في الثالث من محرم عام 1396هـ الموافق للرابع من كانون الثاني (يناير) عام 1976م، وُقّعت في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة أبوظبي اتفاقية إنشاء (مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي) لتتأسس إثر ذلك بموجب مرسوم قانون رقم 71 كمؤسسة خليجية رسمية إقليمية ذات شخصية اعتبارية ومقرها دولة الكويت ليصبح الطريق مُمهّداً لإنتاج برامج مشتركة إذاعية وتلفزيونية تُبرز السمات المميزة لشعوب المنطقة وتُعرّف بأمجادها وبطولاتها وربطها بتاريخها وتراثها في مختلف مجالات الآداب والفنون، وباشرت المؤسسة باكورة إنتاجها في منتصف العام 1977م عبر البرنامج التربوي التعليمي الشهير (افتح يا سمسم).

وأنا أكتب هذه السطور عن مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول مجلس التعاون الخليجي في حقيقة الأمر أكتبها بروح الطفل الخليجي الذي عاصر برامج المؤسسة فشكّلت ذائقته وارتبط وجدانياً بمحتواها فمن ينسى برنامج (سلامتك) للتوعية الصحية؟! أو برنامج (قف) للتوعية المرورية؟! التي كنا نرى فيهما نجوم الدراما الخليجية الذين أحببناهم عبر المسلسلات والمسرحيات وإذا بهم في سياق نصائح وإرشاد وتوجيه عبر هذين البرنامجين بأسلوب جميل زاد من جماله تحدثهم باللغة العربية الفصحى فوصلت الرسالة إلى أعماقنا كصغار في ذلك الوقت، كما أن ثمة برامج أخرى مميزة أنتجتها المؤسسة قد يطول سردها لكن يبقى التساؤل: لماذا لا نرى مثل هذه البرامج بجودتها وعمق رسائلها تخاطب الجيل الحالي بوسائل جديدة تناسبهم مثلاً إيجاد تطبيق خاص بالأطفال من إنتاج المؤسسة يُعنى بالاهتمام باللغة العربية وسلامة نُطقها والمعلومات المهمة للأطفال في شتى المجالات أظن بأن من شأن هذا التطبيق وضع اللبنات الأساسية لتشكيل مواطن خليجي صالح بتظافر دور الوالدين والمدرسة والمسجد.

إقرأ أيضاً: عام التحوُّل الإعلامي السعودي

في العاشر من تموز (يوليو) الجاري، أصدر معالي الأمين العام لمجلس التعاون الأستاذ جاسم بن محمد البديوي قراراً بتعيين سعادة الشيخ مبارك فهد جابر الأحمد الصباح مديراً عاماً لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول المجلس خلفاً لمديرها السابق الأستاذ شفيق أحمد السيد عمر، وجاء تعيين الشيخ مبارك الفهد بناء على ترشيح وزارة الإعلام الكويتية وموافقة وزارات الإعلام بدول مجلس التعاون، وإذ أهنئ الشيخ مبارك تعيينه في منصبه الجديد لأدعو الله العلي القدير له بالتوفيق والسداد في تحمّل أمانة كبيرة هو أهلٌ لها دون شك فهو إلى جانب قدراته وكفاءته الشخصية هو نتاج بيت عريق ٍ ثَبُتَ تاريخياً تحمّله للمسؤولية بكل تفان وإخلاص؛ فجدّه هو صاحب السمو "أمير القلوب واللحظات الحاسمة" المرحوم الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت خلال الفترة من الحادي والثلاثين من كانون الأول (ديسمبر) عام 1977م حتى الخامس عشر من كانون الثاني (يناير) عام 2006م، ووالده هو معالي الشيخ فهد جابر الأحمد الصباح رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب خلال الفترة من 2001م وحتى 2006م أما جدّه لوالدته هو "فارس التحرير" معالي الشيخ المرحوم سعود الناصر السعود الصباح سفير الكويت لدى الولايات المتحدة إبان فترة الغزو العراقي الغادر ووزير سابق للنفط والإعلام... إني لعلى ثقة بقدرة أبي فهد على مجابهة التحديات وتحقيق المستهدفات واستدامة المنجزات في هذا الكيان العزيز على قلب كل خليجي.