لم تكن مفاجأة ـ بالنسبة لي على الأقل ـ ما سمعته من السيدة وفاء سلطان في حلقة برنامج quot;الاتجاه المعاكسquot;، الذي يقدمه الصديق فيصل القاسم عبر فضائية quot;الجزيرةquot;، فأنا أعرف جيداً طريقة تفكيرها وتعبيرها، وقدر لي أن ألتقيها وأناقشها وجهاً لوجه في مناسبات سابقة، ودائماً كنت أتحفظ بوضوح على طريقتها، وأراها ضارة لليبراليين والعلمانيين وأهل العقل قبل غيرهم، لأنها تشكل حالة quot;بن لادنيةquot; علمانية نحن في غنى عنها تماماً، كما أن المعتقدات لا تصلح أن تكون موضوعاً للمناقشة بالأساس، فضلاً عن أننا كتاباً وصحافيين وباحثين وحقوقيين لسنا علماء في الدين ولا اللاهوت، بل نحن معنيون بالشؤون السياسية، وحتى في معالجتنا للقضايا ذات الصلة بالأديان كحقوق الأقليات الدينية، أو حرية التعبير أو غيرها، فنحن بصدد قضايا سياسية دنيوية، ولسنا بالتأكيد في وارد مناقشة صحة هذا الدين أو ذلك المعتقد وما فعلته ـ وتفعله دائماً ـ وفاء سلطان، أنها تصوب نيران مدفعيتها باتجاه صلب العقيدة الإسلامية مباشرة، ممثلة في النص المقدس وأقصد به quot;القرآن الكريمquot;، الذي يؤمن به أكثر من مليار ونصف المليار من البشر، وبالتالي فإن تسفيه هذا النص وإنكاره، هو سلوك أحمق، لأن ذلك من شأنه إيذاء مشاعر كل هؤلاء البشر، وغاية ما يأمله العاقل أن تفسر النصوص على نحو بعيد عن قراءات متطرفة ومتشددة، ففي النصوص المقدسة سواء كانت التوراة أو القرآن أو الأناجيل أو غيرها، هناك متسع لأكثر من قراءة وتفسير، بعضها قد يكون متطرفاً تحريضياً، وبعضها الآخر يكون إنسانياً يقبل الآخر ويتعايش معه، إيماناً بأن الأوطان للبشر جميعاً، والأديان لله.
وما تصر عليه وفاء سلطان، أنها تتبنى وجهة نظر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي في الإسلام، وتعتبرهم نماذج مثالية لهذا الدين، وبالتالي تنطلق إلى الرد عليهم بطريقتهم، لكن بعد التسليم بأنهم يملكون ناصية الحقيقة في هذا الدين، والقول الفصل في تلك الثقافة، وبالتالي تتجاهل صاحبتنا تجارب مهمة أخرى، ومنها الصوفية مثلاً، والتي لم يثبت في تاريخها الطويل أي حالة لجوء للعنف، ومنها أيضاً تلك الصيغة التي تبلورت في مدرسة الأزهر المصرية، والتي اقتربت كثيراً من الدين الشعبي، وأعلت من قدر مفهوم quot;المصالح المرسلةquot;، ومنها كذلك فكر المعتزلة وغيرهم من الفرق العقلانية، وبالتالي فإنه سيكون من الإجحاف أن نختزل تجربة عمرها 14 قرناً، في مدرسة متخلفة طارئة مثل quot;الجهادية السلفيةquot; التي تعيث بالفعل في الأرض فساداً، وباتت مصدر اتهام للمسلمين بالإرهاب والتخلف والرجعية، رغم أن القول بذلك يشكل سلوكاً عنصرياً بغيضاً، فلا يصح تصنيف الناس على أساس معتقداتهم، ولا يحق لأحد أن يتهم معتنقي دين واسع الانتشار كالإسلام بهذه الصفات القبيحة، ومن يفعل هذا فإنه يقع في خطأ تاريخي، ربما عانى هو شخصياً منه ذات يوم، حين اضطهد أو ظلم بسبب معتقده.
.....
