ظاهرة ملفتة للنظر في أوساط السياسيين ورجال الدين والكتاب والصحفيين العرب، وهي ظاهرة تزايد عدد الذين اتضحت أمامهم سياسة ملالي إيران القمعية الاستبدادية ضد الشعب الإبراني والعنصرية التوسعية ضد الجوار العربي، خاصة أن هذه السياسة يزداد منتقدوها في داخل إيران بسبب الغوغائية التي أصبحت سمة هذا النظام منذ تولى رئاسة الوزراء صاحب أعلى جعجعة وتطبيل في تاريخ إيران المدعو أحمدي نجاد خريج الحرس الثوري ألإيراني. ومن أهم ألانتقادات التي وجهت لغوغائيته هذه هو ما صرّخ به قبل أيام قليلة حسن روحاني المستشار الأمني للمرشد ألأعلى ألإيراني علي خامئني، وهي من أقسى وأفصح الانتقادات حيث اتهمه بأنه ضيّع الفرص الذهبية لتنمية الدولة الإيرانية وتسويد وتشويه سمعتها، حيث قال: quot; إن التصريحات بدون تفكير وغير المدروسة التي تقال بدون حساب، والشعارات كلفت الأمة والبلد ثمنا كبيرا...إنّ سياسات نجاد لم تساعد على تحسين الأوضاع الداخلية الإيرانية...لماذا جيوب الناس خاوية وكرامتهم ضائعة؟ quot;. و كرامة المواطن الإيراني الضائعة هذه تعبر عنها أحكام الإعدام شنقا ورميا بالحجارة التي تكاد تكون يومية في المدن الإيرانية، والمعتقلين من السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان وحرية الرأي التي جعلت سجل الملالي في هذا الميدان من أوسخ وأقذر السجلات في العالم، ولأنه نظام يخاف من الحقيقة والنقد فهو يمارس أبشع الجرائم بحق القوميات والطوائف الأخرى خاصة عرب الأحواز المحتلة.
المؤتمر العربي الإسلامي في باريس
وقد عبّر هذا المؤتمر الذي عقد في باريس يوم السبت الموافق السادس من سبتمبر الحالي بدعوة من المقاومة الإيرانية quot; منظمة مجاهدي خلق quot; عن تنامي الوعي العربي والإسلامي بخطر هذا النظام، من خلال الشخصيات العربية والإسلامية التي شاركت في هذا المؤتمر، والحشد الهائل من الحضور من مختلف الجنسيات، مما يعني أن جعجعة هذا النظام وأكاذيبه من خلال استغلاله القضية الفلسطينية، ما عادت تنطلي على الواعين من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، رغم ترويج حزب الله في إمارة الضاحية الجنوبية في لبنان وحماس في إمارة غزة لأكاذيب هذا النظام.ويكفي أن نذكر أنه من فلسطين حضر هذا المؤتمر الشيخ تيسير التميمي قاضي القضاة في فلسطين، الذي أعرب عن تضامنه مع المقاومة الإيرانية لتغيير هذا النظام المخادع الكاذب الذي ما زال يحتل أراض عربية ويهدد بالتوسع في جواره العربي. ويكفي قراءة أسماء الشخصيات التي حضرت هذا المؤتمر لمعرفة حجم تنامي الوعي بخطر هذا النظام، إذ كان من الحضور بالإضافة إلى السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية:
1 ndash; السيد جان فرانسوا لوجاره رئيس بلدية المنطقه الاولي في باريس.
2 ndash; العلامة السيد اياد جمال الدين مساعد لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب العراقي.
3 ndash; السيد عزام الاحمد نائب رئيس الوزراء في الحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية - رئيس كتلة فتح في مجلس التشريعي الفلسطيني.
4 ndash; الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين- رئيس المجلس الاعلى الشرعي.
5 ndash; السيده ناريمان الروسان النائبة في البرلمان الاردني- مساعد رئيس البرلمان.
6 ndash; السيده انيسه بومدين الباحثة الاسلامية و السيده الاولي في الجزائر في عهد رئاسة الراحل هواري بومدين.
7 ndash; السيد غالب بن شيخ الباحث الاسلامي و مدير برنامج الاسلام في تلفيزيون الفرنسي - القناة الثانية.
8 ndash; السيد خالد عيسي طه المحامي العراقي و رئيس منظمة محامين بلا حدود.
9 ndash; السيد مولود آئونيت رئيس حركة الصداقة بين الشعوب (مراب).
10 ndash; السيد سعيد سعيد رئيس جمهورية جزر القمر الاسبق.
