(1): محنة العراق التاريخية
العراق في محنة تاريخية لا يمكن وصفها.. كلما يمضي يوم على العراق تزداد معضلاته التي خلقها هذا التشظي الذي كان مختبئا في اعماق القمقم، وخرج كالمجنون عقب الانفجار الكبير.. ومهما حاولنا ان نبتغي الامل، ونبني الاحلام خوفا على شعبنا من هول الاحباط المؤلم، فلابد ان نبقى نفكّر بعقل مفتوح وقلب بلا جروح بما يمكن عمله من اجل مستقبل وطننا ومصير اهلنا.. خوفا على الاثنين من عاديات الزمن التي ربما لم تعد تشكّل هاجسا مخيفا لدى الساعين للسلطة والنفوذ والمال والقوة، وهم من ذوي الرؤية الضيقة التي لا تفكر ابدا بالمصير المجهول، وفي خضم اصعب المراحل التاريخية التي تمر بالبلاد كلها. ولعل من اخطر حالات العراق، انه يمتلئ بالطوابير الخامسة التي تعمل على تنفيذ quot; اجندة quot; من ابعد ما تكون عن مصالح العراق العليا.. ومن اخطر هذه quot; الاجندة quot; شرذمة العراق، وتغليب المنافع الخاصة على المصالح العليا. ونجد من يقوم بتسويق تلك quot; الاجندات quot; سياسيا واعلاميا سواء كانوا من العراقيين ام من غيرهم، ويا للاسف الشديد. ولعل من اتعس ردود الفعل القمعية غير الديمقراطية ان كل من يبدي وجهة نظر مخالفة او معارضة او حتى ناقدة، فهو يصنّف باسوأ الصفات..، وتلك حالة لا اخلاقية ومأساة اخرى يتعّرض لها كل الاحرار المناضلين والمستقلين العراقيين الذين يريدون تكميم افواههم ليصمتوا، ويدعوا غيرهم يصفق ويرقص مع هذا الماراثون، انهم يمارسون حرياتهم، ويطلقوا افكارهم واراءهم، وهم يرون كل الاوزار والبشاعات وعوامل الفناء التي ستصيب كل العراقيين ـ لا سمح الله ـ. ان وضع العراق مخيف للغاية، بحيث يكون اليوم او لا يكون غدا!
العراقيون: الارادة المتشظية
العراق يمتلئ بالقضايا والملفات الساخنة التي لا يستطيع اصحابها من حلّها أبدا ـ كما يبدو حتى الان ـ، ولم يفلح شعب من شعوب المنطقة كلها بحل قضاياه ومشكلاته لوحده ـ كما يبدو أيضا وللاسف الشديد ـ. ان النقص ليس في شعب العراق، فليس هو الوحيد المتجرد من ارادته، والمفكك في مسيرته، ولكن المشكلة في زعمائه ايضا، اذ قلما وجدنا زعيما عراقيا غير منحاز لجماعته او قبيلته او حزبه او قوميته او طائفته او اقربائه ونسبائه او حلفائه او منطقته..، وهو لا يستطيع ان يفعل شيئا ازاء اي ارادة مسيطرة! العراق اليوم مجرد تسمية بلا اية معاني، وبلا اي رموز، وبلا اية مضامين، وقل بلا اي هامش يجدد فيها الحياة باستثناء قادة لهم تحالفاتهم من طرف وصراعاتهم من طرف آخر، والتي يمررون من خلالها مصالحهم لا مصالح العراق.. وقد اعتاد الشعب العراقي ان يصنع من زعيمه بطلا يعبده، فمتى جاع اكله، كما هي عادة العرب القديمة في اصنامهم من التمور. العراق اليوم يقاوم صلف بعض ابنائه الذين تمردّوا عليه، او من الذين يتخذون quot; السمة العراقية quot; لهم تسمية بلا هوية، ومصلحة بلا اي انتماء، وغاية تبرر اي وسيلة.. ان الانتماء للعراق لا يمر عبر اقنية تتصادم مع المشروعية الوطنية، وكثيرا ما انتقدت المفاهيم quot; الوطنية quot; لدى البعض من العراقيين، كونها غير ضرورية، واستعيض عنها بمجموعة لا تحصى من الانتماءات الاخرى التي روّج لها الامريكيون! وكثيرا ما يأتي مثل هذا الانحراف عن الذين يدركون ماذا يفعلون! فينساق من ورائهم كل الذين لا يعلمون ولا يفقهون، فتسجّل انتصارا عظيما للديمقراطية.