في أحد مؤتمرات الأقباط كانت وفاء سلطان تتحدث أمام الحاضرين، وبينهم مسلمون بل وشيوخ أفاضل مثل الدكتور أحمد صبحي منصور، بذات النبرة الخطابية النحاسية، والتي لا أدري لماذا تذكرني بالنموذج أو quot;الاستايل البعثيquot; الكلاسيكي، وراحت تكيل الاتهامات والنعوت القبيحة للقرآن الكريم، من ذلك النوع الذي يفكر المرء ألف مرة ومرة قبل نقله ـ على الرغم من أن ناقل الكفر ليس بكافر ـ وحين نبهها أحد الحضور بسؤال مباغت عما يمكن أن نفعله بالقرآن، وهل نلقيه خلف ظهورنا مثلاً؟، أم نخترع قرآنا جديداً؟، أم علينا أن نلقي بمليار ونصف المليار ممن يؤمنون به في المحيط؟، وبالطبع لم ترد وفاء سلطان، بل واصلت حديثها بذات الطريقة البعثية الخطابية، والنبرة المنغمة إياها، مما اضطر البعض للانسحاب من القاعة، وحتى لا يفسد المؤتمر تنبه القائمون عليه للأمر فغيروا الموضوع، وأكدوا احترامهم للإسلام، وأن قضيتهم ليست مع الدين، بل مع المتطرفين، وأن غاية ما ينشدونه هو العدل والمساواة وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر وغيرها من الحقوق السياسية المتعلقة بالمواطنة.
ولاشك أن هناك متطرفين في اتجاهات أخرى ربما نتيجة تطرف بعض المتأسلمين، وربما نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية ضاغطة، ولعل هؤلاء الذين صفقوا لوفاء سلطان متصورين أن ما تقوله مفيدٌ، ويصب في مصلحتهم، وهذا غير صحيح بالمرة، فخطابها هذا بالغ الضرر، لأن صدام الأديان لن يؤدي إلى أي خير، بل علينا أن نتفادى الانزلاق إلى فخ الطعن في المعتقدات، وبالتالي نعمل على تحييد الجانب المقدس وتنحيته جانباً، لنتحدث فيما هو بشري، أي ما يؤخذ منه ويرد عليه، وهو الشأن السياسي، وليس العقائدي المحاط بهالة من القداسة، لن يقبل معها بوذي ولا مسيحي ولا يهودي ولا مسلم، ولا معتنق أي دين الطعن في سلامة معتقده.
quot;المعتقدات لا تُناقشquot;، هذه هي الحقيقة التي ينبغي على وفاء وغيرها من الغلاة أن ينتبهوا إليها، ومن واقع خبرات حياتية سابقة، أؤكد أن الذين يبدون أكثر تطرفاً في الإيمان بأي فكرة، والأعلى صوتاً في التبشير بها والدفاع عنها، كثيراً ما يكونون هم أول من يتخلى عن هذه الفكرة أمام أول اختبار جاد ومحك حقيقي، فالإيمان بالفكرة ـ أي فكرة في الدنيا ـ لا ينبغي أن يعمي عين المرء عن حقيقة بسيطة، مفادها أن في الكون متسعاً لكافة الزهور والأشواك، وأن غاية ما يحلم به البشر هو التعايش في سلام وأمن واحترام، ووفق قوانين عادلة، ونظم رشيدة، لا تميز بين البشر على أسس العرق أو الفكر أو الدين أو الجنس، وما دون ذلك فهي أمور يحسمها الخالق يوم الحساب.
إذن فقضيتنا هنا .. على هذه الأرض، وليست في السماء، وهي قضية إقامة العدل، وإفشاء السلام وروح التعايش المشترك، من دون أن ينصب بعضنا قضاة على معتقدات الآخرين، فللشيعة الحق في الاعتقاد بالفقيه الوليّ، والمهدي المنتظر، وعصمة الأئمة، هم أحرار في ذلك، لكن بالمقابل فإن لأهل السنة الحق أيضاً في الاعتقاد بغير ذلك، وللمسيحيين أن يؤمنوا بأن ربهم هو يسوع المسيح، بينما يعتبره المسلمون نبياً، حتى بين المسيحيين أنفسهم فإن للبروتستانت الحق في الإيمان بأن الكتاب المقدس فقط ـ وليس الإكليروس ـ هو مصدر المسيحية، كما أن للكاثوليك والأرثوذكس أن يعتقدوا خلاف ذلك، بل ويضعوا أنظمتهم الخاصة بشؤون كنائسهم، لكن ما ينبغي على الجميع أن يلتزموا به هو الدستور والقوانين، فمن يتجاوز شارة المرور الحمراء لن نسأله إن كان كاثوليكياً أو شيعياً.
هكذا تصنع الدول العصرية المحترمة .. دول القانون وحقوق الإنسان، ولن تصنعها روح التشنج التي تشيعها وفاء سلطان بلهجتها البعثية الفجة، ولغتها العدوانية الإقصائية، التي أتحداها أن تجرؤ على المجاهرة بها في حارة من حارات دمشق، أو مقهى من مقاهي القاهرة، وبالتالي ما لا يجرؤ المرء على إعلانه في قلب المعركة ويتحمل نتائجه، لا يحق له أن يتشدق بادعاء البطولة خارج الميدان.
.....