12 ndash; السيدة أمينه ودود استاذة الجامعة و الباحثة الاسلامية من الولايات المتحدة الاميريكية.
13 ndash; السيدة رحيل رضي الباحثة الاسلامية و الكاتبة من باكستان.
14 ndash; السيدة كارول فونتان الاستاذه في العلوم الدينية في معهد نيوتن بمدينة بوستون الاميريكية.
15 ndash; السيدة أمينيه مك كلاد الاستاذة في الدراسات الاسلامية بجامعة شيكاغو الاميريكية.
16 ndash; الاستاذ جلال كنجئي رئيس لجنة المذاهب و الاديان في المجلس الوطني للمقاومة الايرانية.

ومن لبنان السيد محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر الذي وصف أمام المعتصمين في جينيف تضامنا مع سكان مدينة أشرف، النظام الإيراني بقيادة خامنئي واحمدي نجاد بأنه quot; سرطان في جسد المجتمع الدولي quot;. و طالب الحكومة اللبنانية وبقية الحكومات العربية بأن يطردوا سفراء النظام من دولهم وأن يقطعوا العلاقات مع هذا النظام، وتابع قائلا: quot; باسمي وباسم لبنان الصامد الذي تعرض للتمزيق من قبل الملالي الهمجيين في إيران أحييكم وأثمن تضحياتكم. إنني وبعد مشاهدة آلامكم ومعاناتكم عرفت طبيعة النظام الإيراني أكثر من ذي قبل وأدعو جميع أبناء الشيعة إلى نبذ ألأفكار الشيطانية الخمينية quot;. وبخصوص مدينة أشرف قال السيد محمد الحاج حسن: quot; اشرف هي مدينة السلام. إننا نقول من أمام مكتب الامم المتحدة مادامت القوات الأمريكية متواجدة في العراق فان حماية أشرف تقع على عاتقهم quot;.

وقد كان القاسم المشترك في كلمات ومداخلات المشاركين هو إدانة السياسات القمعية للنظام الإيراني، وأعماله التخريبية في العراق ولبنان وفلسطين من خلال عملائه المحليين في تلك الدول، وكذلك محاولاته التخريبية في دول مجاورة مثل أذربيجان وغيرها، حيث يسعى لتنظيم انقلابات توصل عملائه للحكم. وسياسة النظام الإيراني مستمرة في تنظيم عملاء جدد له في مختلف دول الجوار العربي، و آخرها ما تمّ في دولة الكويت قبل أيام قليلة، كما كشفت جريدة الشرق الأوسط اللندنية يوم الحادي عشر من سبتمبر الحالي، حيث quot; جددت النيابة العامة الكويتية حبس المتهمين على ذمة قضية التعاون مع دول مجاورة، والمتهم فيها مقدم في جهاز أمن الدولة وعسكري سابق في الاستخبارات العسكرية في الجيش ورجل أعمال عراقي. وكانت مهمتهم تسهيل دخول عناصر ممنوعة من دخول الكويت أو الخروج منها مقابل مبالغ مالية، وكذلك رفع القيود الأمنية للراغبين في الحصول على الجنسية الكويتية. وقد أسهم جهاز الاستخبارات البريطاني في كشف القضية عندما قام باستدراج الضابط عن طريق مقيم عربي عليه قيد أمني يمنعه من دخول الكويت، قام بتسليم الضابط مبلغ 30 ألف دولار نظير تسهيل دخوله وخروجه من البلاد، وتكشف أن ممن يقوم بتسهيل حركة دخولهم وخروجهم عناصر من الاستخبارات الإيرانية.
وبنوك الملالي للتخريب أيضا
وكما كشفت صحيفة laquo;الغدraquo; الاردنية فأن ثلاثة بنوك ايرانية وهي صادرات وملي وسبه تعمل على نهب الاموال وثروات الشعب العراقي. وتقول الصحيفة إن هذه المصارف لها فروع في كل من بغداد والبصرة والنجف تحاول اجتذاب أموال المستثمرين العراقيين ومصادرة أموالهم من خلال إقامة مشاريع استثمارية وهمية في إيران. وأضافت laquo;الغدraquo; أن مصارف النظام الإيراني وبسبب عدم وجود رقابة في هذا البلد بصدد توسيع نشاطاتها المالية في العراق لكي تجتذب المستثمرين العراقيين. ونقلت عن بعض الخبراء الاقتصاديين تحذيرهم للمستثمرين العراقيين من المشاركة في الاستثمار في مصارف النظام الإيراني.

