دعوني ايها القراء الكرام اعود اليكم بعد غياب سفر علمي، كي اثير اليوم بعض التساؤلات، وخصوصا بعد ان مرّت خمس سنوات على الحرب في العراق.. خمس سنوات كاملة على رحيل النظام السابق.. خمس سنوات على احتلال العراق باعتراف الادارة الامريكية.. خمس سنوات من التغيير الصعب، ولكن نحو المجهول مرورا باسوأ الظروف واصعب الحالات واقسى الاحداث.. تساؤلاتي أجدها بسيطة ومتواضعة، ولكنها مهمة بعد مرور السنوات العجاف.. ولقد عشنا نحن العراقيين تلك الاحداث سواء عن قرب او بعد بمنتهى الترقب والتعاطف. وكان الامل الذي لم يزل يشعل فينا ـ ولدى كل اغلب العراقيين ـ التفكير والاهتمام بمستقبل جديد.. خمس سنوات من اصعب التواريخ التي ستكتبها الاجيال القادمة بجهود استثنائية للغاية.. سواء في البحث عن الاسباب او معالجة المضامين او الخروج بالنتائج.. ان تداعيات ما حدث منذ خمس سنوات على المنطقة باسرها.. تجعلنا نعيد التفكير من خلال تساؤلات مشروعة تثير بالتأكيد في اذهان الجميع جملة من الاشكاليات الحقيقية، وخصوصا لدى المهتمين والدارسين والكتّاب والساسة والمفكرين في كل هذا العالم. واذا كنت ادرك تمام الادراك العديد من الاجابات عن تلك التساؤلات، والتي كنت قد نشرتها في العديد من المقالات، فأنني اطمح اليوم ان يتوّصل اليها كل من يمتلك العقل الراجح، والرؤية البعيدة، والادراك العميق، والوعي المعرفي بحجم التناقضات المريرة التي ازدادت شراستها، وتفاقمت بلاياها، وعظمت خطاياها.. ولا ادري كيف يمكن ان تستعيد حياتنا العراقية انفاسها من جديد مع الزمن الاتي، اذا كنا لم نجد حتى يومنا هذا مشروعا وطنيا وحضاريا يجمعنا، ويوحّد سيرورتنا واهدافنا، ويقّوي عزيمتنا، ويصنع ارادتنا ازاء كل التحديات!
الى الامريكيين أولا:
هل ادركت الولايات المتحدة الامريكية حجم التهتك الذي اصاب العراق بعد خمس سنوات من عملياتها في ارجائه؟ وما كان العراق قد خرج به من جروح وقروح السنوات الماضية؟ هل انها تعيد التفكير من جديد في الثمن الكبير الذي تكبده العراقيون منذ خمسين سنة.. بدءا بالانقلابات العسكرية، والمؤامرات السياسية.. ومرورا بالرهانات والاستحقاقات الاقتصادية لدول وشركات معروفة.. وصولا الى اشعال الحروب وممارسة ابشع انواع الممارسات والجرائم بحق العراقيين من قتل وسحل واغتيالات وتدمير وتهجير واعدامات مارستها الدكتاتورية والسياسات الاحادية؟ مع فرض الحصارات وظاهرة الهروب الجماعي والانسحاقات الحضارية؟ وانتهاء بخمس سنوات من الارهاب والتفكك والانقسامات والتشظيات وصراعات القوى والمليشيات؟ خمس سنوات من التشظي والطائفية والاختراقات؟ خمس سنوات من القتل الجماعي وقمع النسوة والاطفال وقتل الاساتذة والاطباء والضباط والطيارين.. خمس سنوات من اضطهاد الاديان وتفجير الجوامع والحسينيات والمراقد والبيع والكنائس ودور العبادات.. خمس سنوات من تهميش الاقليات الاجتماعية العريقة كالمسيحيين واليزيدية والفويلية والصبة المندائيين وغيرهم والنيل منهم ومن حرياتهم وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم.. هل ادرك العراقيون انهم كانوا وما زالوا بمثابة رهانات مفجعة للمصالح الامريكية والدولية والاقليمية المتكالبة على وطنهم وترابهم.. وكانوا بدائل لحقائب من المال وصفائح من الدم المسفوح لبوابة الامة العربية؟ هل ادرك العراقيون انهم جميعا كانوا وما زالوا وقودا حامية للاخرين؟ وكانت خيراتهم ونفوطهم وكل عائداتهم توّزع على الغرباء والدخلاء والعملاء والسماسرة والمنافقين والمصفقين والمتاجرين والطفيليين!! هل ادركوا اليوم ان العراق لحمتهم وسداهم، وهو اهم بكثير من تنوعاتهم وفسيفسآتهم اذا ما عرفوا اين موقعهم من الجغرافية المعاصرة والتاريخ القادم؟ هل ادرك الامريكيون ان سياساتهم في العراق كانت فاشلة تماما، لأن من يريد تحقيق مصالحه لابد ان يدرك العديد من التوازنات، ويقدّر الامور حق قدرها.. وهذا ما لم يفعلوه في العراق. هل كان التدمير وسحق البنى التحتية العراقية مشروع نهب منظّم للشركات كي تتشدق باعادة البناء؟ واذا كانوا لم يكتفوا ابدا بتدمير البنى التحتية، فلماذا سحقت البنية الفوقية بهذا الاسلوب الماكر؟ لماذا غدا العراق ساحة حمراء لتصفية الارهاب؟ لماذا كانت صناعة كل الفوضى؟ لماذا راهن الامريكيون على نماذج معينة من العراقيين.. وما زالوا يراهنون حتى هذه اللحظة؟ لماذا اعتمدوا على اناس جهلة بلداء ومجموعة اغبياء وسماسرة لا يعرفون من العراق الا اسمه؟ ثم لماذا نبقى اسرى الاجندة الامريكية التي ليست لها اية ملامح في تبيان ما الذي تريده من العراق حقا..؟؟ علما بأننا ندرك ادراكا يقينيا وجيدا ان الاستحواذ والتحكم في شأن الطاقة للقرن الواحد والعشرين، يعدّان من الاهداف الاستراتيجية التي تمر عبر الحرب على الارهاب وهو من الاهداف المرحلية؟ وأسأل: لماذا يبقى العراق اسير الافتراقات الامريكية ولعبة الانتخابات الامريكية، علما بأن السيرورة الامريكية واحدة لا تتجزأ في ما وضع من خطط وبرامج واهداف؟؟ واخيرا، هل ادركنا حتى اليوم طبيعة الاسباب والمسببّات لكل ما جرى فعله على امتداد خمس سنوات.. حتى نفهم تماما ما اسرار مضامين علاقات / الصراع بين الامريكيين والايرانيين، وهم يتحاورون على ارض عراقية؟
هل ادركت الولايات المتحدة الامريكية حجم التهتك الذي اصاب العراق بعد خمس سنوات من عملياتها في ارجائه؟ وما كان العراق قد خرج به من جروح وقروح السنوات الماضية؟ هل انها تعيد التفكير من جديد في الثمن الكبير الذي تكبده العراقيون منذ خمسين سنة.. بدءا بالانقلابات العسكرية، والمؤامرات السياسية.. ومرورا بالرهانات والاستحقاقات الاقتصادية لدول وشركات معروفة.. وصولا الى اشعال الحروب وممارسة ابشع انواع الممارسات والجرائم بحق العراقيين من قتل وسحل واغتيالات وتدمير وتهجير واعدامات مارستها الدكتاتورية والسياسات الاحادية؟ مع فرض الحصارات وظاهرة الهروب الجماعي والانسحاقات الحضارية؟ وانتهاء بخمس سنوات من الارهاب والتفكك والانقسامات والتشظيات وصراعات القوى والمليشيات؟ خمس سنوات من التشظي والطائفية والاختراقات؟ خمس سنوات من القتل الجماعي وقمع النسوة والاطفال وقتل الاساتذة والاطباء والضباط والطيارين.. خمس سنوات من اضطهاد الاديان وتفجير الجوامع والحسينيات والمراقد والبيع والكنائس ودور العبادات.. خمس سنوات من تهميش الاقليات الاجتماعية العريقة كالمسيحيين واليزيدية والفويلية والصبة المندائيين وغيرهم والنيل منهم ومن حرياتهم وطقوسهم وعاداتهم وتقاليدهم.. هل ادرك العراقيون انهم كانوا وما زالوا بمثابة رهانات مفجعة للمصالح الامريكية والدولية والاقليمية المتكالبة على وطنهم وترابهم.. وكانوا بدائل لحقائب من المال وصفائح من الدم المسفوح لبوابة الامة العربية؟ هل ادرك العراقيون انهم جميعا كانوا وما زالوا وقودا حامية للاخرين؟ وكانت خيراتهم ونفوطهم وكل عائداتهم توّزع على الغرباء والدخلاء والعملاء والسماسرة والمنافقين والمصفقين والمتاجرين والطفيليين!! هل ادركوا اليوم ان العراق لحمتهم وسداهم، وهو اهم بكثير من تنوعاتهم وفسيفسآتهم اذا ما عرفوا اين موقعهم من الجغرافية المعاصرة والتاريخ القادم؟ هل ادرك الامريكيون ان سياساتهم في العراق كانت فاشلة تماما، لأن من يريد تحقيق مصالحه لابد ان يدرك العديد من التوازنات، ويقدّر الامور حق قدرها.. وهذا ما لم يفعلوه في العراق. هل كان التدمير وسحق البنى التحتية العراقية مشروع نهب منظّم للشركات كي تتشدق باعادة البناء؟ واذا كانوا لم يكتفوا ابدا بتدمير البنى التحتية، فلماذا سحقت البنية الفوقية بهذا الاسلوب الماكر؟ لماذا غدا العراق ساحة حمراء لتصفية الارهاب؟ لماذا كانت صناعة كل الفوضى؟ لماذا راهن الامريكيون على نماذج معينة من العراقيين.. وما زالوا يراهنون حتى هذه اللحظة؟ لماذا اعتمدوا على اناس جهلة بلداء ومجموعة اغبياء وسماسرة لا يعرفون من العراق الا اسمه؟ ثم لماذا نبقى اسرى الاجندة الامريكية التي ليست لها اية ملامح في تبيان ما الذي تريده من العراق حقا..؟؟ علما بأننا ندرك ادراكا يقينيا وجيدا ان الاستحواذ والتحكم في شأن الطاقة للقرن الواحد والعشرين، يعدّان من الاهداف الاستراتيجية التي تمر عبر الحرب على الارهاب وهو من الاهداف المرحلية؟ وأسأل: لماذا يبقى العراق اسير الافتراقات الامريكية ولعبة الانتخابات الامريكية، علما بأن السيرورة الامريكية واحدة لا تتجزأ في ما وضع من خطط وبرامج واهداف؟؟ واخيرا، هل ادركنا حتى اليوم طبيعة الاسباب والمسببّات لكل ما جرى فعله على امتداد خمس سنوات.. حتى نفهم تماما ما اسرار مضامين علاقات / الصراع بين الامريكيين والايرانيين، وهم يتحاورون على ارض عراقية؟
الى العراقيين أولا وأخيرا:
هل ادرك العراقيون كل ما حّل بهم من جنايات تاريخية لا يمكن ان يغفرها احد في يوم من الايام؟ هل لم تزل كل الشعارات التي رفعت تعد من الاهداف الحيوية لهم في بناء ما اسمي بـ quot; العراق الجديد quot;؟ او اجترار الشعارات الاخرى لعودة القديم الى قدمه؟ وهل كان من تسّلم السلطة في العراق مؤهّلا لتحقيق مثل تلك الاهداف؟ لماذا احتكرت الاحزاب كل السلطة في العراق؟ ولماذا استحوذ (بعض منها) على كل السلطات في ظل الوجود الامريكي؟ هل لم يزل البعض يتوّهم ان عراقا ديمقراطيا جديدا يمكنه ان ينبثق من جحيم الفوضى الخلاقة؟ هل لم تزل الاحزاب الاساسية التي تقاسمت السلطة باسم الشعب العراقي تعيد وتنتج كل المجتّرات السياسية من دون التفكير في ما وصل اليه الحال والاحوال في العراق؟ لماذا لم يزل التهميش واتباع خط العزلة عن كل التكنوقراط المستقلين العراقيين بعد ان غدا العراق بستانا مثمرا بلا جدران.. ومشروعا للنهب المنظم؟ هل لم يزل البعض يراوح في مكانه وهو يحلم بالاهداف التي لا يمكن ان تصلح لا للعراق ولا للعراقيين؟ هل ايقن العراقيون ان (الدستور) الذي ناضلوا من اجل ان بكون مدنيا وحضاريا، كان ولم يزل يحمل تابوت العراق نظرا لما تضمّنه من اخطاء وتجاوزات؟ هل لم يزل العراق رهين تحالف مصالح هذا الحزب مع ذاك من دون مصالح العراق العليا؟ هل اقتنع العراقيون بأنهم بحاجة ماسة الى فترات انتقالية يتمرّس العراقيون خلالها على الحريات والديمقراطية وسيادة القانون وبناء القوة واحترام الرأي وتأسيس للمجتمع المدني قبل الاستعجال وارتكاب خطايا جسيمة بحق العراق؟ هل اقتنعت الاحزاب الدينية (وهي مفروزة طائفيا) بتجديد انظمتها الداخلية لتغدو احزابا سياسية مدنية؟ هل اقتنع العراقيون ان امن العراق واستقراره لا يأتي الا من خلال مركزية بغداد الجغرافية.. وان الجميع مهما كان نوعهم وعددهم لا يمكنه ان يعيش من دون بغداد؟ واعود الى انصار الماضي القريب، هل اعترفوا بمن جنى على العراق رفقة الامريكان؟ هل اعادوا التفكير في الدم العراقي المهدور ظلما وعدوانا؟ لماذا لم يفصلوا حتى اليوم بين المقاومة المشروعة وجرائم الارهاب؟ لماذا لم نسمع اية ادانات ضد قتل العراقيين مهما كان نوعهم وانتماؤهم؟ هل اعترف الجميع باخطائهم التي قادت الى بحر من جنايات التاريخ؟ هل نجح الساسة والمثقفون العراقيون ان يوحّدوا انفسهم في مشروع عمل وطني حقيقي بعد التغيير.. كي يقفوا صفّا واحدا ازاء الامريكان والعالم؟ هل انتصر العراقيون في صنع ارادة عراقية حقيقية بلا اية موبقات؟ هل ادرك الجهلاء والغلاة والرعاع والمشعوذون والطائفيون والشوفينيون والقتلة وعصابات المجرمين.. ان ما فعلوه سيجعلهم في شرفة التاريخ وعليائه.. ام في الدرك الاسفل منه؟ هل تعّلم المهرجون واللاعبون والذيليون والتابعون والتافهون واللصوص والمختلسون.. انهم ابعد ما يكونوا عن واقع لا يمكنه ان يكون سريع التحولات الايجابية من دون محاسبتهم والاقتصاص منهم ليقتنع الشعب العراقي ان ثمة نظافة سياسية في تاريخ العراق اليوم؟ متى يغربل العراقيون الناس على اساس الكفاءة ونظافة اليد وحسن السيرة والاهلية والسلوك كي يخدموا العراق بدلا من الساقطين والفاشلين ومنعدمي الجاه؟ لماذا صحا الناس في بعض المناطق على جرائم ترتكب باسم الاسلام.. لتشّكل (الصحوات) تحديا ضد الارهاب الذي فتك فتكا مبرحا بالعراقيين؟ لماذا استفاق حكام العراق اليوم، بعد ان نادينا طويلا ليقولوا: ان استقرار العراق لا يمكنه ان يتم بوجود القوى المسلحة والمليشيات الاوليغارية والعصابات من اولاد الشوارع؟ هل ثمة استراتيجية عراقية لسحب وتنظيف العراق من الاسلحة.. ام انها امنية لا تتحقق اليوم، لأن هناك من يشاركها المصالح والعلاقات والصفقات والاختراقات؟ هل ادرك العراقيون انهم بحاجة الى خمس سنوات اخرى من اجل تأهيل العراق لاعادة البناء الذي لا يمكن البدء به من دون امن ولا نظام ولا استقرار؟ هل ادرك الاخوة الاكراد في العراق ان العراق سيبقى حاضنة لهم.. وان تعويلهم على الاخرين لتحقيق اهدافهم كان ولم يزل خطيئة لا تغتفر.. وان ليس لهم الا العراق وطنا وليس بديلا، حاضنا وليس مرضعا؟ هل ادرك من يريد الفيدرالية لكل العراق ان العراق لا يمكن تقسيمه وحدات سياسية، فمنذ وجوده على هذه الارض كان مجموعة وحدات ادارية سواء بوجود عمال الامصار او مديري الاقاليم او ولاة الولايات او متصرفي الالوية او محافظي المحافظات؟؟ وان الفدرلة السياسية العراقية هي تقسيم دموي للعراق.. واذا كانت خمس سنوات قد مرت من دون نجاح فدرلته، فان السنوات القادمة ستشهد تماسكا له اكثر من اي وقت مضى بعد ان اكتشف العراقيون عبر تجاربهم المريرة لكل الدروس ان انتصارهم الوحيد في وحدتهم وانفتاحهم وتعاضدهم وتآلفهم واحترام احدهم الاخر..
