جريمة الاغتصاب في الغرب، وتحديداً في أوروبا، ليس لها تعريف "موحد"، هو الأمر الذي دفع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والبرلمان الأوروبي، إلى محاولة الاتفاق بشأن أول قانون على الإطلاق يصدره التكتل لمكافحة العنف ضد النساء. غير أنَّ النص النهائي للقانون يشوبه غياب عنصر أساسي، ألا وهو وضع تعريف موحد لـ"الاغتصاب".

قالت لا أم كل شيء بموافقتها؟
هذا الخبر الذي بثته وكالات الأنباء العالمية قبل أيام (نعم قبل أيام) يثير الدهشة، ففي قمة الحضارة لاتزال هناك مناقشات حتى اللحظة للوصول إلى تعريف موحد لـ"الإغتصاب"، فالقانون تائه بين مفهومين، وهما "قالت لا"، وبين "لقد كان كل شيء بموافقتها".

قضية نجم برشلونة تجدد الجدل
ولكن ما علاقة ذلك بعالم الرياضة، ومشاهير كرة القدم؟ الأمر ببساطة يتعلق بعشرات القضايا التي يتناولها الإعلام العالمي لنجوم ومشاهير تورطوا، أو تم الادعاء عليهم بارتكاب جريمة "اغتصاب"، وكان آخرهم البرازيلي داني ألفيش الذي تمت إدانته، والحكم عليه بالسجن أربع سنوات ونصف، ولكن كالعادة سوف يخرج من السجن الصيف المقبل.

براءة رونالدو
سبق أن تم اتهام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من جانب عارضة الأزياء كاثرين مايورغا في 2018 باغتصابها في إحدى فنادق لاس فيغاس الأميركية عام 2009، لكنه بالطبع نفى تلك الادعاءات وأقر أن ما حدث بينهما كان بموافقتها.

نيمار لم يكن آخرهم
كما دخل نيمار نفس الدائرة، وكذلك عدد آخر من مشاهير ونجوم كرة القدم، وفي كل مرة يبدو الأمر وكأنه جريمة يتم ارتكابها "على ورقة البراءة"، وسط تفسيرات ضبابية لما يحدث في كل مرة، فهل هي سطوة النجوم وقدرتهم على إسكات الضحايا بالمال؟ أم هي الضبابية التي تحيط بتفسير هذه الجريمة، والتي تتأرجح "غربياً" بين مفهومين، وهما "قالت لا" أي أن العلاقة تمت دون موافقة الطرف الآخر، وبين "كل شيء حدث بموافقتها" بما يعني أنه لا توجد جريمة اغتصاب.

وفي حالات أخرى، تكون من تدعي أنها تعرضت للاغتصاب "فتاة ليل" وهدفها المال والشهرة بإقامة علاقة مع نجم كروي شهير، وفي نهاية المطاف تصبح هي الأكثر ربحاً من هذا الإدعاء.

الضحية والجلاد
وإلى أن يتم الاتفاق على تعريف موحد للاغتصاب في الغرب، سيظل مشاهير كرة القدم، والرياضة، ورجال الأعمال، ونجوم الفن، وغيرهم من المشاهير وأصحاب الثروات يتحركون في منطقة ضبابية، بين تعريفين، هما "الضحية والجلاد".