مشهد من فيلم دنيا

مي الياس من تورونتو - من المتوقع ان يثير فيلم دنيا وهو دراما كوميدية غنائية صورت في مصر، الكثير من الجدل عند عرضه على نطاق واسع في العالم العربي.


يعالج الفيلم مجموعة قضايا شائكة منها الختان وعلاقة المرأة العربية بجسدها ورغباتها الجنسية وما تتعرض له من كبت وتطويع من قبل المجتمع طيلة حياتها، ويدافع عن الحرية الشخصية، ويبين الاثار النفسية والجسدية التي تنتج عن الختان. وهو موضوع يمس شريحة كبيرة من النساء في مصر خصوصاً اذا علمنا انه وبحسب دراسة لمنظمة العفو الدولية والـ UNDP تبين ان 97% من النساء المصريات تعرضن للختان في طفولتهن و 71% من النساء يعتقدن ان هذا التقليد يجب ان يستمر.

عرض اول للفيلم وتكريم لحنان ترك ومحمد منير في مهرجان القاهرة

حنان ترك ومحمد منير في لقطة من الفيلم

وسيعرض الفيلم للمرة الاولى اليوم السبت في تمام التاسعة مساءاً في مسرح دار الاوبرا المصرية ضمن القسم الرسمي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولكن خارج المسابقة. وسيتم تكريم كلا من النجمة السينمائية حنان ترك و المطرب المصري محمد منير من قبل ادارة المهرجان تقديراً لشجاعتهما الفنية في قبول القيام بدوري البطولة في هذا الفيلم المثير للجدل.
دنيا من إخراج اللبنانية الفرنسية جوسلين صعب، وهو إنتاج مشترك بين مصر ولبنان وفرنسا وهو ثاني الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة.
يروي قصة دنيا (حنان ترك) فتاة في الـ 23 من عمرها انهت لتوها دراستها للادب في القاهرة، وبعيدا عن تخصصها، تتوق لان تصبح راقصة محترفة. تلتقي بالبروفيسور بشير(محمد منير) خلال الـ "كاستينغ" لمسابقة في الرقص الشرقي.
بشير الكاتب والمفكر، يجد نفسه مشدوداً لافكار دنيا وجرأتها، فهي لا تجد حرجاً في الحديث عن الرغبة ومدى صعوبة ان تولد فتاة في المجتمع الشرقي. دنيا ترقص فقط بعد ان تكتشف في احضان بشير متعة الحواس في الواقع، بعد ان كانت قد تعرفت عليها من خلال الكلمات.
وللمشاهد الشرقي فان فيلما كهذا لابد وان يثير الكثير من الجدل بين المدارس الفكرية والمؤسسات الدينية الموجودة في مجتمعنا.
وتحاول المخرجة جوسلين صعب ان تسوق فيلمها ليعرض على نطاق عالمي واختارت له لهذا الغرض اسما اخر بالانجليزية KISS ME NOT ON THE EYES .
ويتضمن الفيلم اغنيات بصوت محمد منير قامت بكتابة كلماتها كوثر مصطفى لتضيف للخط الدرامي للقصة.
وفي ملاحظاتها عن هذا الفيلم تقول جوسلين: دنيا فيلم كلاسيكي من ناحية تناوله لموضوع "الحب المستحيل" كخط اساسي للقصة، ولكن وراء هذه البساطة الظاهرة، نناقش قضايا شائكة عديدة تتعلق بالانوثة في الشرق، والتعقيد الذي يشوب العلاقات بين الرجل والمراة، رغبات النساء ولذتهن الناقصة.
وتضيف "المحرمات والمحاذير التي تحيط بالحقوق الجنسية للمراة وحرية التعبير في مصر، قادتني لمعركة سياسية وصراع طويل للحصول على اذن بالتصوير في مصر. كنت مضطرة لتعديل السيناريو ليتناسب مع متطلبات مجلس الرقابة وليقول كل ما اريد قوله في فيلمي في نفس الوقت، وهي مسالة لم تكن سهلة".
جوسلين ترى اننا في مرحلة تتصارع فيها قيم مجتمعين مختلفين بشكل مستمر، بسبب الجهل وعدم المعرفة بالاخر مما يوسع الهوة بينهما ويمنع اي امكانية للتحاور المثمر. وانها تحاول من هذا الفيلم ان تضع وجوها للمشكلة وتعبر عنها باسلوب يحفز كلا المجتمعين للتفكير ويفتح افقا للتحاور تمهيداً لإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف.
وعن الرؤية السينمائية وانتقاء الوان الصورة تقول صعب: حاولت ان اوازن بين جمال الصورة السينمائية والحفاظ على خصوصية وواقعية البيئة المصرية، واردت لصورتي ان تعكس الجمال النقي الكامن في مصر والذي يتجاهله البعض عن قصد او بدون قصد.
استخدمت في اضاءة الفيلم انماط مرئية تتنوع مابين المعاصر والقديم، فتجد هناك تونات تبدأ من المشرق المعاصر الى الداكن كسواد القبور القديمة في مصر، تعبيراً عن وجهين من المجتمع يتعايشان بشكل متوازي دون ان يلتقيان.
وعن موسيقى الفيلم تقول: حاولت ان اجدد الموسيقى الكلاسيكية المصرية، وسيلمس المشاهد وهو يتابع قصة دنيا الفتاة التي تعرضت للختان في طفولتها وهي تعيد اكتشاف جسدها من جديد من خلال الرقص والشعر الصوفي، وهما امران غير محبذان في مجتمعها، وبشير الذي يرافقها خلال تمريناتها الشاقة، رجل يقوده عماه المفاجيء الى ايجاد طريقة جديدة للتقرب من الشعر وفهم الجسد الانثوي.
[email protected]