وأخيراً تبقى أهمية الإشارة إلى زاوية أخرى من هذا المشهد الملتبس، وهي أنه على الرغم من كل هذا الاعتراضات على طريقة وفاء سلطان، فهناك جانب أراه إيجابياً في الأمر، فما أقدمت عليه من شتائم فجة يشكل رسالة للمتطرفين والمتعصبين في الجانب الإسلامي، مفادها أن من يمنح نفسه الحق في تسفيه معتقدات الآخرين، عليه أن يتحمل ردوداً مماثلة وربما أقسى، وكما تقول القاعدة العلمية المعروفة quot;لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار، ومضاد له في الاتجاهquot;، ولعلنا بقليل من التأمل، ندرك جميعاً ـ مسلمين ومسيحيين ويهوداً وحتى الكفار ـ درس ظاهرة وفاء سلطان، أن صناعة الحقد لن تحل أزمة ولن تعالج قضية، ولن تجلب للناس سوى المزيد من الصراع والشقاء والاحتقان، وأن صناعة الكراهية تتناقض مع الأهداف السامية لكافة الأديان، ومع الأفكار الإنسانية النبيلة التي نادى بها الحكماء والعقلاء من البشر .
والله المستعان
[email protected]
وما تصر عليه وفاء سلطان، أنها تتبنى وجهة نظر أسامة بن لادن وأيمن الظواهري والزرقاوي في الإسلام، وتعتبرهم نماذج مثالية لهذا الدين، وبالتالي تنطلق إلى الرد عليهم بطريقتهم، لكن بعد التسليم بأنهم يملكون ناصية الحقيقة في هذا الدين، والقول الفصل في تلك الثقافة، وبالتالي تتجاهل صاحبتنا تجارب مهمة أخرى، ومنها الصوفية مثلاً، والتي لم يثبت في تاريخها الطويل أي حالة لجوء للعنف، ومنها أيضاً تلك الصيغة التي تبلورت في مدرسة الأزهر المصرية، والتي اقتربت كثيراً من الدين الشعبي، وأعلت من قدر مفهوم quot;المصالح المرسلةquot;، ومنها كذلك فكر المعتزلة وغيرهم من الفرق العقلانية، وبالتالي فإنه سيكون من الإجحاف أن نختزل تجربة عمرها 14 قرناً، في مدرسة متخلفة طارئة مثل quot;الجهادية السلفيةquot; التي تعيث بالفعل في الأرض فساداً، وباتت مصدر اتهام للمسلمين بالإرهاب والتخلف والرجعية، رغم أن القول بذلك يشكل سلوكاً عنصرياً بغيضاً، فلا يصح تصنيف الناس على أساس معتقداتهم، ولا يحق لأحد أن يتهم معتنقي دين واسع الانتشار كالإسلام بهذه الصفات القبيحة، ومن يفعل هذا فإنه يقع في خطأ تاريخي، ربما عانى هو شخصياً منه ذات يوم، حين اضطهد أو ظلم بسبب معتقده.
.....
في أحد مؤتمرات الأقباط كانت وفاء سلطان تتحدث أمام الحاضرين، وبينهم مسلمون بل وشيوخ أفاضل مثل الدكتور أحمد صبحي منصور، بذات النبرة الخطابية النحاسية، والتي لا أدري لماذا تذكرني بالنموذج أو quot;الاستايل البعثيquot; الكلاسيكي، وراحت تكيل الاتهامات والنعوت القبيحة للقرآن الكريم، من ذلك النوع الذي يفكر المرء ألف مرة ومرة قبل نقله ـ على الرغم من أن ناقل الكفر ليس بكافر ـ وحين نبهها أحد الحضور بسؤال مباغت عما يمكن أن نفعله بالقرآن، وهل نلقيه خلف ظهورنا مثلاً؟، أم نخترع قرآنا جديداً؟، أم علينا أن نلقي بمليار ونصف المليار ممن يؤمنون به في المحيط؟، وبالطبع لم ترد وفاء سلطان، بل واصلت حديثها بذات الطريقة البعثية الخطابية، والنبرة المنغمة إياها، مما اضطر البعض للانسحاب من القاعة، وحتى لا يفسد المؤتمر تنبه القائمون عليه للأمر فغيروا الموضوع، وأكدوا احترامهم للإسلام، وأن قضيتهم ليست مع الدين، بل مع المتطرفين، وأن غاية ما ينشدونه هو العدل والمساواة وحرية الاعتقاد وممارسة الشعائر وغيرها من الحقوق السياسية المتعلقة بالمواطنة.
