quot;أنجزت الشاهد من أجل توحيد رؤية هلال رمضان وإزالة الخلاف سنوياquot; (محمد الأوسط العياري)
السكان الحاليون في حضارة اقرأ يتخاصمون على أبسط الأسباب ويدب بين الأفراد والجماعات والأصدقاء والأشقاء والأعداء الخلاف من أجل المصالح وطلبا للغنائم وصونا للعقائد ولكن أحيانا من أجل تفاهات الحياة وبسبب أشياء واهية، ولكن افتراقهم حول بداية الأشهر القمرية وخاصة حول طلوع الهلال ورؤيته وبداية شهر رمضان هو افتراق أبدي ولازم تاريخهم منذ لحظة التشكل الأول للجماعة إلى الآن. وقد اتخذ الافتراق حالة من سوء التفاهم والعناد وجب الظهور والتميز والمحافظة على الخصوصية من طرف بعض المذاهب في مقابل مذاهب أخرى وخاصة بين السنة والشيعة وبين
المشرق والمغرب وبين الشمال والجنوب وبين الدول العربية والدول الإسلامية, ويصل الفرق أحيانا إلى ثلاثة أيام بين الدول وفي كل مرة يتحجج الفقهاء ومفتيي الديار أنهم اعتمدوا الوسائل الشرعية لرصد الهلال ولم يتمكنوا من مشاهدة ولادته بالعين المجردة.
ويحاول البعض التفلسف في الموضوع وإثارة التباعد بين الحديث الشريف الأول الذي يؤكد على المشاهدة والمواكبة والحضور:quot;من شهد منكم الشهر فليصمهquot; وبين الحديث الثاني التي تهتم بمصطلح الرؤية:quot; صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيتهquot; رغم أن معنى كل من المشاهدة والرؤية في هذا السياق هو معنى متقارب ويكاد يقول نفس الشيء.
ان المحرج من الموضوع ليس غياب الإجماع وبروز التعدد والافتراق لأن الخلاف رحمة والتعدد منطقي على الصعيد النظري إذ quot;لكل منكم شرعة ومنهاجاquot; بل استعمال هذا الأمر من أجل تغذية نزعة الانفصال والتخريب وتقوية درجة التقسيم والتشتيت وهو ما يعطل أي حركة تسعى إلى التمدين والتنوير ويشجع عودة المكبوت وبروز الأصولية وتصاعد موجة الدغمائية وسيادة منطق الهووياتية.
ما العمل لتجاوز هذه الشطحات غير المبررة فقهيا وغير المقبولة واقعيا؟
بارقة الأمل لإزالة هذا الافتراق جاءت من عالم جليل و شريك في أرض المولد التونسي محمد الأوسط العياري الذي يشتغل بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية والذي اخترع العديد من الآلات الدقيقة التي تهتم بمراقبة المجارات والنجوم والكواكب وخاصة المريخ والقمر والأرض ولكنه بدأ منذ سنتين بانجاز مشروع حضاري سماه الشاهد وقصد منه إزالة الخلاف حول دخول الأشهر القمرية واتجه نحو صناعة منظومة رصد دقيقة تمكننا من مشاهدة الهلال لحظة ميلاده والاستناد على الحساب والإحصاء الرياضي والقياس الهندسي من أجل التثبت والبحث عن
تأييدات.
المدهش أن العياري شكل لجان تتكون من علماء فلك ورجال دين ومفكرين تقوم بجمع الملومات ودراستها ثم البت في الموضوع وإصدار الحكم النهائي بشأن مولد الهلال وبداية الشهر من عدمه وخلال هذا العام سيرتكز العمل على شرق وسط إفريقيا ولكنه طالب ببعث مركزين الأول في شبه الجزيرة العربية وخاصة في مكة والثاني في منطقة أخرى من العالم.
أهمية الاختراع أنه يلتزم بالنص الديني ويمكن الإنسان من رؤية الهلال بعينه المجردة لحظة انبثاقه ولا يكتفي برسم صورة رقمية عنه مثلما كان يحصل في الماضي وبالتالي حلت العين الالكترونية محل الصورة التقريبية والتخمين الافتراضي الذي كان سائدا في الأوساط العلمية.
لقد نقل العياري الإجماع الذي يحظى به العلم على مستوي نتائجه وقبول الناس بما يصل إليه من مستوى معرفي مجرد إلى مستوى إيماني وذلك بغية تفادي التشتت وتأسيس الوحدة وازالة الخلاف والوصول إلى حالة من الإيلاف.
يساعدنا هذا التعويل على العلم والتقنية في التشريع في المجال الديني على فهم الصوم من زاوية تقدمية والتفطن على أنه ليس مجرد التوقف عن الطعام والشراب بل تربية على الصبر وتدريب على التضحية والاستبسال في الجهاد الأكبر الذي هو مغالبة الأهواء وأن المصلحة من التكليف هو الإحساس بالغير والتعاطف النفسي مع المحتاجين ومعايشة الوضعيات الصعبة التي تمر بها الفئات الأقل حظا من أجل الاعتبار وإصلاح ذات البين وإعطاء البعد الاجتماعي والمعاملات الأولوية التامة في فهمنا للدين.
