(1)
حددت حكومة إقليم كوردستان يوم 14 من شهر نيسان (أبريل) من كل عام يوماً سنوياً لاستذكار ضحايا جريمة الإبادة الجماعية (الأنفال)، وجاء ذلك من خلال قرار صادر من برلمان كوردستان في 14 نيسان (أبريل) 2008، وفي قرار رئاسة إقليم كوردستان رقم 13 لسنة 2008 الذي صادق على قرار رقم 2 لسنة 2008، وهو قرار إعلان الجرائم المرتكبة بحق الشعوب الكوردستانية في العراق في عام الأنفال بجرائم (الإبادة الجماعية).
(2)
وفقاً لأحكام المحكمة الجنائية العراقية العليا التي صدرت عام 2009 على بعض المسؤولين عن جرائم الإبادة للجنس البشري والجرائم ضد الإنسانية، فإنها اعتبرت أن ما حصل في جريمة الأنفال يدخل ضمن هذا الوصف القانوني، وأنَّ مجلس النواب العراقي أقر في نيسان (أبريل) من عام 2008 بأن ما تعرضت له شعوب كوردستان في عام الأنفال من مذابح وقتل جماعي وتهجير قسري هو إبادة جماعية بكل المقاييس.
(3)
جريمة الأنفال نفذها النظام البعثي ضد المواطنين المدنيين العزل في ثمانية مراحل متتالية، بدأت في 21 شباط (فبراير) 1988، واستمرت لغاية 6 أيلول (سبتمبر) من نفس العام، وشاركت فيها قوات الجيش والقوى النظامية بصورة مباشرة، منها: الفيلق الأول الذي كان مقره في مدينة كركوك، الفيلق الخامس الذي كان مقره في مدينة أربيل، القوة الجوية العراقية بكل أقسامها، القوات الخاصة، الحرس الجمهوري، قوات المغاوير، دوائر الأمن والمخابرات والاستخبارات العسكرية، وأفواج من الجحوش (صداميين كورد)، وأقسام الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية، بالاضافة إلى جميع الدوائر الخدمية التي وضعت في خدمة تنفيذ هذه الجريمة.
(4)
وهنا نقف عن دور أفواج الجحوش (صداميين كورد) الذين استخدمهم النظام البائد كقوة رئيسية في إبادة أبناء جلدتهم في عام الأنفال، وتحيداً الذين وردت أسماؤهم ضمن لوائح الاتهام المقدمة من قبل المحكمة الجنائية العراقية العليا كمشاركين ومساهمين فعليين مع كبار أزلام النظام في تدمير كوردستان أرضاً وشعباً.
وعلى هذا الأساس طالبنا مراراً وتكراراً وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين لبذل كل ما في وسعها من أجل إزالة كل العقبات أمامها لتقديم المتورطين الكورد للقضاء، كخطوة مهمة على طريق العدالة وتحقيق العدل وتطبيق القانون في الإقليم وخاصة (قانون وزارة شؤون الشهداء والمؤنفلين رقم 8 لسنة 2006) دون جدوى.
(5)
ونحن نحتفي اليوم بالذكرى السنوية لجريمة الإبادة الجماعية (الأنفال)، نسأل الجهات المعنية في إقليم كوردستان:
إلى متى يتم التستر على المطلوبين من رؤساء وكبار الجحوش وأمراء مفارز الأمن والاستخبارات من (صداميين كورد) الذين شاركوا في أنفلة أبناء جلدتهم وكانوا في مقدمة الجيش، وكشاهد عيان وبيشمركه قديم أقول إنَّ هؤلاء المرتزقة كانوا في مقدمة الجيش في الأنفال وأجرموا بحق كوردستان وشعوبها.
إنَّ وجود هؤلاء المتهمين اليوم بيننا نحن ضحايا الأنفال والبيشمركة القدامى، وهم يتمتعون بالحصانة الحزبية وبالحقوق والامتيازات الكبيرة بعد أن احتضنهم الحزبان الرئيسيان الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني على حساب دماء الشهداء وضحايا الأنفال، يسبب لنا آلاماً وأحزاناً كبيرة لا توصف، وخاصة بعد أن صدرت المحكمة الجنائية العراقية العليا مذكرة اعتقال بحق (258) متهماً من كبار الجحوش.
في الذكرى السنوية لجريمة الأنفال، لماذا لا يزال الجلاد حراً طليقاً، بينما تعيش عوائل الضحايا والناجين من سموم الأنفال ومعسكرات الإبادة الجماعية ومسالخ البعث في انتظار استقبال رفات أبنائهم، فلذات أكبادهم منذ عقود؟
نعم، في الذكرى السنوية لجريمة العصر الأنفال، لا زال الجلاد حراً والضحية مكبلة بسلاسل الانتظار والترقب.
التعليقات