الياس توما من براغ: حذر وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط من الإنسحاب المبكر للقوات الأجنبية من العراق، مؤكدًا أن مثل هذا الانسحاب الآن سيؤدي إلى وقوع حرب أهلية في العراق وإلى مقتل مئات آلاف العراقيين حسب تقديره. وأضاف في حديث أدلى به لصحيفة برافو التشيكية بان الجميع يأملون بانتهاء وجود القوات الأجنبية في العراق يوما ما لكن من الضروري توخي الحذر ويتوجب قبل خروج هذه القوات خلق جيش عراقي فعال وقوات امنية فعاله. ورأى أن القوات العراقية لا تتواجد الآن في المستوى المطلوب وانه يتوجب حل الميليشيات التي تدمر العراق من الداخل وبعد حدوث ذلك سيمتلك العراق الموحد جيشا واحدا وبالتالي يمكن بعد ذلك الترحيب بانسحاب القوات الأجنبية.
وأكد أن النشاطات المسلحة في العراق تتم من قبل أوساط عراقية محددة لا تريد استمرار القوات الأجنبية. ولم يستبعد أن تكون إيران تسعى لتعزيز وجودها في العراق وفلسطين ولبنان لأنها تريد الدفاع عن مصالحها. وأضاف أن إيران تتواجد تحت ضغوط بسبب برنامجها النووي ولذلك تريد التأثير في تصرفات الغرب عن طريق تعزيز نفوذها في كل مكان من العالم العربي.
وعن مؤتمر السلام الذي دعت إليه الولايات المتحدة اعترف أن من الصعوبة التوقع فيما إذا كان هذا المؤتمر سيخفق أم سينجح مشددًا على ضرورة بذل الجهود من قبل الجميع لإنجاحه ولهذا رأى أن من الحاجة بمكان التحضير له بشكل جيد والاستفادة من الرغبة المتوفرة الآن لدى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتوصل إلى اتفاق. ورأى أن أساس المفاوضات القادمة بين الفلسطينيين الاسرائيلين يكمن في الاتفاق على أن حدود الدولة الفلسطينية هي الحدود التي كانت قائمة قبل حزيران عام 1967 وأكد أن هذا سيكون طلب مصر من إسرائيل وطلبها من الفلسطينيين أيضا بعدم البدء من نقطة الصفر، وإنما البناء على ما تم الاتفاق عليه سابقا.
وأكد أن الفلسطينيين يسعون بشكل اكبر من الاسرائيلين للتوصل إلى تسوية، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين هم ضحية القمع منذ 60 عامًا وأنهم خسروا أراضيهم واستقلالهم والقدس ولهذا يسعون الآن لإقناع إسرائيل بإعادة حقوقهم أما مقابل ذلك فإنهم سيضمون امن إسرائيل وأيضا إجبار العالمين العربي والإسلامي على الاعتراف بإسرائيل.
وردًا على اتهام مسؤول إسرائيلي لمصر بالإخفاق في منع عمليات تهريب الأسلحة عبر غزة أجاب بأنه يسال الإسرائيليين ماذا فعلتم حينا كنتم تسيطرون على غزة لمدة أربعين عامًا، وأضاف أن مصر تحاول بكافة قواها السيطرة على أنفاق التهريب التي لم تنجح إسرائيل في السيطرة عليها خلال 40 عامًا، مشيرًا إلى أن هذه الأنفاق لا تستخدم لتهريب الأسلحة فقط وإنما أيضا لتهريب الدخان والعطور كما أشار إلى أن هذه الأنفاق مقامة بين بيوت في الجزء المصري من رفح وبين الجزء الفلسطيني منها وبعمق يصل أحيانا إلى 10 أمتار تحت الأرض.
واعتبر أن من يقول بأنه لن يتفاوض مع حماس يرتكب خطئًا مشيرًا إلى أن حماس تلقى الدعم من أكثر من 25 بالمئة من الفلسطينيين ولذلك رأى انه بمجرد تحقيق شيء ما بين الفلسطينيين وبين الاسرائيلين سيتوجب الحصول على دعم 25 في المئة من الفلسطينيين وإلا فان كل شيء سينهار من جديد ورأى أن من الصحيح التفاوض مع حماس في حال تغيير مواقفها وتصرفاتها وانه من الضروري دفع حماس إلى إعادة تشكيلها سياسيا والى التخلي عن طريق المواجهة المسلحة.
التعليقات