العراق يمتلئ بالقضايا والملفات الساخنة التي لا يستطيع اصحابها من حلّها أبدا ـ كما يبدو حتى الان ـ، ولم يفلح شعب من شعوب المنطقة كلها بحل قضاياه ومشكلاته لوحده ـ كما يبدو أيضا وللاسف الشديد ـ. ان النقص ليس في شعب العراق، فليس هو الوحيد المتجرد من ارادته، والمفكك في مسيرته، ولكن المشكلة في زعمائه ايضا، اذ قلما وجدنا زعيما عراقيا غير منحاز لجماعته او قبيلته او حزبه او قوميته او طائفته او اقربائه ونسبائه او حلفائه او منطقته..، وهو لا يستطيع ان يفعل شيئا ازاء اي ارادة مسيطرة! العراق اليوم مجرد تسمية بلا اية معاني، وبلا اي رموز، وبلا اية مضامين، وقل بلا اي هامش يجدد فيها الحياة باستثناء قادة لهم تحالفاتهم من طرف وصراعاتهم من طرف آخر، والتي يمررون من خلالها مصالحهم لا مصالح العراق.. وقد اعتاد الشعب العراقي ان يصنع من زعيمه بطلا يعبده، فمتى جاع اكله، كما هي عادة العرب القديمة في اصنامهم من التمور. العراق اليوم يقاوم صلف بعض ابنائه الذين تمردّوا عليه، او من الذين يتخذون quot; السمة العراقية quot; لهم تسمية بلا هوية، ومصلحة بلا اي انتماء، وغاية تبرر اي وسيلة.. ان الانتماء للعراق لا يمر عبر اقنية تتصادم مع المشروعية الوطنية، وكثيرا ما انتقدت المفاهيم quot; الوطنية quot; لدى البعض من العراقيين، كونها غير ضرورية، واستعيض عنها بمجموعة لا تحصى من الانتماءات الاخرى التي روّج لها الامريكيون! وكثيرا ما يأتي مثل هذا الانحراف عن الذين يدركون ماذا يفعلون! فينساق من ورائهم كل الذين لا يعلمون ولا يفقهون، فتسجّل انتصارا عظيما للديمقراطية.
مشاكلنا العراقية: سياسية ام وطنية؟
المشكلة منحصرة في العراق كله اليوم، واسمحوا لي بالسؤال الخطير التالي: هل مشاكلنا العراقية وقضايانا الداخلية سياسية بقواسم مشتركة ام وطنية بقواسم متباعدة؟ اذا كانت سياسية حقا ـ كما يتصورها البعض ـ، فيمكن حّلها بأي وسيلة كانت سياسية ام حوارية ام تفاوضية وباساليب اخلاقية حيث نشترك جميعا في وطن واحد اسمه العراق يحمل كل اهله قواسمهم المشتركة بعضهم مع البعض الاخر.. اما ان كانت quot; وطنية quot; بقواسم متباعدة، فمن الاستحالة ان نجد حّلا لها بأي وسيلة من الوسائل، خصوصا، وان ( أجندة ) معينة قد فرضت على قواسمنا العراقية المشتركة، والتي لا يمكن تطبيقها لا بالحرب الاهلية، ولا بالتوافقيات الديمقراطية، الا ان حسمتها قرارات دولية، وهذا ما لا يقبله اي عراقي من اصحاب الضمائر الحية. اذا كانت الحكومات العراقية السابقة قد اخطأت بحق كل العراقيين أم بعضهم، فهل العراق نفسه وكل اهله بمسؤولين عن اخطاء حكومية، او احكام عرفية، أو انقلابات عسكرية، أو حروب اقليمية، او جنايات سلطوية، سياسية كانت ام عسكرية ام ادارية؟ واذا كانت الحكومات العراقية السابقة قد اتبعت أساليب جائرة، فهل باستطاعة البعض ان يأخذ ثاراته بنفس الوسائل السابقة؟ وعليه، يطرح السؤال التالي: هل باستطاعة العراقيين ان يحلوا مشكلاتهم في ما بينهم، ام لا؟ هنا في كندا، الجميع يعتز بمواطنته الكندية وبمشروع كندا الحضاري في العالم، مهما تباينت الثقافات، ومهما تنوعت الميول والقوميات، وتعددت الفيدراليات، فالمركز في العاصمة أوتوا، هو المرجعية الام، والقانون الاتحادي يسري على الجميع، من دون شرذمة ولا انقسامات، وبلا اي تهديدات او ميليشيات، وبلا اي فيتو او انحيازات، ومن دون ردح ولا مؤامرات، ومن دون عنعنات او اخذ بثارات!
