نبيل شرف الدين من القاهرة: في ختام إجتماعه اليوم مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، قال ديفيد وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية، إنهما ناقشا عددًا من القضايا الملحة على الساحة، والتي جرى التفاهم بشأنها مع وزيرة كوندوليزا رايس خلال زيارتها الأخيرة، وفي الصدارة منها الأزمة السياسية في لبنان، وقضية إقليم دارفور السوداني، فضلاً عن تطورات الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في إطار ما وصفه بالهدف الذي يسعى إليه الجانبان حاليًا، وهو استئناف التقدم في اتجاه مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي .

وأكد وولش أن بناء دولة فلسطينية أمر أساسي ويجب ألا نبتعد عن هذا الهدف، ولا يمكن أن يصبح هدف إقامة دولة فلسطينية رهينة في يد أي طرف أو في أيدي المتطرفين لخلق أجواء مضطربة، وخلق العنف أو الفوضى، لكن تحقيق الهدف يتم من خلال الحرية للشعب الفلسطيني وإقامة دولتهم المستقلة.

ومضى مساعد وزير الخارجية الأميركي قائلاً إنه ناقش مع الوزير المصري الدور الهام الذي يمكن أن تلعبه القاهرة لتحقيق هدف إقامة دولة فلسطينية، لافتًا إلى أن الأوضاع صعبة للجميع ويجب ألا نفقد الهدف الأساسي، وألا نسمح لأنفسنا بأن يتم تشتيتنا عن هذا الهدف، عن طريق سلوك المتطرفين الذين يضعون مصالحهم قبل مصالح الشعب الفلسطيني في غزة، ولو كان لدينا التصميم والتركيز الصحيح فيمكن أن نعود مجددًا إلى مسار عملية السلام .

وردًا على سؤال حول إلقاء الولايات المتحدة اللوم على حماس في حين تستخدم إسرائيل القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، قال وولش إن الهجمات التي نفذتها حماس نظمت منذ البداية، حيث رفضوا الاعتراف بالحكومة الشرعية الفلسطينية وانقلبوا عليها.

وأضاف quot;أنه لمصلحة طرف آخر قاموا بانتهاك سيادة دولة صديقة وهي مصر، ثم قرروا لأسباب تخصهم أن يقوموا بمهاجمة إسرائيلquot;، حسب تعبيره .

تفاهمات رايس

وفي ختام تصريحاته تساءل وولش مستنكراً : ما هي مصلحة الشعب الفلسطيني في ذلك التصعيد؟، وما المصلحة التي استفاد منها الفلسطينيون في غزة ؟ فما حدث فقط هو جلب المعاناة للجميع، والمسألة ليست في إلقاء اللوم على أحد، بل أن نحدد أي اتجاه ينبغي أن نسير، وما نريده هو السير في اتجاه مفاوضات سلام تؤدي إلى إقامة دولة للفلسطينيين، ويجب أن نحافظ على هذا الهدف دائمًا في أذهانناquot;، على حد تعبيره .

من جانبه صرح حسام زكي المتحدث باسم الخارجية المصرية أن اللقاء يأتي متابعة لزيارة وزيرة الخارجية كوانداليزا رايس إلى القاهرة الثلاثاء الماضي، والاتصالات التي يجريها الطرفان مع الإسرائيليين والفلسطينيين لتحقيق هدفي التهدئة وتحريك الحوار السياسي للأمام .

وأوضح أن وولش عرض على وزير الخارجية نتائج الاتصالات التي أجرتها رايس خلال زيارتها لفلسطين وإسرائيل في أعقاب اللقاءات التي أجرتها مع المسؤولين في القاهرة .

وأضاف أن جزءًا من الجهد المصري الأميركي ينصب على إنجاز تهدئة المواجهة العسكرية، تمهيدًا للتوصل إلى فترة مطولة من التوقف الكامل عن العمليات العسكرية من الجانبين .

وأكد المتحدث أن الوزير quot;أبو الغيطquot; أوضح لديفيد وولش مجددًا الاهتمام المصري الذي يرقى لمستوى الأولوية بإعادة فتح معبر رفح بشكل منظم وقانوني، ورفع الحصار الإسرائيلي بشكل كامل عن قطاع غزة حتى يتمكن الفلسطينيون من استئناف العيش بشكل طبيعي.

وقال إن الجانبين ناقشا بشكل مفصل الوسائل الممكنة للعبور بالموقف في مجمله إلى مرحلة من الاستقرار والهدوء تسمح باستعادة التركيز على متابعة العملية السياسيةquot;، على حد قوله.