"أخذت عهداً على نفسي منذ انطلاقتي في عالم المال والأعمال أن أجعل الله شريكاً معي، وأن أخصص ربع رأسمالي وأرباحي السنوية للأعمال الخيرية، وأن المال مال الله وما أنا إلا رجل مؤتمن يؤدي ما عليه من حق الأمانة". بهذه الكلمات التي قالها رجل الأعمال السعودي شافي الصقري في إحدى اللقاءات الودية معه، ننطلق لنسبر أغوار العمل الخيري في المملكة، ونقرأ الدور الإيجابي لرجال الأعمال في برامج المجتمع الإنسانية العديدة. وأهمية الدور الذي يقومون به لدعم أبناء الوطن، وتيسير السبل والفرص الوظيفية والتعليمية المناسبة. رجل الأعمال شافي هنا قدوة حسنة لشباب الأعمال، وأيقونة في العمل الخيري، وما قدمه ويقدمه من مبادرات إنسانية عديدة تستحق أن يُلقي الإعلام عليها الضوء، وأن ينشر مثل هذه الصور المشرقة. وعلى الإعلام أن يكثف من تغطياته للجوانب المضيئة في مسيرات رجال الأعمال تجاه المجتمع.
يمثل شافي الصقري هنا شريحة رجال الأعمال الذين سطروا أروع الأمثلة في التعاطي مع المال، وعكسوا ذلك على المجتمع المحيط بهم. وقد أشاد سمو أمير منطقة الحدود الشمالية الأمير فيصل بن خالد بن سلطان، المتابع لكل المبادرات بالمنطقة، والمشجع الأول للنشاطات المثمرة والبناءة، بما يقدمه الفاعلون من أبناء المنطقة، ومن أبرزهم رجل الأعمال شافي الصقري المؤسس والمشارك بالعديد من الصروح التعليمية، والذي حظي بإشادة مباشرة من لدن سموه في زيارة تفقدية لإحدى المعارض التي شهدتها المنطقة؛ وكانت هناك مشاركة لرجل الأعمال بجناح لشركة قواسم التعليمية وكلية الشمال للتمريض. وأثنى سمو الأمير على دور رجل الأعمال شافي الصقري في دعم شباب منطقة الحدود الشمالية، ودعمه المتواصل لذوي الاحتياجات الخاصة عبر شركة (صفات) لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وعبر تقديم برامج دراسية مجانية لهم في كلية التمريض. وأشار سموه إلى أن تلك الإسهامات تجسد دور رجال الأعمال في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 وتحقيق التنمية المستدامة. وأشاد سموه بمخرجات الكليات الصحية التي يرأسها شافي الصقري، وبالدور العلمي والخيري الذي تقدمه.
كان إدراك سمو أمير الحدود الشمالية كبيراً بأن مثل هذه الأعمال الخيرية الإنسانية هي رسالة مشرقة نبثها للعالم لترسيخ صورة المملكة المشرقة. عندما بدأت أول سطور هذا المقال، لم أجد مقابلات لقنوات فضائية مع رجل الأعمال شافي الصقري، ولكن ما وجدته من صدى لأعماله الخيرية وسط مجتمع مدينة عرعر والمدن حولها كان أكثر بكثير مما نعتقد. الذين يعرفونه لمسوا عن قرب دعمه وتشجيعه لأبناء وبنات الوطن، وخاصة الفئات التي تحتاج الدعم مثل ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام وحتى الأسر المحتاجة. لقد أوقف رجل الأعمال شافي الصقري ربع ماله لتكون مخصصة للعمل الخيري. وأعماله المتعددة هي خير من يتحدث عنه، وهي شواهد يتفاعل معها أبناء عرعر، والقرى حولها كل يوم.
ومما وجدته وأنا أعد مادة هذا المقال أن شافي الصقري بدأ أولاً بتفقد أحوال الأقربين بتسديد الديون، وشراء منازل للمحتاجين منهم؛ مؤكداً بذلك على مقولة "الأقربون أولى بالمعروف". وعمل جاهداً على تيسير سبل الدراسة في الكليات الأهلية التي يرأسها عبر برامج متعددة لتسديد الرسوم الدراسية. واليوم يقوم كل صباح بتفقد المواقع والرسائل التي تصل إليه وتقديم ما يستطيع وما يكتبه الله. هذه الصدقة الصباحية هدي نبوي كريم أراد شافي أن يطبقه، وكان له بركة بالمال وبالنفس كما ذكر في إحدى اللقاءات معه. لم تقف أعمال الخير على ذلك، بل هناك العديد من المساهمة الأخرى، والتي تركت أثراً إيجابياً واسعاً في المنطقة.
يرى شافي في لقاءاته القليلة، بحكم بعده عن الإعلام، أن ما قدمه لأهل عرعر والمدن حولها، ولذوي القربى، هو من الواجبات التي لا تحتاج إلى شكر أو ذكر. ويردد دائماً مقولة أنَّ المحتاج الحقيقي هو الذي في يده المال، إذ يحتاج إلى المغفرة والبركة وزيادة الرزق. ليضرب بتلك المساهمات والمواقف أروع الأمثلة لرجل الأعمال المتفاعل مع مجتمعه والذي يقوم بدوره التنموي والاجتماعي.
إقرأ أيضاً: هل أصبح لإسرائيل قوة "أقلام" ناعمة عربية؟
والمتأمل في هذا سيجد هناك رسائل إيجابية متعددة يتركها الكثيرون من الخيّرين من أبناء الوطن عبر ما يقومون به من أعمال إنسانية، يبتغون فيها وجه الله، وينطلقون من شعورهم بالواجب الوطني. وما نحن فيه من مبادرات إنسانية يعكس جوانب من القيم العالية في المجتمع السعودي. تلك القيم التي قامت عليها المملكة. مؤكدين بذلك على الدور والمكانة وقيم الدين، والتطلعات التي حددتها الرؤية المباركة لتحقيق العمل المجتمعي المتكامل.
وهذا المقال منبعه من الحرص على أن ألقي الضوء أكثر على هذه الشخصية الوطنية المميزة، ولأهمية نشر الصور الإيجابية العديدة في الوطن. والإعلام معني بهذا، ونأمل أن يضيء هذا المقال الجوانب التي لم تصل لها القنوات؛ وأن يجد مُعدو البرامج الفضائية مادة يستندون عليها في عمل لقاءات وتغطيات وتقارير إخبارية استقصائية لأهمية دور هذه الشريحة المهمة من المجتمع والأثر الكبير الذي تعكسه مساهماتهم.
إقرأ أيضاً: مع الخيل يا شقراء أم الحاقد أعمى؟
ما أجمل الحرف عندما ينساب من القلم ليعبر عما يكنه الصدر من اعتزاز وفخر متواصل بالوطن وبكل تفاصيله المشرقة، وزواياه المضيئة وقيم أبنائه الراسخة، وبالنماذج العديدة المشرفة من أبنائه. وما أجمل أن نتحدث بثقة، ونحن نعدد المنجزات والمبادرات، ونشير إلى أعمال الخير المثمرة في جوانب الوطن. ووسط هذا الفخر المتواصل تسابقنا الأعمال الخيرة لتدلنا على من يقف خلفها. عندما نتحدث عن تلك الأعمال بلا شك سنجد أنفسنا أمام شخصيات عديدة معتبرة لها تأثيرها الكبير وبصمتها الواضحة في العمل الخيري والإنساني في كل مدينة من مدن المملكة. (وما تقدموا من خير تجدوه عند الله).
التعليقات