اختار المحارب الفرنسي المخضرم، إنهاء مسيرته الرياضية بعد مشوار مشبع بالإنجازات في ملاعب كرة القدم، لاعباً كان أو مديراً فنياً.
الرئيس لوران بلان كما لقبوه في مرحلة من مراحل حياته الكروية، مع فريق مرسيليا بتسجيله أحد عشر هدفاً، حزم حقائبه في العام 2023 بعد مهمة غير ناجحة مع فريق ليون، أثمرت عن ثلاث هزائم من أربع مباريات.
المدافع الدولي السابق خاض 97 مباراة دولية وسجل 16 هدفاً دولياً، وغادر المشهد وفي ذهنه خطة ترفيهية لمرحلة التقاعد، مكتفياً بما حققه من بطولات، وصلت إلى 15 بطولة خلال مسيرته التدريبية، برصيد 446 مباراة خرج منها بـ273 انتصاراً و82 تعادلاً و91 خسارة، غير أنَّ مكالمة هاتفية وصلت إلى هذا الخبير حديث التقاعد، وهو يخلد إلى الراحة، وكانت كالحلم الذي أعاد له الثقة في إمكانياته وقدراته على الاستمرار في ممارسة عشقه الكروي في حقل التدريب.
كان على الطرف الآخر صوت أحد تلاميذه، الذي عرض عليه رغبته في الاستفادة من خبرته، طالباً عونه في قيادة أحد أعرق الأندية العربية، لم يتردد هذا الساحر، ولم يأخذ وقته للتفكير، بعد عرض يسيل له اللعاب، بل أعطى موافقته الفورية، ولكن ليس هذا هو الموضوع الجوهري الذي من أجله كتبت هذه المقدمة، بل أردت منها فقط ترابط الحدث، وكيف وصل هذا الساحر إلى الساحل الغربي.
الكوتش الفرنسي وصل إلى شارع الصحافة، بعد مدٍّ وجزر داخل البيت الاتحادي، نجح بعده "الحكومة" رفيق درب ليون الفرنسي في تحقيق رغبته، على حساب التضحية بناظر الاتحاد. ما يهمنا هنا أن الساحر لوران معروف فنياً بتفضيله لخطة 4-3-3 وهوسه بتطبيق التيكي تاكا، وفرض الاستحواذ والضغط العالي من الأمام، واسترجاع الكرة بأسرع وقت ممكن، فكر متوازن بين الدفاع والهجوم، كما قرأت في سيرته الذاتية، وما شاهدته على أرض الملعب.
نعم، نجح الرئيس تحت قيادة البنز ورفاقه في الوصول إلى صدارة الدوري ونهائي الكأس، ولو تمعنا سوياً وجمعنا الأدوات وناقشنا المواجهات والنقاط التي صعدت بالعميد إلى القمة، رغم ظروف الغيابات والإصابات وزوار العيادات من النجوم في جميع المراكز، وأسبابها المجهولة، هل هي مسؤولية معد بدني أم أحمال زائدة أم طول البقاء في الدكة لبعض المجمدين؟ حتى وصل الحال إلى حارس المرمى، الذي قاتل حتى آخر رمق قبل الإصابة على خروج الفريق بدون هزيمة في مجمل المواجهات، سنكتشف لو كنا منصفين أن الجهد الفردي لعدد من النجوم ساهم في تصدر الفريق، والعامل المساعد والأبرز مستوى المنافسين، وتذبذب نتائجهم الأمر الذي منح العميد فرصة التمسك بالصدارة يا لوران، ولا ننسى أن تغييب عدد من النجوم، والتمسك ببعض المتقاعسين، إلى جانب التدوير وتصدير بعض العناصر الشابة، والقراءة الخاطئة لقدرات المنافسين، أجبرت الفريق على خسارة نقاط ثمينة لو تحققت لكان العميد بطلاً متوجاً قبل خط النهاية.
ولن نغفل دور "الحكومة" في الكثير من القرارات داخل الملعب وخارجه، لذلك تعمدنا كشف العوار، حتى لا نجد الفريق في الأمتار الأخيرة يخسر حصاد موسم من العناء، ناهيك عن الألغام التي قد يزرعها المتربصون في الطريق وتحتاج إلى يقظة ورفع مستوى الحرص.
بلان، سنواصل الدعم، ونحملكم على الأعناق، ولكن سنحاسبك أيها الساحر أنت ومن أحضرك، إذا أفسدتم حلم المدرج الذهبي، الذي أنقذكم في الكثير من المواجهات السلبية، وخطف نقاطها من أرض الملعب ومن بين أقدام اللاعبين.
التعليقات