المشكلة منحصرة في العراق كله اليوم، واسمحوا لي بالسؤال الخطير التالي: هل مشاكلنا العراقية وقضايانا الداخلية سياسية بقواسم مشتركة ام وطنية بقواسم متباعدة؟ اذا كانت سياسية حقا ـ كما يتصورها البعض ـ، فيمكن حّلها بأي وسيلة كانت سياسية ام حوارية ام تفاوضية وباساليب اخلاقية حيث نشترك جميعا في وطن واحد اسمه العراق يحمل كل اهله قواسمهم المشتركة بعضهم مع البعض الاخر.. اما ان كانت quot; وطنية quot; بقواسم متباعدة، فمن الاستحالة ان نجد حّلا لها بأي وسيلة من الوسائل، خصوصا، وان ( أجندة ) معينة قد فرضت على قواسمنا العراقية المشتركة، والتي لا يمكن تطبيقها لا بالحرب الاهلية، ولا بالتوافقيات الديمقراطية، الا ان حسمتها قرارات دولية، وهذا ما لا يقبله اي عراقي من اصحاب الضمائر الحية. اذا كانت الحكومات العراقية السابقة قد اخطأت بحق كل العراقيين أم بعضهم، فهل العراق نفسه وكل اهله بمسؤولين عن اخطاء حكومية، او احكام عرفية، أو انقلابات عسكرية، أو حروب اقليمية، او جنايات سلطوية، سياسية كانت ام عسكرية ام ادارية؟ واذا كانت الحكومات العراقية السابقة قد اتبعت أساليب جائرة، فهل باستطاعة البعض ان يأخذ ثاراته بنفس الوسائل السابقة؟ وعليه، يطرح السؤال التالي: هل باستطاعة العراقيين ان يحلوا مشكلاتهم في ما بينهم، ام لا؟ هنا في كندا، الجميع يعتز بمواطنته الكندية وبمشروع كندا الحضاري في العالم، مهما تباينت الثقافات، ومهما تنوعت الميول والقوميات، وتعددت الفيدراليات، فالمركز في العاصمة أوتوا، هو المرجعية الام، والقانون الاتحادي يسري على الجميع، من دون شرذمة ولا انقسامات، وبلا اي تهديدات او ميليشيات، وبلا اي فيتو او انحيازات، ومن دون ردح ولا مؤامرات، ومن دون عنعنات او اخذ بثارات!
كشف الحقائق بعيدا عن التزوير
انني مع كل العراقيين مهما كان دينهم او جنسهم او ملتهم وطائفتهم.. مهما كانت ثقافتهم ومستوياتهم والوانهم ومناطقهم.. واعتقد ان كلّ عراقي سوي، لا يحمل حقدا او بغضاء او كراهية تجاه اي عراقي آخر يستوي معه في الحياة والمصير.. وهكذا، على كل عراقي ان لا يثير اي مشاكل ازاء العراقي الاخر، مهما بلغت درجة الخلافات السياسية وحتى الاجتماعية، فالمواطنة تجمع الكل وتحتضن الجميع، وهي فوق كل الاتجاهات والانتماءات. انني واثق تمام الثقة ان الاجيال القادمة ستتبلور عن رؤية غير هذه الرؤية التي يحملها العراقيون اليوم الذين ورثوا كل ترسّبات وتصدعات القرن العشرين، ولكنني اراهم اليوم في حالة ضياع، اذ لا هم مع حياة العصر حيث لهم مشروع وطني حضاري مدني يشترك الجميع بقواسمه المشتركة حتى وان اختلفوا، ولا هم مع ارشيف التاريخ حيث لا يعرف كل اقليم في العراق اين هي حدوده التاريخية منذ الف سنة، خصوصا، عندما خرج القادة العراقيون عن اطار هذا العصر، وجعلوا ادواته مجرد آليات اعلامية لا يؤمنون بها حقيقة، فهم يؤمنون بغلبة الاقليات وسحق الاكثريات عند طرف، او اجراء العكس لدى طرف آخر، وهم يتمسكون بالسلطة ويستبدون بالشعب من خلالها، ويزرعون الفتنة.. وهم يمارسون القوة، ولا يؤمنون بالحريات ولا بالديمقراطية الحقيقية، وهم يتلاعبون بنصوص الدين كيفما اتفقت واهواءهم.. انهم فاشلون مقارنة بتجارب الشعوب الاخرى، وكانوا وما زالوا يزوّرون ارشيف التاريخ، ويحرقون كل قرائن الماضي البعيد والقريب؟ لماذا؟ لأنهم لا يؤمنون بالعراق ابدا، ولا بأي مشروع عراقي في المستقبل. ان اكثر ما يحزن ان تجد نفسك محبطا، وانت تدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في العراق، وتجد غيرك يحمل هذا quot; الشعار quot; ويتاجر به في الصحف والفضائيات، وهو يزّور الحقائق علنا، بل ويخفي المعلومات عمدا.. والامر لا يحتاج الى ذلك كله ابدا. ان الجميع يمارس الخطأ من دون ان يعترف بذلك منذ سنوات خلت.
