تعرض أقباط قرية quot;الروضةquot; مركز طامية بالفيوم، التي تبعد عن جنوب غرب القاهرة بـ90 كم،إلى اعتداءات يوم الأحد الماضي 15/7/2007 تسببت في هدم جدار الكنيسة التي كانوا بصدد بناءه، على الرغم من حصولهم على التصاريح اللازمة لبناءه من الجهات المختصة، إلا أن المتأسلمون أبوا إلا أن يهدموا جدار الكنيسة التي بدونه تتحول إلى مقلب زبالة، وهجموا على بعض منازل الأقباط كعادتهم مهللين quot;الله أكبر... الله أكبرquot; وكأنهم في غزوة جديدة ولا يعرفون أنهم يؤذون أخوة لهم في الله والوطن، وكما هو متوقع، وصل الأمن المتخونج المتواطئ مع المتأسلمين متأخراً أو على الأرجح هو quot;شاهد ما شافشي حاجهquot; حتى ينهي المتأسلمون مهمتهم في أمن وسلام، وبعدها يساوون الضحية بالجلاد، ويطلقون المجرمين أحراراً،كما حدث في مذبحة الكشح، ينفذون جرائم أخرى تسيء لديننا ولمصرنا الحبيبة التي وقعت على الاتفاقية الدولية لحماية الأقليات.
بما إننا نتعامل مع قضايانا الحساسة والساخنة بمنطق النعامة، التي تدفن رأسها في الرمال عندما تستشعر الخطر،أو نتعامل معها بطريقة المهدئات والمسكنات التي توهم صاحبها أنه شفي من مرضه العضال، فيعود المرض بشدة ليفتك به بصورة أخطر، فملف الأقباط من الملفات التي يؤجل النظام المصري فتحها إلى متى لا أعلم، ونتيجه عدم حسم هذه القضية سيظل الأقباط يتعرضون لهذا الظلم وهذا الإضطهاد مادامت الحكومة لا تري ولا تسمع ولا تتكلم، ومللنا من جلسات الصلح التي تتم بضغط من وزير الدالخية على المجني عليه، وتقبيل الرؤوس واللحى، والنار مشتعلة تحت الرماد، وهنا أسأل المتأسلمين سؤالين:
1- هل الأقباط مصريون؟
2- هل الأقباط مواطنون أم رعايا؟
وإذا كانت الإجابة المنطقية والتي يقبلها كل ذي عقل سليم على السؤالين هي quot;نعمquot; فيجب علينا عمل التالي حتى لا تتكرر حوادث الإعتداء على الأقباط:
1- إصدار قانون موحد للعبادة لكل المصريين، أم أن الله quot;غفور رحيمquot; لنا، quot;منتقم جبارquot; منهم؟!. إما أن نسمح لهم ببناء كنائس كما سمحنا لأنفسنا ببناء المساجد أم نضع شروطاً مشددة لبناء دور العبادة لكل المصريين، فقد علموني في الجيش quot;أن المساواة في الظلم عدلquot;.
2-إلغاء المادة الثانية من الدستور، التي تنص على quot;أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريعquot;لتكون مصر لكل المصريين وليست للمتأسلمين فقط.
3- إلغاء خانة quot;الديانةquot; من بطاقة إثبات الهوية، فكلنا مصريون، وكلنا مواطنون، ولا فرق بين مسلم وقبطي إلا بالعمل الصالح، حيث الكفاءة هي المعيار الذي يتم على أساسة اختيار الأفراد، وليس على أساس الدين، فالدين لله والوطن للجميع، كما قال الأزهري سعد زغلول مؤسس العلمانية الإسلامية الرشيدة.
4- ضرورة إلغاء الخط الهيمايوني، فإذا كان الرئيس أنور السادات قد حطم خط بارليف، فأطلب من الرئيس حسني مبارك أن يحطم هذا الخط الذي يسيء إلى موطنينا الأقباط وسمعة مصر، هذا الخط الذي أكل عليه الزمان وشرب وأصبح غير مناسب لروح عصرنا، عصر حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحماية الأقليات، وحرية العبادة...
بدون أخذ هذه الأربع نقاط بعين الإعتبار فستتكرر حوادث الإعتداء على الأقباط دائماً وأبداً، وأذكر المتأسلمين بما قاله المبعوث رحمة للعالمين في الأقباط لأخرس أفواههم وأثبت لهم أن ما يفعلونه ليس من الإسلام في شيء، وأن الإسلام والرسول برئ منهم ومن أفعالهم،يذكر مؤرخ مصر الحديثه د. رفعت السعيد في كتابه quot;الإرهاب إسلام أم تأسلم صـ160quot; ما قاله الرسول لإرساء التساوي بين المسلمين والمسيحيين، في عهده الذي كتبه لرهبان دير سانت كاترين فنقرأ: quot;هذا كتاب محمد بن عبد الله... كتبه عهداً في ذمة من هم على دينه، لأولئك القوم الذين هم على دين النصرانية في مشارق الأرض ومغاربها، بعيدهم وقريبهم، مجهولهم ومعلومهم. هذا كتاب ما عهد إليهم فمن خالف هذا العهد يكون مخالفاً ومفسداً لعهد الله وميثاقه ومستحقاً للعنته... فمتى كان راهب أو سائح مجتمع في جبل أو واد أو مغارة أو معمور أو سهل أو كنيسة أو معبد فنحن من ورائهم وهم في ذمتنا، إني لأذب عنهم بنفسي وأعواني وأنصاري هم وأموالهم ومعابدهم، إذ أنهم من رعيتي وأهل ذمتي ... فإني أحفظ ذمتهم في البر والبحر والمشرق والمغرب والشمال والجنوب وأينما كانوا، وهم في ذمتي وميثاق أماني من جميع ما يكرهون quot;؛وأيضاً quot; وإذا تزوجت إمرأة نصرانية بمسلم فلا يكون ذلك إلا برضاء تلك المرأة ولا تمنع من الذهاب إلى كنيستها لأجل الصلاة، وتحترم كنائسهم ولا يمنعون من تعميرها، ولا من ترميم أديرتهم quot;(الوصية النبوية المشرفة، محفوظة في دير سانت كاترين). هذا ما قاله رسولنا الكريم في المسيحيين، فماذا قال قرآننا الكريم فيهم؟ quot;ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وإنهم لا يستكبرونquot;(المائدة 82)، وقال أيضاًquot; ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهمquot; (العنكبوت 46)، لقد أسأتم إلينا وإلى الإسلامأكبر إساءة فتوبوا إلى الله عله يقبل توبتكم!!!.
[email protected]
- آخر تحديث :
التعليقات