ولاشك أن هناك متطرفين في اتجاهات أخرى ربما نتيجة تطرف بعض المتأسلمين، وربما نتيجة ظروف اجتماعية وسياسية ضاغطة، ولعل هؤلاء الذين صفقوا لوفاء سلطان متصورين أن ما تقوله مفيدٌ، ويصب في مصلحتهم، وهذا غير صحيح بالمرة، فخطابها هذا بالغ الضرر، لأن صدام الأديان لن يؤدي إلى أي خير، بل علينا أن نتفادى الانزلاق إلى فخ الطعن في المعتقدات، وبالتالي نعمل على تحييد الجانب المقدس وتنحيته جانباً، لنتحدث فيما هو بشري، أي ما يؤخذ منه ويرد عليه، وهو الشأن السياسي، وليس العقائدي المحاط بهالة من القداسة، لن يقبل معها بوذي ولا مسيحي ولا يهودي ولا مسلم، ولا معتنق أي دين الطعن في سلامة معتقده.
quot;المعتقدات لا تُناقشquot;، هذه هي الحقيقة التي ينبغي على وفاء وغيرها من الغلاة أن ينتبهوا إليها، ومن واقع خبرات حياتية سابقة، أؤكد أن الذين يبدون أكثر تطرفاً في الإيمان بأي فكرة، والأعلى صوتاً في التبشير بها والدفاع عنها، كثيراً ما يكونون هم أول من يتخلى عن هذه الفكرة أمام أول اختبار جاد ومحك حقيقي، فالإيمان بالفكرة ـ أي فكرة في الدنيا ـ لا ينبغي أن يعمي عين المرء عن حقيقة بسيطة، مفادها أن في الكون متسعاً لكافة الزهور والأشواك، وأن غاية ما يحلم به البشر هو التعايش في سلام وأمن واحترام، ووفق قوانين عادلة، ونظم رشيدة، لا تميز بين البشر على أسس العرق أو الفكر أو الدين أو الجنس، وما دون ذلك فهي أمور يحسمها الخالق يوم الحساب.
إذن فقضيتنا هنا .. على هذه الأرض، وليست في السماء، وهي قضية إقامة العدل، وإفشاء السلام وروح التعايش المشترك، من دون أن ينصب بعضنا قضاة على معتقدات الآخرين، فللشيعة الحق في الاعتقاد بالفقيه الوليّ، والمهدي المنتظر، وعصمة الأئمة، هم أحرار في ذلك، لكن بالمقابل فإن لأهل السنة الحق أيضاً في الاعتقاد بغير ذلك، وللمسيحيين أن يؤمنوا بأن ربهم هو يسوع المسيح، بينما يعتبره المسلمون نبياً، حتى بين المسيحيين أنفسهم فإن للبروتستانت الحق في الإيمان بأن الكتاب المقدس فقط ـ وليس الإكليروس ـ هو مصدر المسيحية، كما أن للكاثوليك والأرثوذكس أن يعتقدوا خلاف ذلك، بل ويضعوا أنظمتهم الخاصة بشؤون كنائسهم، لكن ما ينبغي على الجميع أن يلتزموا به هو الدستور والقوانين، فمن يتجاوز شارة المرور الحمراء لن نسأله إن كان كاثوليكياً أو شيعياً.
هكذا تصنع الدول العصرية المحترمة .. دول القانون وحقوق الإنسان، ولن تصنعها روح التشنج التي تشيعها وفاء سلطان بلهجتها البعثية الفجة، ولغتها العدوانية الإقصائية، التي أتحداها أن تجرؤ على المجاهرة بها في حارة من حارات دمشق، أو مقهى من مقاهي القاهرة، وبالتالي ما لا يجرؤ المرء على إعلانه في قلب المعركة ويتحمل نتائجه، لا يحق له أن يتشدق بادعاء البطولة خارج الميدان.
.....
وأخيراً تبقى أهمية الإشارة إلى زاوية أخرى من هذا المشهد الملتبس، وهي أنه على الرغم من كل هذا الاعتراضات على طريقة وفاء سلطان، فهناك جانب أراه إيجابياً في الأمر، فما أقدمت عليه من شتائم فجة يشكل رسالة للمتطرفين والمتعصبين في الجانب الإسلامي، مفادها أن من يمنح نفسه الحق في تسفيه معتقدات الآخرين، عليه أن يتحمل ردوداً مماثلة وربما أقسى، وكما تقول القاعدة العلمية المعروفة quot;لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار، ومضاد له في الاتجاهquot;، ولعلنا بقليل من التأمل، ندرك جميعاً ـ مسلمين ومسيحيين ويهوداً وحتى الكفار ـ درس ظاهرة وفاء سلطان، أن صناعة الحقد لن تحل أزمة ولن تعالج قضية، ولن تجلب للناس سوى المزيد من الصراع والشقاء والاحتقان، وأن صناعة الكراهية تتناقض مع الأهداف السامية لكافة الأديان، ومع الأفكار الإنسانية النبيلة التي نادى بها الحكماء والعقلاء من البشر .
والله المستعان
[email protected]
أية اعادة نشر من دون ذكر المصدر ايلاف تسبب ملاحقه قانونيه
التعليقات