هل ادرك العراقيون كل ما حّل بهم من جنايات تاريخية لا يمكن ان يغفرها احد في يوم من الايام؟ هل لم تزل كل الشعارات التي رفعت تعد من الاهداف الحيوية لهم في بناء ما اسمي بـ quot; العراق الجديد quot;؟ او اجترار الشعارات الاخرى لعودة القديم الى قدمه؟ وهل كان من تسّلم السلطة في العراق مؤهّلا لتحقيق مثل تلك الاهداف؟ لماذا احتكرت الاحزاب كل السلطة في العراق؟ ولماذا استحوذ (بعض منها) على كل السلطات في ظل الوجود الامريكي؟ هل لم يزل البعض يتوّهم ان عراقا ديمقراطيا جديدا يمكنه ان ينبثق من جحيم الفوضى الخلاقة؟ هل لم تزل الاحزاب الاساسية التي تقاسمت السلطة باسم الشعب العراقي تعيد وتنتج كل المجتّرات السياسية من دون التفكير في ما وصل اليه الحال والاحوال في العراق؟ لماذا لم يزل التهميش واتباع خط العزلة عن كل التكنوقراط المستقلين العراقيين بعد ان غدا العراق بستانا مثمرا بلا جدران.. ومشروعا للنهب المنظم؟ هل لم يزل البعض يراوح في مكانه وهو يحلم بالاهداف التي لا يمكن ان تصلح لا للعراق ولا للعراقيين؟ هل ايقن العراقيون ان (الدستور) الذي ناضلوا من اجل ان بكون مدنيا وحضاريا، كان ولم يزل يحمل تابوت العراق نظرا لما تضمّنه من اخطاء وتجاوزات؟ هل لم يزل العراق رهين تحالف مصالح هذا الحزب مع ذاك من دون مصالح العراق العليا؟ هل اقتنع العراقيون بأنهم بحاجة ماسة الى فترات انتقالية يتمرّس العراقيون خلالها على الحريات والديمقراطية وسيادة القانون وبناء القوة واحترام الرأي وتأسيس للمجتمع المدني قبل الاستعجال وارتكاب خطايا جسيمة بحق العراق؟ هل اقتنعت الاحزاب الدينية (وهي مفروزة طائفيا) بتجديد انظمتها الداخلية لتغدو احزابا سياسية مدنية؟ هل اقتنع العراقيون ان امن العراق واستقراره لا يأتي الا من خلال مركزية بغداد الجغرافية.. وان الجميع مهما كان نوعهم وعددهم لا يمكنه ان يعيش من دون بغداد؟ واعود الى انصار الماضي القريب، هل اعترفوا بمن جنى على العراق رفقة الامريكان؟ هل اعادوا التفكير في الدم العراقي المهدور ظلما وعدوانا؟ لماذا لم يفصلوا حتى اليوم بين المقاومة المشروعة وجرائم الارهاب؟ لماذا لم نسمع اية ادانات ضد قتل العراقيين مهما كان نوعهم وانتماؤهم؟ هل اعترف الجميع باخطائهم التي قادت الى بحر من جنايات التاريخ؟ هل نجح الساسة والمثقفون العراقيون ان يوحّدوا انفسهم في مشروع عمل وطني حقيقي بعد التغيير.. كي يقفوا صفّا واحدا ازاء الامريكان والعالم؟ هل انتصر العراقيون في صنع ارادة عراقية حقيقية بلا اية موبقات؟ هل ادرك الجهلاء والغلاة والرعاع والمشعوذون والطائفيون والشوفينيون والقتلة وعصابات المجرمين.. ان ما فعلوه سيجعلهم في شرفة التاريخ وعليائه.. ام في الدرك الاسفل منه؟ هل تعّلم المهرجون واللاعبون والذيليون والتابعون والتافهون واللصوص والمختلسون.. انهم ابعد ما يكونوا عن واقع لا يمكنه ان يكون سريع التحولات الايجابية من دون محاسبتهم والاقتصاص منهم ليقتنع الشعب العراقي ان ثمة نظافة سياسية في تاريخ العراق اليوم؟ متى يغربل العراقيون الناس على اساس الكفاءة ونظافة اليد وحسن السيرة والاهلية والسلوك كي يخدموا العراق بدلا من الساقطين والفاشلين ومنعدمي الجاه؟ لماذا صحا الناس في بعض المناطق على جرائم ترتكب باسم الاسلام.. لتشّكل (الصحوات) تحديا ضد الارهاب الذي فتك فتكا مبرحا بالعراقيين؟ لماذا استفاق حكام العراق اليوم، بعد ان نادينا طويلا ليقولوا: ان استقرار العراق لا يمكنه ان يتم بوجود القوى المسلحة والمليشيات الاوليغارية والعصابات من اولاد الشوارع؟ هل ثمة استراتيجية عراقية لسحب وتنظيف العراق من الاسلحة.. ام انها امنية لا تتحقق اليوم، لأن هناك من يشاركها المصالح والعلاقات والصفقات والاختراقات؟ هل ادرك العراقيون انهم بحاجة الى خمس سنوات اخرى من اجل تأهيل العراق لاعادة البناء الذي لا يمكن البدء به من دون امن ولا نظام ولا استقرار؟ هل ادرك الاخوة الاكراد في العراق ان العراق سيبقى حاضنة لهم.. وان تعويلهم على الاخرين لتحقيق اهدافهم كان ولم يزل خطيئة لا تغتفر.. وان ليس لهم الا العراق وطنا وليس بديلا، حاضنا وليس مرضعا؟ هل ادرك من يريد الفيدرالية لكل العراق ان العراق لا يمكن تقسيمه وحدات سياسية، فمنذ وجوده على هذه الارض كان مجموعة وحدات ادارية سواء بوجود عمال الامصار او مديري الاقاليم او ولاة الولايات او متصرفي الالوية او محافظي المحافظات؟؟ وان الفدرلة السياسية العراقية هي تقسيم دموي للعراق.. واذا كانت خمس سنوات قد مرت من دون نجاح فدرلته، فان السنوات القادمة ستشهد تماسكا له اكثر من اي وقت مضى بعد ان اكتشف العراقيون عبر تجاربهم المريرة لكل الدروس ان انتصارهم الوحيد في وحدتهم وانفتاحهم وتعاضدهم وتآلفهم واحترام احدهم الاخر..
الى العرب والايرانيين والاتراك
وبعد خمس سنوات من سقوط نظام صدام حسين وحلول الاحتلال بديلا عن الاستقلال.. ومن قرارات خاطئة اتبعتها السياسة الامريكية في العراق.. هل عرف العرب اساليب الوعي بها؟ هل تعلموا كيفية التعامل معها؟ هل ادرك العرب كيف انتهى العراق اليوم وهو في خضم عواصف لا تهدأ؟ هل كانت للعرب رؤية موحدة، ومواقف مجسدة في الرؤية الى العراق؟ هل وقفوا مع شعب العراق بمعزل عن نظام سابق او نظام لاحق؟ هل ادرك العرب طريقا جديدا بعد ان حلت المأساة بالعراق والعراقيين، يبتعد عن اتجاهين متعاكسين: اولاهما اهتراء الصمود والتصدي الذي لم يزل البعض يعيش على فتاتاته وهو يخلط الاوراق.. وثانيهما الارتقاء والنهوض قليلا من الانبطاح المهين امام الامريكيين. وهذه هي (الالفاظ) التي كانوا وما زالوا يستخدمونها في ادبياتهم السياسية والاعلامية.. أسأل ايضا: هل ارتقى الزعماء العرب الى قدر المسؤولية ليتعلموا اشياء مهمة من تجربة خمس سنوات عراقية مؤلمة وهم يدركون ان العراق مركز حيوي للشرق الاوسط كله؟ واثر مرور خمس سنوات على انقسامات العراق واختراقات الاخرين للعراق.. لم يزل العراق واقفا على رجليه يصارع كل التشظيات التي ساهم العرب انفسهم في بعض منها، وخصوصا الذين ايدوا ارهاب تنظيم القاعدة وما فعله بالعراقيين! اذ انهم يدركون مكانة العراق وما معنى العراق بالنسبة لمصير المنطقة كلها.. بل ووجود العالم الاسلامي قاطبة؟ وبعد خمس سنوات على تهشيم الفكر والذات بولادة المزيد من التوحشات والجهالة والفضاضة والقتول والتفجيرات والتفخيخات وارهاب الفكر وسجن العقل.. هل ادرك المفكرون العرب وهم قلة قليلة، شيئا من بؤس كل ما آمنوا به من شعارات.. كانوا وما زالوا يجترونها منذ خمسين سنة حتى اليوم؟ لماذا لم يقف العرب مع العراقيين في محنتهم اليوم.. بعد ان كانوا قد وقفوا مع النظام السابق في حروبه ومغامراته؟ لماذا اطفأ العالم ديونه المستحقة على العراق.. في حين عاد العرب ليطالبوا العراق بديون ليس لها وجود؟ لماذا تركوا الفرصة لكل من ايران وتركيا العبث والاختراق في الارض العراقية والمكونات العراقية والبنى الاجتماعية العراقية من دون اي تعاطف مع العراق ولا اي ادوار مع جماهير العراق؟ ما دور العرب في مساعدة العراقيين من الانسحاقات والتمزقات المحلية والطائفية والعرقية والاجتماعية؟ ما دور العرب في ما حلّ بالعراقيين من قتل وارهاب وتفخيخ وجرائم قتل واختطاف..؟ ما دور ايران في العراق من خلال الوجود الامريكي؟ لماذا احجم كل القادة والزعماء في العالم من زيارة العراق منذ خمس سنوات.. ولم يقم بذلك الا الرئيس الايراني الذي مشى على سجاد احمر ببغداد في ظل حماية امريكية..؟؟ واخيرا أتساءل: هل من المعقول ان لا تتم ادانة الارهاب في مؤتمر للقمة العربي، والارهاب يطال اليوم الجميع، ولم يكن العدو الرقم واحد للولايات المتحدة الامريكية فقط؟ انه العدو رقم واحد للعراقيين جميعا.
وبعد خمس سنوات من سقوط نظام صدام حسين وحلول الاحتلال بديلا عن الاستقلال.. ومن قرارات خاطئة اتبعتها السياسة الامريكية في العراق.. هل عرف العرب اساليب الوعي بها؟ هل تعلموا كيفية التعامل معها؟ هل ادرك العرب كيف انتهى العراق اليوم وهو في خضم عواصف لا تهدأ؟ هل كانت للعرب رؤية موحدة، ومواقف مجسدة في الرؤية الى العراق؟ هل وقفوا مع شعب العراق بمعزل عن نظام سابق او نظام لاحق؟ هل ادرك العرب طريقا جديدا بعد ان حلت المأساة بالعراق والعراقيين، يبتعد عن اتجاهين متعاكسين: اولاهما اهتراء الصمود والتصدي الذي لم يزل البعض يعيش على فتاتاته وهو يخلط الاوراق.. وثانيهما الارتقاء والنهوض قليلا من الانبطاح المهين امام الامريكيين. وهذه هي (الالفاظ) التي كانوا وما زالوا يستخدمونها في ادبياتهم السياسية والاعلامية.. أسأل ايضا: هل ارتقى الزعماء العرب الى قدر المسؤولية ليتعلموا اشياء مهمة من تجربة خمس سنوات عراقية مؤلمة وهم يدركون ان العراق مركز حيوي للشرق الاوسط كله؟ واثر مرور خمس سنوات على انقسامات العراق واختراقات الاخرين للعراق.. لم يزل العراق واقفا على رجليه يصارع كل التشظيات التي ساهم العرب انفسهم في بعض منها، وخصوصا الذين ايدوا ارهاب تنظيم القاعدة وما فعله بالعراقيين! اذ انهم يدركون مكانة العراق وما معنى العراق بالنسبة لمصير المنطقة كلها.. بل ووجود العالم الاسلامي قاطبة؟ وبعد خمس سنوات على تهشيم الفكر والذات بولادة المزيد من التوحشات والجهالة والفضاضة والقتول والتفجيرات والتفخيخات وارهاب الفكر وسجن العقل.. هل ادرك المفكرون العرب وهم قلة قليلة، شيئا من بؤس كل ما آمنوا به من شعارات.. كانوا وما زالوا يجترونها منذ خمسين سنة حتى اليوم؟ لماذا لم يقف العرب مع العراقيين في محنتهم اليوم.. بعد ان كانوا قد وقفوا مع النظام السابق في حروبه ومغامراته؟ لماذا اطفأ العالم ديونه المستحقة على العراق.. في حين عاد العرب ليطالبوا العراق بديون ليس لها وجود؟ لماذا تركوا الفرصة لكل من ايران وتركيا العبث والاختراق في الارض العراقية والمكونات العراقية والبنى الاجتماعية العراقية من دون اي تعاطف مع العراق ولا اي ادوار مع جماهير العراق؟ ما دور العرب في مساعدة العراقيين من الانسحاقات والتمزقات المحلية والطائفية والعرقية والاجتماعية؟ ما دور العرب في ما حلّ بالعراقيين من قتل وارهاب وتفخيخ وجرائم قتل واختطاف..؟ ما دور ايران في العراق من خلال الوجود الامريكي؟ لماذا احجم كل القادة والزعماء في العالم من زيارة العراق منذ خمس سنوات.. ولم يقم بذلك الا الرئيس الايراني الذي مشى على سجاد احمر ببغداد في ظل حماية امريكية..؟؟ واخيرا أتساءل: هل من المعقول ان لا تتم ادانة الارهاب في مؤتمر للقمة العربي، والارهاب يطال اليوم الجميع، ولم يكن العدو الرقم واحد للولايات المتحدة الامريكية فقط؟ انه العدو رقم واحد للعراقيين جميعا.
استنتاجات
واخيرا، من يجيب على كل هذه الاسئلة، وهي غيض من فيض اسئلة اخرى يطرحها كل العراقيين في كل لحظة تاريخية تمر عليهم؟ من يجيب على هذه الاسئلة.. ولا اقول يغيّر من قناعاته، بل يعيد التفكير من جديد بمصيره ومصير العراق؟ بالرغم من كل ما حل بالعراق من اوضار وتدمير وتمزّق وانسحاق.. الا ان الامل يعيش في وجدان كل العراقيين.. الامل ان يخرج العراق من محنته وينبثق جديدا من خلال مشروع وطني حضاري للتغيير والبناء والخلاص من هيمنة الاخرين وفي مقدمتهم الامريكيين والايرانيين.. ثمة وعي جديد يتوالد لدى العراقيين وهم يستعيدوا مخاضهم الصعب ويتجنبوا كل الهنات والاخطاء التي زاولوها والشعارات التي رفعوها.. ثمة أمل جديد سيشرق امامنا، وعلينا ان لا نفتقده.. والا نكون قد فقدنا وجودنا ومصيرنا.. فهل يستعيد العراق زمنه؟ وهل يستعيد انفاسه؟ وهل يستعيد قوته وخصائصه ونفائسه؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل.
واخيرا، من يجيب على كل هذه الاسئلة، وهي غيض من فيض اسئلة اخرى يطرحها كل العراقيين في كل لحظة تاريخية تمر عليهم؟ من يجيب على هذه الاسئلة.. ولا اقول يغيّر من قناعاته، بل يعيد التفكير من جديد بمصيره ومصير العراق؟ بالرغم من كل ما حل بالعراق من اوضار وتدمير وتمزّق وانسحاق.. الا ان الامل يعيش في وجدان كل العراقيين.. الامل ان يخرج العراق من محنته وينبثق جديدا من خلال مشروع وطني حضاري للتغيير والبناء والخلاص من هيمنة الاخرين وفي مقدمتهم الامريكيين والايرانيين.. ثمة وعي جديد يتوالد لدى العراقيين وهم يستعيدوا مخاضهم الصعب ويتجنبوا كل الهنات والاخطاء التي زاولوها والشعارات التي رفعوها.. ثمة أمل جديد سيشرق امامنا، وعلينا ان لا نفتقده.. والا نكون قد فقدنا وجودنا ومصيرنا.. فهل يستعيد العراق زمنه؟ وهل يستعيد انفاسه؟ وهل يستعيد قوته وخصائصه ونفائسه؟ هذا ما سيجيب عنه المستقبل.
التعليقات