فهل سيعوض الشاهد الذي اخترعه العياري القبب الفلكية الموجودة في كل دولة ويوحد المسلمون حول اليوم الأول لشهر رمضان أم أن الكل سيحتكم كالعادة إلى قبته ومفتيه وسيبقى الافتراق وتظل دار لقمان على حالها ويعجز العلم على إصلاح ما أفسده التوظيف السياسي البرغماتي للدين؟
كاتب فلسفي
المشرق والمغرب وبين الشمال والجنوب وبين الدول العربية والدول الإسلامية, ويصل الفرق أحيانا إلى ثلاثة أيام بين الدول وفي كل مرة يتحجج الفقهاء ومفتيي الديار أنهم اعتمدوا الوسائل الشرعية لرصد الهلال ولم يتمكنوا من مشاهدة ولادته بالعين المجردة.
ويحاول البعض التفلسف في الموضوع وإثارة التباعد بين الحديث الشريف الأول الذي يؤكد على المشاهدة والمواكبة والحضور:quot;من شهد منكم الشهر فليصمهquot; وبين الحديث الثاني التي تهتم بمصطلح الرؤية:quot; صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيتهquot; رغم أن معنى كل من المشاهدة والرؤية في هذا السياق هو معنى متقارب ويكاد يقول نفس الشيء.
ان المحرج من الموضوع ليس غياب الإجماع وبروز التعدد والافتراق لأن الخلاف رحمة والتعدد منطقي على الصعيد النظري إذ quot;لكل منكم شرعة ومنهاجاquot; بل استعمال هذا الأمر من أجل تغذية نزعة الانفصال والتخريب وتقوية درجة التقسيم والتشتيت وهو ما يعطل أي حركة تسعى إلى التمدين والتنوير ويشجع عودة المكبوت وبروز الأصولية وتصاعد موجة الدغمائية وسيادة منطق الهووياتية.
ما العمل لتجاوز هذه الشطحات غير المبررة فقهيا وغير المقبولة واقعيا؟
بارقة الأمل لإزالة هذا الافتراق جاءت من عالم جليل و شريك في أرض المولد التونسي محمد الأوسط العياري الذي يشتغل بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا بالولايات المتحدة الأمريكية والذي اخترع العديد من الآلات الدقيقة التي تهتم بمراقبة المجارات والنجوم والكواكب وخاصة المريخ والقمر والأرض ولكنه بدأ منذ سنتين بانجاز مشروع حضاري سماه الشاهد وقصد منه إزالة الخلاف حول دخول الأشهر القمرية واتجه نحو صناعة منظومة رصد دقيقة تمكننا من مشاهدة الهلال لحظة ميلاده والاستناد على الحساب والإحصاء الرياضي والقياس الهندسي من أجل التثبت والبحث عن
تأييدات.
المدهش أن العياري شكل لجان تتكون من علماء فلك ورجال دين ومفكرين تقوم بجمع الملومات ودراستها ثم البت في الموضوع وإصدار الحكم النهائي بشأن مولد الهلال وبداية الشهر من عدمه وخلال هذا العام سيرتكز العمل على شرق وسط إفريقيا ولكنه طالب ببعث مركزين الأول في شبه الجزيرة العربية وخاصة في مكة والثاني في منطقة أخرى من العالم.
أهمية الاختراع أنه يلتزم بالنص الديني ويمكن الإنسان من رؤية الهلال بعينه المجردة لحظة انبثاقه ولا يكتفي برسم صورة رقمية عنه مثلما كان يحصل في الماضي وبالتالي حلت العين الالكترونية محل الصورة التقريبية والتخمين الافتراضي الذي كان سائدا في الأوساط العلمية.
لقد نقل العياري الإجماع الذي يحظى به العلم على مستوي نتائجه وقبول الناس بما يصل إليه من مستوى معرفي مجرد إلى مستوى إيماني وذلك بغية تفادي التشتت وتأسيس الوحدة وازالة الخلاف والوصول إلى حالة من الإيلاف.
يساعدنا هذا التعويل على العلم والتقنية في التشريع في المجال الديني على فهم الصوم من زاوية تقدمية والتفطن على أنه ليس مجرد التوقف عن الطعام والشراب بل تربية على الصبر وتدريب على التضحية والاستبسال في الجهاد الأكبر الذي هو مغالبة الأهواء وأن المصلحة من التكليف هو الإحساس بالغير والتعاطف النفسي مع المحتاجين ومعايشة الوضعيات الصعبة التي تمر بها الفئات الأقل حظا من أجل الاعتبار وإصلاح ذات البين وإعطاء البعد الاجتماعي والمعاملات الأولوية التامة في فهمنا للدين.
فهل سيعوض الشاهد الذي اخترعه العياري القبب الفلكية الموجودة في كل دولة ويوحد المسلمون حول اليوم الأول لشهر رمضان أم أن الكل سيحتكم كالعادة إلى قبته ومفتيه وسيبقى الافتراق وتظل دار لقمان على حالها ويعجز العلم على إصلاح ما أفسده التوظيف السياسي البرغماتي للدين؟
كاتب فلسفي
التعليقات