إسرائيل بايد از بين برود! (أي اسرائيل يجب أن تمحى من الوجود)، هکذا قال الخميني في بدايات عودته لإيران، ورقصت قلوب العرب والمسلمين طربا لهذه الجملة الحماسية الرنانة الى أبعد حد ممکن، ومنذ ذلك الوقت ونظام الملالي ينفخون في قربهم ويهددون ويتوعدون اسرائيل بالويل والثبور ومن إنهم قادمون لتحرير القدس، وهم لأجل ذلك هيمنوا بنفوذهم على أربعة بلدان بالمنطقة ومن يدري لعل هذه البلدان کانت تابعة لإسرائيل فحررها ملالي إيران تمهيدا لذهابهم "المزمع جدا" للقدس!
يوم القدس الذي يدغدغ به ملالي إيران کل عام أحاسيس ومشاعر أکثر من مليار مسلم، وکل ذلك الضجيج والصراخ لم ينجم عنه في نهاية المطاف سوى حرب تموز 2006 التي قام بها حزب الله فجلب من خلالها الدمار على لبنان، وهجمة حماس في أکتوبر من هذا العام والتي فتحت بابا من أبواب الجحيم على أهالي غزة المظلومين، والذي لا يبدو أبدا من إنه سينتهي على خير، وقطعا فإن من يظن بأن خامنئي الذي کان يقف خلف هذه المصيبة، کان يعي جيدا بأن النتيجة ستکون کارثية وحتى لن تکون أبدا کما جرى مع حرب تموز 2006، خصوصا وإن "ساحات کرة القدم وليس المقاومة" لصاحبها خامنئي لم تتحرك إلا لمما وظلت منطوية على نفسها، فإن سٶال يطرح نفسه وهو: لماذا دفعت حرکة حماس لهذه المواجهة غير المتکافئة؟ وماذا تخفي تحت عمامتك يارجل من وراء ذلك؟
وصف نظام حکم صدام حسين حرب أکتوبر 1973، بأنها حرب تحريك وليس تحرير، ومع إختلافي مع توجهاته، لکن يبدو إن الرجل کان دقيقا في وصفه لتلك الحرب التي شنها السادات وإنتصرا فيها "وليس حافظ الاسد الذي هزم فيها"، وإسترد سيناء بعد إتفاقية کامب ديفيد، لکن أليس هناك من رشيد في نظام الملالي ليصف لنا حرب حماس هذه؟ شخصيا وبرأيي المتواضع وبصراحة متناهية، فإن هجمة حماس کانت يمکن أن تکون بداية لحرب تحرير وليس تحريك ولکن شريطة لو کان خامنئي صادقا في فتح ساحتي لبنان وسوريا على إسرائيل، لکن لم يفعلها الرجل ولن يفعلها إطلاقا فهو ليس بهذا المستوى أبدا وإن دور نظامه لن يتعدى بيانات الشجب والادانة والتظاهرات الاجبارية في المدن الايرانية والاتصالات الهاتفية والتصريحات التي تطالب البلدان العربية والاسلامية بالتحرك لدعم وتإييد حماس، وهم لا يخجلون من إنهم هم من دفعوا حرکة حماس الى هذه الهاوية وکان يجب عليهم أخلاقيا أن يبادروا الى موقف عملي يثبت ذلك وليس يطالبون بلدانا أخرى وصفوها ويصفونها بشتى الاوصاف المقذعة في مجالسهم الخاصة.
ما يجري لحد الان وفي ضوء الموقف المثير للشبهات لنظام الملالي، فإن معظم المٶشرات تٶکد بأن خامنئي إما يخاف أن يدخل في هذه الحرب لأنه ليس في مستواها أو إنه قد دخل اللعبة الدولية وإفتعل هذه الحرب لأهداف ومرام سوف تکشفها الايام.
صدام حسين الذي کان يجاهر بعداء إسرائيل والاخيرة کانت تحمل عدائه على محمل الجد، رشق إسرائيل بصواريخه على الرغم من کل التحذيرات والتهديدات التي تم توجيهها له، فهل سيفعلها "الامام خامنئي" کما تطلق عليه حاشيته ووسائل إعلامه؟ لست أشك في ذلك فقط بل وحتى أتحداه أن يفعلها!!
التعليقات