انني مع كل العراقيين مهما كان دينهم او جنسهم او ملتهم وطائفتهم.. مهما كانت ثقافتهم ومستوياتهم والوانهم ومناطقهم.. واعتقد ان كلّ عراقي سوي، لا يحمل حقدا او بغضاء او كراهية تجاه اي عراقي آخر يستوي معه في الحياة والمصير.. وهكذا، على كل عراقي ان لا يثير اي مشاكل ازاء العراقي الاخر، مهما بلغت درجة الخلافات السياسية وحتى الاجتماعية، فالمواطنة تجمع الكل وتحتضن الجميع، وهي فوق كل الاتجاهات والانتماءات. انني واثق تمام الثقة ان الاجيال القادمة ستتبلور عن رؤية غير هذه الرؤية التي يحملها العراقيون اليوم الذين ورثوا كل ترسّبات وتصدعات القرن العشرين، ولكنني اراهم اليوم في حالة ضياع، اذ لا هم مع حياة العصر حيث لهم مشروع وطني حضاري مدني يشترك الجميع بقواسمه المشتركة حتى وان اختلفوا، ولا هم مع ارشيف التاريخ حيث لا يعرف كل اقليم في العراق اين هي حدوده التاريخية منذ الف سنة، خصوصا، عندما خرج القادة العراقيون عن اطار هذا العصر، وجعلوا ادواته مجرد آليات اعلامية لا يؤمنون بها حقيقة، فهم يؤمنون بغلبة الاقليات وسحق الاكثريات عند طرف، او اجراء العكس لدى طرف آخر، وهم يتمسكون بالسلطة ويستبدون بالشعب من خلالها، ويزرعون الفتنة.. وهم يمارسون القوة، ولا يؤمنون بالحريات ولا بالديمقراطية الحقيقية، وهم يتلاعبون بنصوص الدين كيفما اتفقت واهواءهم.. انهم فاشلون مقارنة بتجارب الشعوب الاخرى، وكانوا وما زالوا يزوّرون ارشيف التاريخ، ويحرقون كل قرائن الماضي البعيد والقريب؟ لماذا؟ لأنهم لا يؤمنون بالعراق ابدا، ولا بأي مشروع عراقي في المستقبل. ان اكثر ما يحزن ان تجد نفسك محبطا، وانت تدافع عن الديمقراطية وحقوق الانسان في العراق، وتجد غيرك يحمل هذا quot; الشعار quot; ويتاجر به في الصحف والفضائيات، وهو يزّور الحقائق علنا، بل ويخفي المعلومات عمدا.. والامر لا يحتاج الى ذلك كله ابدا. ان الجميع يمارس الخطأ من دون ان يعترف بذلك منذ سنوات خلت.
