القاهرة: لم تحُل المجازر الدموية في غزة دون مواصلة المساعي العربية لحل الأزمة اللبنانية قبل قمة دمشق التي بدورها لا يزال يكتفنها الغموض إن من حيث إمكان تأجيلها أو نقلها، أو حتى من حيث مستوى وحجم المشاركة في القمة في حال انعقادها. وما كان اللبنانيون ينتظرونه من الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى من كشف معرقلي المبادرة العربية محلياً، جاء امس على لسان وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الذي اكد لصحيفة quot;الوفدquot; المصرية ان المعارضة اللبنانية تتحمل مسؤولية عرقلة المبادرة العربية لأنها لم تقبلها، بينما الموالاة قبلت بها. كذلك نفى اي ارتباط بين انعقاد القمة وحل الازمة اللبنانية، لكنه لاحظ ان quot;الاصرار على تجاوز الازمة اللبنانية قبل القمة ينبع من تأثيراتها السلبية على القمة التي ينبغي ان تعقد في مناخ صحيquot;. وغمز من قناة سوريا بقوله: quot;سوريا تعترف بأن لها اصدقاء في لبنان وبأنهم يستمعون الى نصيحتهاquot;.
وكان الملف اللبناني حاضر بقوة في الحركة السياسية والدبيلوماسية في القاهرة امس، حيث تسلم الرئيس المصري حسني مبارك quot;رسالة شخصيةquot; من الامين العام للامم المتحدة بان كي ndash; مون عن الازمة اللبنانية نقلها اليه موفد الامين العام تيري رود لارسن الذي كشف ان الرسالة تتضمن quot;تأكيد اهمية استمرار الحوار بين مصر والامم المتحدةquot; في شأن الازمة اللبنانيةquot;، موضحاً ان الرئيس المصري وبان كي مون quot;ينظران بشكل متطابق الى هذه القضية المهمة وتداعياتها المحتملة على استقرار المنطقةquot;. ونقل لارسن عن الامين العام للامم المتحدة quot;قلقه البالغ من الوضع الحالي في لبنان وتأثيراته على الاستقرار في المنطقة كلهاquot;.
وكان مبارك التقى صباح أمس الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي اكد ان القمة العربية quot;لن تؤجلquot; وأن المبادرة العربية quot;لن تعدّلquot;. موسى الذي عاد مساء السبت من زيارة للعاصمة السورية، نقل عن الرئيس بشار الأسد quot;وعداًquot; بـquot;دعوة لبنان رسمياً بالطريقة المناسبة لحضور القمة والمشاركة فيهاquot;. هذا، وبدأت تلوح داخلياً بوادر ازمة حول طبيعة التمثيل اللبناني في ظل استمرار شغور قصر بعبدا خصوصاً ان مصادر سياسية اعلنت لـصحيفة quot;النهارquot; ان الاتصالات المفتوحة بين مسؤولين لبنانيين وعرب في الايام الاخيرة اظهرت انحسار حظوظ انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل القمة العربية في ضوء تقدم الوضع الناشئ في قطاع غزة وشراسة الهجمة الدموية الاسرائيلية عليه، مما يضع مجلس الوزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيري للقمة يومي الخامس والسادس من الجاري امام جدول اعمال طارئ يصعب معه توقع اختراقات في ما يتعلق بالملف الرئاسي اللبناني.
صحيفة quot;السفيرquot; ذكرت ان اتصالات عربية ـ عربية جرت على أعلى المستويات في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وشاركت فيها بفعالية الجامعة العربية والقيادة المصرية، وقالت انه من غير المستبعد عقد قمة مصرية ـ سورية في شرم الشيخ في غضون الأسبوع الحالي، على أن تشكل بنتائجها، فرصة جدية لتحقيق اختراق ربما يفضي الى عقد قمة ثلاثية سعودية مصرية سورية.
وأكدت مصادر ديبلوماسية عربية في عمان لصحيفة quot;الحياةquot; ان اقتراحاً عربياً يجري تداوله بين عواصم الاعتدال، يقضي بعقد قمة عربية quot;ثُمانيةquot; في القاهرة او شرم الشيخ تسبق قمة دمشق المقررة نهاية الشهر. ويكون هدف quot;الثُمانيةquot; توحيد موقف الدول المشاركة، ولن يتناول جدول أعمالها سوى موضوع القمة العربية والوضع اللبناني، وبالتحديد اقتراح تأجيل موعد قمة دمشق للإفساح في المجال لتوافق لبناني يسفر عنه انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا.وبحسب المصادر العربية، ثمة موعدان مقترحان للقمة quot;الثُمانيةquot;: الأول في التاسع من آذار الحالي في شرم الشيخ، والثاني في القاهرة، وهو المرجح، في 16 منه. ويعتقد بأن هذه القمة سيحضرها كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والكويت وسلطنة عمان واليمن ومصر والأردن.
وأفادت المصادر ان الاجتماع الثلاثي الذي عقد قبل ايام، وضم وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط ووزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ووزير الخارجية الاردني صلاح البشير تناول التحضير للقمة quot;الثُمانيةquot;. يذكر ان البشير عاد من نيويورك على وجه السرعة للمشاركة في هذا الاجتماع التحضيري، بعدما كان ضمن الوفد المرافق للعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الذي يزور الولايات المتحدة حاليا. وأكدت المصادر ان المحاولات المصرية لرأب الصدع بين المملكة العربية السعودية وسوريا، باءت بالفشل، ما وتر المواقف إزاء القمة العربية. وأشارت الى انه على القيادة السورية حاليا ان توازن بين مصالحها الاستراتيجية مع ايران و quot;حزب اللهquot; وبين علاقاتها مع الدول العربية.
موسى: القمة العربية لن تؤجل ولبنان سيدعى اليها
وكان أكد الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان القمة مقرر عقدها في دمشق في 29 و30 من الشهر الجاري، وانه فهم من محادثاته مع المسؤولين السوريين السبت في دمشق ان لبنان سيدعى اليها. وقال موسى في تصريحات للصحافيين بعد اجتماع مع الرئيس المصري حسني مبارك ان quot;القمة مقررة في مكانها وموعدهاquot;. وردا على سؤال عن مدى الربط بين حسم مسألة الاستحقاق الرئاسي في لبنان ونجاح القمة العربية القادمة، قال موسى: quot;ان المهم هو ضمان ان يدعى لبنان للقمة وهو ما تم التأكيد عليه بالامس حسبما فهم من الجانب السوريquot;.
وسئل موسى عما اذا كانت هناك نية لادخال اي تعديل على المبادرة العربية في شأن لبنان، فنفى ذلك وقال quot;ان المبادرة لها نص وروح المبادرة هو الوصول الى حل لمشكلة لبنانquot; مضيفا ان المفاوضات التى دعا اليها الاكثرية والمعارضة quot;تم التوصل خلالها الى عدد من الاتفاقات على نقاط عديدة وهناك نقاط اخرى يمكن الوصول الى حل بشأنها، ولا تزال هناك بعض النقاط محل خلاف كبيرquot;.
التعليقات