كانت أمريكا هي البداية.. كان جورج بوش الأبن، تحديدا، هو البداية عندما اكتسح العراق.
بعدها، اكتشف العالم ان العفريت الملتحي خرج من قمقمه.
.. وتمادينا في اللحاق بأمريكا، عندما بذلنا الغالي والنفيس لفعل الشيء نفسه في سوريا، مكررين مأساة العراق، وكأن شيئا لم يكن. وها نحن أمام النتائج.. داعش، والتطرف، والإرهاب ينشط ويطال أمريكا وفرنسا وحتى روسيا نفسها قريبا، مع اصرار عجيب على على أن النظام السوري هو المدان وحده، وهو من أوجد داعش وأن عليه ان يرحل الآن وفورا وبلا إبطاء. ما نفعله الآن وثانية هو اطلاق عفريت آخر أقوى وأشرس سيشعل العالم كله. أنا أقول يا سادتي، أن التطرف ما كان ليحدث لولا العبث الأمريكي بالعراق. وها نحن اليوم نعبث بسوريا. وإن كان لا بد من إزالة نظام، فعلينا أن نفكر أولا في البديل عنه. وبديل قوي، فإن خير من استأجرت القوي الأمين.
بشار يرأس نظام سلطوي. لكن الجماعات المتطرفة، من النصرة الى داعش، هم أسوأ ألف الف الف مرة من بشار، ومن النظام السوري كله.
داعش اليوم تضرب في كل مكان، من بيروت الضاحية الى فرنسا الحاضرة. وغدا ستضرب أماكن أبعد. ولن يطول الأمر قبل ان تحذو النصرة حذوها. فقد بات جليا ان الدين والسلاح مزيجا شديد الخطورة.
يجب ان تهدأ الأوضاع في سوريا.
يجب ان تهدأ الأوضاع في اليمن.
يجب السيطرة على ليبيا.
التشدد في المواقف السياسية سيقود الى ما هو اسوأ.
قد يقول البعض أني أدعوا الى التهدئة مع النظام السوري والحوثيين في اليمن والمتطرفين في ليبيا.
سأقول نعم.. ثم نعم.. لأن العدو العاقل في اليمن وسوريا، افضل من صديق جاهل يمثله داعش والقاعدة والنصرة وعشرات التنظيمات الآخرى.
في السياسة لا شيء مطلق.. ويمكن للأبواب الموصدة ان تفتح، والقضايا المستحيلة هي تحديدا ما يمكن ان تصبح ممكنة.
اليوم نحن نواجه التطرف القادم من سوريا والعراق. يا سادتي، انتظروا التطرف القام من ليبيا، وانتظروه قادما من اليمن، وحتى من القرن الأفريقي.
الأنظمة القوية، وإن كانت مستبدة، افضل في شرقنا الأوسط، في شرقنا العربي، من أنظمة شبه ديموقراطية ضعيفة محطمة. أنا مع الحرية. مع الديموقراطية. لكن ماذا تقولون عن تنظيمات متطرفة ترى الديموقراطية ضربا من الكفر؟
على جبهة اليمن ان تهدأ لأن القاعدة تنمو هناك.
على جبهة سوريا ان تهدأ لأن داعش تكبر هناك.
على العالم كله ان يهدأ ويعيد حساباته.. لأن من شأن التطرف، في ظل اللا بديل لأنظمة سلطوية، أن يصبح هو الخنجر الذي سينغرس في صدورنا يوما ما.
فوق كل ذلك، على المؤسسة الدينية في العالم الإسلامي كله، ان تنزع عنها ثوب السياسة، وعلى المؤسسات السياسية ان تنزع عنها العمامة.
فكما هو السلاح مع الدين مزيج خطر، كما هو الدين مع السياسة مزيج أخطر.
- آخر تحديث :
التعليقات