المملكة العربية السعودية وطن لجميع العرب وحاملة راية مناصرتهم، ولم تتوقف عن مساندتهم في جميع قضاياهم، ومساعدتهم في أزماتهم، ونجدتهم في محنهم في كافة المجالات، بما فيها الجانب الإنساني والإغاثي.

الإحساس بالمسؤولية والاضطلاع بالدور المطلوب والالتزام بما يمليه الضمير والحس الأخوي ليس أمراً هيناً؛ فهي جهود تُذكر فتُشكر.

بنظرة القيادة الرشيدة الثاقبة، تحولت المملكة العربية السعودية إلى منبع سلام وحقل خيري يمد يد العون والمساعدة لإخواننا العرب عبر قوافل الخير الكريمة، وكذلك للعالم، بالرغم من التحديات، وفق نظام مؤسسي بعيد عن الاجتهادات.

تم تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث قدمت السعودية عبر هذا المركز الأعمال الإغاثية والإنسانية بسرعة وزخم صحيح للمحتاجين والمنكوبين في الإطار العربي والإقليمي والدولي.

إن ما قامت به المملكة العربية السعودية وتقوم به للإخوة في اليمن وسوريا والسودان وفلسطين ولبنان هو درس إنساني تاريخي، يؤكد قيام السعودية بدورها الرائد كاملاً.

لم تكتفِ المملكة بالدور الإنساني والإغاثي، بل تعدى ذلك إلى أن تكون دولة سلام، نذرت نفسها وأجهزتها ومسؤوليها لإصلاح أوضاع الشرق الأوسط. فقد أحيت عملية السلام العربي - الإسرائيلي، ومدت يد السلام للجارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وأعادت علاقتها مع الجمهورية العربية السورية، وافتتحت سفارتها فيها.

كل ذلك لخدمة الأمة العربية ولمستقبل أفضل للشرق الأوسط وشعوبه، متطلعة لحل كافة النزاعات الإقليمية والنزاعات العربية - العربية، والنزاعات الداخلية والحروب الأهلية في الدول العربية، وخصوصاً الحرب السودانية الأهلية الثالثة.

كان دعم الاقتصاد العربي من الأولويات، حيث قامت السعودية بدعم العديد من الدول العربية المتأثرة اقتصادياً، ووضعت خطط إنقاذ لاقتصاد تلك الدول بالتعاون مع الجهات المسؤولة فيها. وكان لهذه الجهود دور واضح في استقرار اقتصاد وأوضاع تلك الدول.

إقرأ أيضاً: السودان: صراع الضياع

بالرغم من هذه الجهود الجبارة، فهناك قصور من الإعلام العربي حيال ما تقوم به وتقدمه المملكة العربية السعودية. وهنا دعوة للإعلام العربي بشقيه الرسمي والخاص للنهوض الجدي وخدمة قضايا العرب بكل شفافية وحيادية وإنصاف، والقيام بإيضاح الجهود السعودية على حقيقتها بلا زيادة أو نقصان.

يجب عدم السماح لكل من هبّ ودبّ بالتطاول على المملكة العربية السعودية، ونشر الإشاعات المغرضة، مع محاسبة كل مغرض ومرجف وضعيف نفس. هؤلاء الضعفاء والمرضى النفسيون تدفعهم عوامل عديدة، منها الغيرة والحسد والعمالة للغير بعد شراء ذممهم. ومصداقاً للمثل: "لا يُرمى إلا الشجر المثمر"، فإن لكل نجاح ضريبة.