ذكرى يوم التأسيس السعودي ترسِّخ معنى واحداً دأبت عليه الدولة السعودية المباركة، وهو قيامها على جمع الشمل، ورفع راية التوحيد، ونشر السلام، وإقامة العدل. كان شعب السعودية قبلها تائهاً على طريق الشتات، وقلة الأمن، وانعدام الأمل بتوحّد يجعل منه وطناً واحداً ذا كلمة، حتى جاء الإمام محمد بن سعود رحمه الله، فبدأ مسيرة التوحيد للدولة السعودية الأولى، ومعه مشروع واحد، وهو توحيد الصف والكلمة، وإبدال التناحر بالسلام، والخوف بالأمن. ومع بلوغ الدولة السعودية نقطة العودة الثالثة، جاء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله ليقود مشروع آبائه وأجداده من جديد، فرفع مرة أخرى شعار هذه الدولة، وهو جمع الكلمة وتوحيد الناس تحت راية واحدة، الأمر الذي التف حوله الناس وباركوه ونصروه.

إنَّ المملكة العربية السعودية دولة قامت على السلام، وأي سلام يخرج الناس من ظلمة التفرق إلى نور الوحدة لهو مكتسب عظيم بحد ذاته، فكيف وقد أصبحت السعودية اليوم قوة على كافة الأصعدة في ظل قيادة رشيدة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.

إقرأ أيضاً: نحجّ آمنين في السعودية

وفي هذه الأيام تعود ذكرى التأسيس مع ذكرى السلام لتصوّر جوهر القيادة السعودية، وهو دفع الناس إلى حل خلافاتهم وإنهاء أزماتهم، وآخرها قيادة المملكة لجهود تصفية الأجواء بين القوى العظمى، فما يؤثر على العالم يؤثر على المنطقة والعكس. لقد كانت المملكة وما تزال وجهة يُؤتى إليها عند اشتداد الأمور وتفاقم الأزمات، لتكون الرياض عاصمة الحلول، فمنذ توحيد المملكة وهي ركن قوي تستند عليه دول وشعوب كثيرة في ظل صراعات عالمية تهب عواصفها شرقاً وغرباً.

وحيث إن السلام مبدأ أصيل لدى هذه الدولة المباركة، فإن دفاعها عن مقدساتها ومكتسباتها وشعبها وأمنها يكون هو الآخر مبدأ لا يتجزأ عن ثوابتها، فلا يمكن تحقيق السلام دون ردع الفتن والتطرف والإرهاب والدسائس، وهو الأمر الذي طالما نجحت فيه القيادة السعودية منذ إعلان توحيدها.

إقرأ أيضاً: رسالة إلى السودانيين: لا تكرروا سيناريو الصومال

وأخيراً، فإن ذكرى يوم التأسيس السعودي لا يُراد منه إشعال الذاكرة بنعمة هذا التوحيد فحسب، بل هو أيضاً دافع للأجيال الحالية من السعوديين ليواصلوا بناء الآباء والأجداد، ولتكون السعودية قائدة بدورها ورمزاً للتوحيد والسلام والنماء.