هل تنفعنا اجندات الاخرين؟
العراق اليوم ينتظر حلا من ابنائه، بقدر ما تتحكم به اجندات الاخرين! العراق اليوم بلا اي انشداد، ولا اي انصهار، ولا اي عقل، ولا اي وطنية! ما دام العراق كعكة يتقاسمها السياسيون، وما دام كرة يتقاذفها المتحزبون.. يريدون من الاجزاء ان تقضم الكل وتأكل كل الكليات.. العراق اليوم يعيش ظلام العصر المكفهر، والكل يدرك ماهية التجارب المعاصرة بكل مستوياتها العالية سواء كان ذلك ـ مثلا ـ في كندا، ام في سويسرا، ام حتى في الهند، فالجهوية والفيدرالية والمحليات والاقليات وكل الوان الطيف، لا يمكنها ان تكون بديلا متماهيا عن الوطنية والعلاقات الحضارية لكل البلاد المتمدنة ومشروعاتها الموحدة.. والجزء مهما بلغت قوته، لا يمكنه ان يتصرف على هواه، وكيفما أراد من دون الرجوع الى الكّل حيث الفصل من اجل المصالح العليا للبلاد، لا من اجل مصالح هذا او ذاك! ان العراق تأكله الاختلافات السياسية والصراعات الدموية التي صنعتها كل تشظيات الاجندة الحزبية.. وان الانقسامات الاجتماعية يذكيها الانقساميون السياسيون.. الانقساميون لا تهمهم مصالح الجميع كما هو حال كل الارهابيين الذين يقتلون الكل من اجل الجزء.. انهم لا يمثّلون جميع شعب العراق، خصوصا اذا ما علمنا بأن للعراق شعب واحد لا كومة شعوب، كما يريد ان يصورها بعض القادة والساسة والكتّاب المروجّين من هذا المكان او ذاك. ان كل الانفصاليين هم الذين يصنّفون بالانقساميين الذين تهمهم مصالحهم وحدهم، وليذهب الكل الى الجحيم! كل الحكومات التي حكمت العراق، اعتبرها فاشلة في بناء عراق موحّد من قبل ابنائه، لا من قبل شعاراته وهتافاته ومسيراته ومهرجاناته وبيانات انقلاباته العسكرية، ومقررات مؤتمرات احزابه، وقرارات احاديته الدكتاتورية، وصولا الى الاستحواذ على العراق باسم مكوناته العرقية والطائفية اليوم.. لم يتفق ابناء الشعب العراقي بكل اصنافهم ومللهم ونحلهم الدينية والقومية مع اي حكومة عراقية سابقة على اية قرارات وquot; استراتيجيات quot; لم يؤخذ رأي الشعب فيها اصلا عندما تّم التوقيع عليها منذ خمسين سنة مضت.. واتفق الفرقاء، فالقيت الخطابات، وغنت الاذاعات، ورقص الساسة، وابتهجت الاحزاب.. ثم فشلت كل المشروعات او افشلت كل الاتفاقات. من المسؤول في كل مرة؟ لا احد يعرف. ولكن حذار ان تقولوا بأن الشعب هو المسؤول! اذ لم ننس ابدا ان هذا يتهم ذاك بالخيانة، وذاك يتهم اولئك بالعمالة.. واولئك يعلنون عن تآمر اطراف، وهؤلاء يصنفون انفسهم بشتى الاوصاف بدءا بالجريمة وانتهاء بالارهاب.. وملايين الناس ليس لها الا ان تتبع هذا او ذاك! ربما كانت الكراهية والاحقاد موجودة بين الطبقات او المستويات، ولكنها لم تكن مزروعة لا بين الطوائف ولا بين الاعراق في كل ارجاء العراق.
العراق اليوم ينتظر حلا من ابنائه، بقدر ما تتحكم به اجندات الاخرين! العراق اليوم بلا اي انشداد، ولا اي انصهار، ولا اي عقل، ولا اي وطنية! ما دام العراق كعكة يتقاسمها السياسيون، وما دام كرة يتقاذفها المتحزبون.. يريدون من الاجزاء ان تقضم الكل وتأكل كل الكليات.. العراق اليوم يعيش ظلام العصر المكفهر، والكل يدرك ماهية التجارب المعاصرة بكل مستوياتها العالية سواء كان ذلك ـ مثلا ـ في كندا، ام في سويسرا، ام حتى في الهند، فالجهوية والفيدرالية والمحليات والاقليات وكل الوان الطيف، لا يمكنها ان تكون بديلا متماهيا عن الوطنية والعلاقات الحضارية لكل البلاد المتمدنة ومشروعاتها الموحدة.. والجزء مهما بلغت قوته، لا يمكنه ان يتصرف على هواه، وكيفما أراد من دون الرجوع الى الكّل حيث الفصل من اجل المصالح العليا