في اجتماع طارئ في العاصمة القطرية الدوحة، التقى سمو وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في اجتماع غير عادي في التوقيت والتمثيل، ولكنه يمثل إضافة جديدة لنجاحات السياسة السعودية.
المملكة العربية السعودية تؤمن بالسلام وحل النزاعات دبلوماسياً، وتساهم مساهمة فعالة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار على مستوى الإقليم والعالم. والدور السعودي الحالي لحل أزمة الشرق الأوسط المتصاعدة ودعمها لجهود حل الدولتين وايقاف الحرب في فلسطين ولبنان ونزع فتيل الأزمة الإيرانية - الإسرائيلية دليل على مكانة المملكة العربية السعودية وثقلها الإقليمي والعالمي ونجاعة ومتانة السياسة السعودية.
إنَّ وصول الرئيس الإيراني بنفسه للعاصمة القطرية الدوحة وتجاوز كل الأعراف والبروتوكلات الدبلوماسية دليل على اعتراف واقتناع إيراني متأخر جداً بثقل ودور المملكة العربية السعودية الفاعل، وإحساس إيران القوي بأنها تورطت ووصلت إلى عنق الزجاجة، وانتصفت في مرحلة الخطر، وضاقت بها الحيلة، ولم تجد طريقاً لإخراجها من ورطتها إلا اللجوء إلى الدول الفعالة والمؤثرة على المستوى العالمي، مثل المملكة العربية السعودية. فهل فعلاً إيران سمعت الصوت السعودي أخيراً، وتقبلت الأمر الواقع، وأدركت أن طريق السلام هو الوسيلة الأفضل والأنجع لتجنيب الشرق الأوسط والعالم عواقب مخططاتها وأفعالها التي أدخلتها ومن حولها في دوامة خطيرة ومأزق مأساوي ومنزلق إلى الهاوية يحول إيران إلى بلد مجهول المصير بسبب رؤية ضيقة وحسابات خاطئة وتخبطات سياسية وعسكرية على مدار 40 عاماً، ومن هذه الأفعال تزعمها محور المقاومة الخاسر الذي جلب الدمار إلى البلدان العربية والقضايا العربية، ومن أهمها القضية الفلسطينية، بما يخالف الاتفاق العربي والإسلامي والدولي على ضرورة الحل السلمي.
إقرأ أيضاً: إيران والثأر الإسرائيلي
هل قبلت إيران بحل الدولتين ومسار السلام بعد (خراب مالطا)، أو هي محاولة إيرانية لتجديد سياساتها القديمة القائمة على المراوغة وكسب الوقت لتأخير رد الفعل الإسرائيلي، وهل صدر فعلاً تهديد إيراني بتدمير حقول النفط والغاز في الخليج العربي لو تعرضت منشآتها النووية وحقول نفطها وغازها للقصف من قبل إسرائيل، وهذا التهديد لو تحول لتصرف وفعل حقيقي فهو كفيل بتأجيج أهم مناطق الطاقة في العالم مما يشكل انعكاساً خطيراً لوضع السلام الإقليمي والدولي، وتهديداً لأمن وسلامة إمدادات الطاقة عالمياً، ويدخل المنطقة في منعطف خطير من العنف، ويعطي الفرصة والذريعة لتدخلات القوى الدولية.
إقرأ أيضاً: طريق الموت يمر بالضاحية
وهناك تساؤل هام إضافي: لماذا هُمش دور وزارة الخارجية الإيرانية؟ وهل الوزارة غير قادرة أو غير مخولة للقيام بدورها ومسؤولياتها، أم أن هناك بوادر انشقاق في نفس الحكومة الإيرانية؟ أم أنَّ الشق أكبر من الرقعة، وفوق قدرات الوزارة ووزيرها، فاضطر الرئيس للحضور بنفسه؟ أو أن الرسالة التي يحملها لا يستطيع البوح بها لخاصته، ووراء الأكمة ما وراءها؟
التعليقات