأقباط في الداخل والخارج أن يطالبوا بتدخل مجلس الأمن لفرض تطبيق اتفاقية حماية الأقليات. نعم يوجد تواطؤ إجرامي بين المتأسلمين والعناصر الفاسدة في الأمن لإشعال الفتنة الطائفية ، والدليل على ذلك المنشورات التي تم توزيعها على الجوامع والمصلين.
أيها المتأسلمون مصر بلد عنصري الأمة،الأقباط والمسلمين، لماذا سمحنا لأنفسنا ببناء الجوامع وقتما نشاء أينما نشاء؟ ولماذا نحرم المسحيين من أبسط حق لهم، وهو حقهم في ممارسة عبادتهم في أمن وسلام؟ الدين يا سادة عبارة عن علاقة بين العبد وربه، دور الدين هو الرقي الروحي بالإنسان وغرس قيم العفو والتسامح والرحمة مع أخيه الإنسان، بغض النظر عن عرقه ودينه، فأي دين هذا الذي يطلب من تابعية أن يخرجوا من صلاتهم لقتل وضرب وحرق الآخر المغاير،لنترك مشاكل السماء لرب السماء، ولنضع اليد في اليد لنحل مشاكل الأرض التي نعيش عليها سوياً، فعندنا مشكلة الأمية، والبطالة،وقنبلة الانفجار السكاني ، وتأسيس الديمقراطية، والعلمانية، وحقوق المواطنة، ومساواة المرأة بالرجل في الحقوق والواجبات، والمسلم مع غير المسلم، هذه هي مشاكلنا الأرضية التي يجب أن نتعاون سوياً على حلها ، هناك مشكلة حقيقية لإضطهاد للأقباط في مصر، ويجب حلها حلاً جزرياً، على الحكومة المصرية أن تطهر الأمن من ضحايا تعليم وإعلام المتأسلمين، وعلى الأزهر أن يعدل ويحدث خطاب أئمته المهووسين بكراهية وتكفير الآخر، يجب أن تعود روح ثورة 1919 ثانية، حيث لا فرق بين مسلم وقبطي إلا بالعمل الصالح، ولن تكونوا أيها الأخوة الأقباط في ذمة المسلمين،كما يدعي المتأسمون، بل سنكون جميعاً في ذمة القانون، وسيكون شعارنا الدائم هو شعار ابن مصر البار الأزهري المستنير سعد زغلولquot;الدين لله والوطن للجميعquot;.

لماذا غابت فتاوي فقهاء الإرهاب؟؟!!
أفتت الدولية الإسلامية بقيادة الشيخ يوسف القرضاوي وراشد الغنوشي وفهمي هويدي وباقي عصابة فقهاء الإرهاب بقتل النساء والأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم في إسرائيل، لكنهم صمتوا صمت القبور عن قتل المتأسلمين في المغرب والجزائر للمدنيين المسلمين، وكذلك على الإعتداء على إخوتنا الأقباط، وكما نقول في مصر quot;السكوت علامة الرضىquot; أي انها فتوى صامتة من فقهاء الإرهاب للمتأسلمين بجواز قتل المسلمين الأبرياء، والمسيحيين المسالمين، طالما أن القتلة متأسلمين مثلهم!!!!.
لقد سقطت ورقة التوت ، وافتضحتم يا أئمة الإرهاب والضلال والقتل والتقتيل.
[email protected]