في مجتمع يقيم الصراعات مع اختلاف الرأي وثقافته السائدة تدور حول كل من يخالف دعاتهم المقدسين ويحكم عليهم أنهم مذنبين ويحل لهم التكفير والقتل حتى قبعت علينا جماعات تكفيرية تقيم معنا وتسلك نفس هذا المسار ، مخالفة الرأي مع أهل السنة المتشددين المؤكد دخولهم الجنة حسب اتباع مذهب الدعاة المقدسين والتي تعني إما أن أخرسك عن الحديث أو أن أكسر قلمك بعدما أكفرك حتى ترضى أن تكون معي بالقوة والقمع ، فمثل ما حصل مع الكاتب الكبير محمد علي المحمود الذي عزل عن وظيفته ثم سحبت منه زاويته بالإجبار ولكن هيهات لهم لم يكسر قلمه فقد بقي شامخا هذا القلم بشجاعته وكتابته التي لم تنافي إلا عقولهم الضحلة .
قلمه استشهد في زاوية ولم يمت لأن الأقلام الصريرة التي لا يحبها تيار التشدد إذا عصفت به رياح كتابته المحمودية، محمد دكتور كاتب معلم شجاع يضيء النور في ضلالة الصحوة ، يفرحوا لسقوطه نعم سقط محمد ولكن عليهم أن يعلموا بأن سقوطه لم يكن إخفاقا منه بل نضج أليست الثمار الناضجة في الشجرة تقطف ! هكذا كان محمود مع حكاية عزله عن التدريس قبل عزله من الكتابة منذ أسبوع، هل يصدق الناس أننا عزلنا دكتورا في جامعته بسبب تفكيره التنويري ووطنيته التي لايفضلها أحباب داعش والذين يدعون الإصلاح في الوطن ،إن مصيبتنا ليست في الدين وإنما مع المتدينين المتشددين الذين يرغبون في إجبار المجتمعات بالتدين القوي بالقمع وإلباسه سياسات عسره كما تلبس داعش كل دولة تحتلها، فلن يرضون عنكم حتى تتبعوا شدتهم .
معاكسة هذا التيار يجنى منه التحريض والقذف وأشياء أخرى تلتصق بمن يعارض فكرهم ، إن أبشع جريمة أغتالها هؤلاء المتشددين في صلب الليبرالية السعودية بالتكفير وجعل علمانية تركيا قرآنا منزها من عند الغربان الإخوان ، إن قضيتنا هي قضية اعتقاد فكري لا يحاسب إلا بالقمع ولكن ستنفض حقيقتهم بالتعري البطيء من التنويرين والمشايخ المتزنين في عقيدتهم المعتدلة وقريباً سوف تنير .
ليس مؤلم أن نستمع إلى عزل كاتب تنويري بل مفرح جداً أن يعزل هذا الكاتب لأنه صوب كل الطلقات حتى الطلقة الأخيرة خرجت من سهم شجاع جاهد عشرون عاماً في الكتابة اليسيرة في تفهيم الدين وأنه يسر لا عسر ولا ضلالة على الناس حروفه متينة لا يستوعبها المتشرنقين في ضلالة التشدد فكان أحد منسوبي قطاع التدريس للغة العربية لذا أحرفه ثمينة قيمتها تزداد حينما يحتسب ذلك لوجه الله فكان قلمه خطيبا في تلك الزاوية حتى وصل إلى مآذنهم وظلوا يكبروا ..
الكُتّاب يملكون سلاحا في القلم وقد تحرك أعداؤهم جيوشا لقتالهم فلا هدنه مع الكاتب الحر ومع الإصلاحين المسلحين بالتكفير والقذف حتى ينتهي بالقتل ،فسكون جماعة سوداء قد تكون داعش أم اختها المتخفي بيننا تحركت من قلم كاتب صحافي " ناهض حتر " الذي اغتيل بسبب قلمه فهل أصبح قتل القلم بتسييح دمه حتى ينقطع نفس حرفه .؟!
نتمنى أن يكون لهؤلاء المفكرين الإسلاميين ذو المذاهب المعتدلة منابرا حتى نرقي المجتمع من وباء دعاة الفتن من ضلالتهم الفارغة التي تقود إلى التحريض بين الشعوب وبينهم ، فالكاتب الليبرالي أطهر من داعية يصرح على منبره بضلالات وبدع يعبدها المقدسين له ويجعلوها فتوى يسيرون بها حتى تعمم ومن ثم يقولون له آمين يا أطهر خلق العالمين.
التعليقات