قرارات تدين تطرف وإرهاب الملالي
وحيث أن القاسم المشترك في كلمات ومداخلات كافة المشاركين، كانت ضد التطرف والإرهاب الذي يرتكبه نظام الملالي باسم الإسلام، فقد أجمعت قرارات وتوصيات المؤتمر على:
1. إدانة تدخل الحكومة الإيرانية الواسع في البلدان الإسلامية بهدف الاستيلاء عليها، خاصة سياسة إثارة الحروب ورعاية الإرهاب في كل من العراق ولبنان وفلسطين مطالبين دول العالم بالتصدي لهذا التدخل.
2. إدانة الجرائم التي يقترفها النظام الإيراني ضد أبناء الشعب الإيراني والعقوبات اللا إنسانية التي يرتكبها والأعمال الإجرامية له ولإذنابه في العديد من الدول باسم ألإسلام.
3. رفض سياسة التمييز بين أتباع مختلف الديانات والمذاهب، خلافا للقرآن الكريم وسنة الرسول التي ترفض الإكراه و الإجبار في الدين، خاصة أنّ الإسلام يدافع عن حرية الأديان.
4. تأييد مجاهدي خلق في مدينة أشرف ضد مخططات حكام إيران يعدّ واجبا إنسانيا وإسلاميا، ودعوة جميع الدول العربية والإسلامية إلى دعمهم، ومطالبة القوات متعدة الجنسيات في العراق للتصدي لمخططات النظام الإيراني ومواصلة حماية السكان كلاجئين سياسيين تشملهم معاهدة جينيف الرابعة لعام 1949.
وهل يعرف نظام الملالي أية واجبات إنسانية؟
هذا النظام الذي يتبنى نظرية ولي الفقيه المرفوضة من غالبية المسلمين السنّة والشيعة، لا يقيم اعتبارا لأية واجبات أو حقوق إنسانية، فولي الفقيه خامئني وعصاباته لا تعرف سوى منطق التخريب والتهديد وإراقة الدماء والجلد والرمي بالحجارة، فهل يقوم سوى ولي الشيطان على قصف مدينة أشرف بالصواريخ، وتخريب محطات المياه والكهرباء فيها؟. وهل يقدم غير ولي الشيطان على اتهام الأردن بدعم الإرهاب لأن وفدا أردنيا من شخصيات برلمانية وصحفية شارك في هذا المؤتمر، رافضا أن يسمع توضيحات وزير الخارجية الأردني حول أن هذه الشخصيات شاركت باسمها الشخصي ولا دخل للحكومة الأردنية بمواقفها، لأن الأردن كعادته لا يقيم أية علاقات سوى مع الحكومات الرسمية، وأن الدستور الأردني يكفل حرية التعبير والتنقل للمواطن الأردني. وتكرار احتجاجات الملالي دليل على رغبتهم أن يكون الجميع أفرادا وحكومات نسخا شيطانية من نظامهم وأفكارهم وممارساتهم. وهذه هي المرة الثانية التي يغضب نظام ولي الفقيه من مشاركة شخصيات أردنية في هكذا تجمعات ومؤتمرات، وقد استغربت أن هذا النظام لم يقدم احتجاجا لحكومة مملكتي النرويجية بسبب مشاركتي في المؤتمر، وأنا مواطن نرويجي أحمل الجنسية النرويجية التي أفتخر بها وأدافع عنها في وجه أي ولي للفقيه أو للشيطان، خاصة عندما رفضت قبل أسابيع إغراءات رشاوي عملاء النظام من عناصر هابيليان، احتراما لهذه الجنسية التي توفر لي حكومتها العيش المستقر الأمين مما يجعلني صلبا أمام إغراءات الهابليانييين.
إن نظام الملالي نظام تخريبي عنصري طائفي، يزداد كل يوم العرب والمسلمون الذين يكتشفون خطورته التدميرية، مما يجعل اقتلاعه مهمة عربية إسلامية دولية إنسانية...وليت عملاء هذا النظام يسألون أنفسهم: هل كل هذه الشخصيات العربية والإسلامية التي شاركت في هذا المؤتر على خطأ وهم فقط على صواب صراط ولي الفقيه؟؟. هل الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين على خطأ؟ وهل السيد إياد جمال الدين الداعية الشيعي الرافض لكل سياسات ولي الفقيه على خطأ؟ وهل السيد محمد الحاج حسن رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان على خطأ وهو يصف نظام الملالي أنه quot; سرطان في جسد المجتمع الدولي quot;. نعم إنه سرطان يجب اقتلاعه بكافة أنواع العلاج بما فيها المضادات الكيماوية قبل أن ينتشر في جسد المجتمع الدولي ويصبح اقتلاعه صعبا.
[email protected]