وأنا أشاهد العالم من خلال رحلة فضائية عبر خدمة (غوغل ايرث )، وأشاهد العالم كله ككرة واحدة رسمت على سطحها البحار والمحيطات والأراضي، وكيف أنتقل بالتدريج من مشاهدة الكرة الأرضية كاملة ثم أقترب أكثر فأشاهد السعودية ثم الرياض ثم الحي الذي أسكن فيه حتى أقترب شيئا فشيئا من سطح بيتي، أدرك كم هو فعلا عالم صغير وواحد، كرة أرضية واحدة بين ملايين الأجرام السماوية، يعيش فيها بشر متشابهون لكنهم يصرون على الصراع والحروب.
أن ترى العالم بعيني رائد فضاء ومن الأعلى تدرك حماقة أن يكون التنافس في الأرض على السيطرة ونهب الثروات والتسابق في تطوير أسلحة نووية تفجر هذه الكرة الصغيرة بدلا من زراعتها وعمارتها و(تدليلها )كما يريد لها الخالق.
في مناهجنا السعودية دائما ننمي الانتماء الاسلامي، بينما تقدم بعض الدول العربية المجاورة الانتماء العربي، في حين يعيش الكثير من سكان الولايات المتحدة في عزلة تامة ولا يعرفون شيئا عما يحدث خارج قارتهم الا بحدود ما يريد لهم اعلامهم. العالم أصغر بكثير من تقسيمه أيديولوجيا أو قوميا ولوسعينا جميعا الى وحدة انسانية قبل أي انتماءات أخرى لتغير حال هذه الكرة الأرضية البائسة..

سينما بلا سينما
يستغرب البعض الحديث عن سينما سعودية رغم عدم وجود دور سينما في السعودية، لكن من قال أن دور السينما شرط أساسي لوجود سينما؟ في حديث مع المخرجة السعودية المتألقة هيفاء المنصور سألها الاعلامي زاهي وهبي: من الذي يمول أفلامك؟ فأجابت: أن فيلم quot;نساء بلا ظل quot;الذي حصد جوائز عالمية لم يكلفها سوى مئة وخمسين دولارا فقط، وأن كل عدتها كاميرا ولاب توب، وأنها لا تدخل الى المهرجانات بامكاناتها التقنية بل بفكرها وأسلوب طرحها للمواضيع.
قد لا يكون في السعودية دور سينما، لكنني متأكدة لو تم احصاء متوسط التلفزيونات والأطباق اللاقطة ومشغلات( الدي في دي) الموجودة في المنازل ومقارنتها ببقية الدول ، ستحتل السعودية المركز الأول، وهنا أتذكر مقولة الكاتب تركي الحمد في احدى رواياته: quot;في الرياض كل شيء ممنوع وكل شيء موجود أكثر من أي مكان آخر quot;.
العالم تطور اليوم وأدوات الاعلام التي كانت حكرا على المختصين أصبحت موجودة اليوم في يد أي طفل، وأتذكر قبل فترة انتشرت صورة التقطتها امرأة في احدى مستشفيات الرياض بكاميرا جوالهاوكانت لقطة تظهر الوضع المزري للأطفال الرضع والمحشورين في أسرة ضيقة في تلك المستشفى وقامت بنشر الصورة في احد المنتديات المشهورة محققة بذلك أكبر (خبطة) صحفية.
الفرد اليوم بارادته يستطيع أن يغير الكثير ويحقق الكثير في مجال الاعلام وكانت محقة احدى المجلات الغربية عندما نشرت على غلافها شخصية العام على شكل (مرآة صقيلة )ليشاهد فيها القارئ نفسه، فالفرد اليوم هو البطل اذا عرف كيف يفرض نفسه ويستغل الامكانات المتاحة أمامه.

سؤال للمرة المليون
عندما أشاهد حال الفلسطينيين والدماء التي وصلت الى الركب، والتلاسن المخجل في مجلس الأمة الكويتي، ووضع (الديمقراطية) في لبنان والعراق أتساءل: هل نحن (موكفو )ديمقراطية؟

[email protected]