للبلاد، لا من اجل مصالح هذا او ذاك! ان العراق تأكله الاختلافات السياسية والصراعات الدموية التي صنعتها كل تشظيات الاجندة الحزبية.. وان الانقسامات الاجتماعية يذكيها الانقساميون السياسيون.. الانقساميون لا تهمهم مصالح الجميع كما هو حال كل الارهابيين الذين يقتلون الكل من اجل الجزء.. انهم لا يمثّلون جميع شعب العراق، خصوصا اذا ما علمنا بأن للعراق شعب واحد لا كومة شعوب، كما يريد ان يصورها بعض القادة والساسة والكتّاب المروجّين من هذا المكان او ذاك. ان كل الانفصاليين هم الذين يصنّفون بالانقساميين الذين تهمهم مصالحهم وحدهم، وليذهب الكل الى الجحيم! كل الحكومات التي حكمت العراق، اعتبرها فاشلة في بناء عراق موحّد من قبل ابنائه، لا من قبل شعاراته وهتافاته ومسيراته ومهرجاناته وبيانات انقلاباته العسكرية، ومقررات مؤتمرات احزابه، وقرارات احاديته الدكتاتورية، وصولا الى الاستحواذ على العراق باسم مكوناته العرقية والطائفية اليوم.. لم يتفق ابناء الشعب العراقي بكل اصنافهم ومللهم ونحلهم الدينية والقومية مع اي حكومة عراقية سابقة على اية قرارات وquot; استراتيجيات quot; لم يؤخذ رأي الشعب فيها اصلا عندما تّم التوقيع عليها منذ خمسين سنة مضت.. واتفق الفرقاء، فالقيت الخطابات، وغنت الاذاعات، ورقص الساسة، وابتهجت الاحزاب.. ثم فشلت كل المشروعات او افشلت كل الاتفاقات. من المسؤول في كل مرة؟ لا احد يعرف. ولكن حذار ان تقولوا بأن الشعب هو المسؤول! اذ لم ننس ابدا ان هذا يتهم ذاك بالخيانة، وذاك يتهم اولئك بالعمالة.. واولئك يعلنون عن تآمر اطراف، وهؤلاء يصنفون انفسهم بشتى الاوصاف بدءا بالجريمة وانتهاء بالارهاب.. وملايين الناس ليس لها الا ان تتبع هذا او ذاك! ربما كانت الكراهية والاحقاد موجودة بين الطبقات او المستويات، ولكنها لم تكن مزروعة لا بين الطوائف ولا بين الاعراق في كل ارجاء العراق.
هل تكون عراقيا ام لا تكون؟
انني لا اريد من كل هذه التشخيصات النيل من أحد، ولا بذكر اسم احد.. ولكن ينبغي ان نبحث عن اجوبة مختلفة للسؤال الذي افترضته عن العراق: هل يكون او لا يكون؟ وربما سيجد القراء الكرام في الحلقة الثانية القادمة من هذه quot; الرؤية quot; بعض الافكار الجديدة التي تنّبه الى مواطن الخلل، وتثير جملة من الاسئلة التي هي بحاجة ماسة للبحث عن اجوبة عليها من قبل كل العراقيين، وهم يخوضون لجج هذا المخاض الصعب.. وخصوصا من آمن بالعراق ووجوده، اما من لم يؤمن به، فليس ثمة لغة مشتركة بينه وبين هذا quot; التفكير quot;. ولا اعتقد ابدا ان اي عراقي له قليل من مكابدات الوعي وعنده القليل من بعد النظر سيتخّلى عن عراقيته بسهولة وهو بين انياب القراصنة! وليدعني القارئ الكريم اعالج ذلك في مقال لاحق الحلقة القادمة.
انني لا اريد من كل هذه التشخيصات النيل من أحد، ولا بذكر اسم احد.. ولكن ينبغي ان نبحث عن اجوبة مختلفة للسؤال الذي افترضته عن العراق: هل يكون او لا يكون؟ وربما سيجد القراء الكرام في الحلقة الثانية القادمة من هذه quot; الرؤية quot; بعض الافكار الجديدة التي تنّبه الى مواطن الخلل، وتثير جملة من الاسئلة التي هي بحاجة ماسة للبحث عن اجوبة عليها من قبل كل العراقيين، وهم يخوضون لجج هذا المخاض الصعب.. وخصوصا من آمن بالعراق ووجوده، اما من لم يؤمن به، فليس ثمة لغة مشتركة بينه وبين هذا quot; التفكير quot;. ولا اعتقد ابدا ان اي عراقي له قليل من مكابدات الوعي وعنده القليل من بعد النظر سيتخّلى عن عراقيته بسهولة وهو بين انياب القراصنة! وليدعني القارئ الكريم اعالج ذلك في مقال لاحق الحلقة القادمة.
للمقال صلة
التعليقات